التغير المناخي يهدد الآثار الإغريقية

تلوث الهواء والأمطار الحمضية يؤديان إلى تآكل الرخام

معبد أكروبوليوس في أثينا
معبد أكروبوليوس في أثينا
TT

التغير المناخي يهدد الآثار الإغريقية

معبد أكروبوليوس في أثينا
معبد أكروبوليوس في أثينا

على هامش مؤتمر تغير المناخ والتراث الثقافي الذي انعقد أول من أمس في العاصمة اليونانية أثينا، ذكر العلماء أنّ تغير المناخ يهدد الآثار الإغريقية في اليونان ومن بينها معبد الأكروبوليوس أحد أكثر المواقع الأثرية استقبالاً للزوار في العالم، حيث يرجع معبد البارثينون المقام على صخرة الأكروبوليوس في قلب العاصمة اليونانية إلى العصر الكلاسيكي اليوناني في القرن الخامس قبل الميلاد.
وذكر العلماء أن هضبة الأكروبوليوس التي أقيم عليها معبد البارثينون هي أكثر المواقع الأثرية اليونانية احتفاظاً بهيئتها الأصلية، لكن هناك دلائل على أن تغير المناخ يؤثر بشكل متزايد على هذا الأثر، موضحين أن تلوث الهواء والأمطار الحمضية تؤدي إلى تآكل الرخام كما أن الظواهر المناخية الشديدة مثل الجفاف أو السيول تسببت في مشكلات هيكلية للجدران والمعابد القديمة.
تعليقاً على الخبر، قالت ماريا فلازاكي من وزارة الثقافة اليونانية: إنّ «أسوار المدينة (القديمة) بها تآكل أكثر مما كان في السابق - كل عام تأتينا مزيد من الحالات... نقدم مزيداً من المال، أموال غير متوقعة لحماية أسوار المدن القديمة التي لم تكن تواجه مشكلات من قبل، ولحماية المنطقة الساحلية».
فيما ذكر خريستوس زيريفوس الأستاذ في أكاديمية أثينا أنّ الظواهر الجوية الشديدة تزايدت وتيرتها، مضيفاً أنّ التقلبات المفاجئة من فترات الفيضانات لفترات الجفاف تزعزع استقرار الآثار، مؤكداً على أنّ اليونان تحتاج إلى حماية أفضل لآثارها ونظام مراقبة يساعد في توفير حماية إضافية في حال حدوث ظواهر جوية شديدة.
وقد بذلت الجهود على مدى عقود لحماية الأكروبوليوس والحفاظ على آثاره، وسُرّعت العملية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، لكن البلاد تضم المئات، إن لم يكن الآلاف من الآثار المعرضة لعوامل التعرية.
يُذكر أنّ منطقة أثينا الأوسع نطاقاً، سبق أن تضررت بسبب فيضانات شديدة وحرائق غابات في السنوات العشر الماضية. وهدد حريق غابات عام 2007. في شبه جزيرة بيلوبونيس بتدمير معابد وملاعب رياضية أثرية في أوليمبيا القديمة مهد الألعاب الأولمبية.
ويصل ارتفاع قمة معبد الأكروبوليوس إلى 156 متراً فوق سطح البحر، و92 متراً فوق مدينة أثينا المنخفضة، وهو حصن طبيعي حقيقي يمكن الوصول إليه فقط من الأرض المتحدرة ناحية الغرب، أمّا الجوانب الأخرى فتتدلى بانحدار هابط، وبفضل الموقع والأهمية الاستراتيجية للأكروبوليوس فكان السكن الأول لملوك أتيكا والحراس، ويحوي العديد من التماثيل والأحجار المقدسة، وتحيط به أسوار عالية، ويعتبر المعبد اليوناني الأثري الأول، ويحوي صروح ملوك عديدة دُمرت معظمها من قبل الفرس عام 479 قبل الميلاد وتعهد بارثينون بإعادة بنائه عام 447 قبل الميلاد.
في عهد الدّولة العثمانية تحوّل معبد الأكروبوليوس إلى مسجد كبير، تحيطه المآذن، وأصبح في عصر الصليبيين، مقراً رئيسياً لأساقفة أثينا، وفي 1387 بات سكن دوق نيريو أكيايولي أثينا، ومنذ عام 1833 وقع المعبد تحت السيطرة اليونانية وهو يمثّل حتى اليوم أعلى موقع أثري فني يوناني، وتُجري اليونان فيه باستمرار عمليات ترميم وتجديد.


مقالات ذات صلة

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.