وفد من صندوق النقد الدولي في بيروت لإعداد تقرير عن الوضع المالي والنقدي

TT

وفد من صندوق النقد الدولي في بيروت لإعداد تقرير عن الوضع المالي والنقدي

وصلت بعثة من صندوق النقد الدولي إلى بيروت، في زيارة استطلاعية واستشرافية للمرحلة المقبلة، وإعداد تقرير حول الوضع النقدي والمالي، فيما أعلن وزير المال علي حسن خليل، أنه لا ثقة من قبل المجتمع الدولي في قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات، انطلاقاً من التجارب السابقة.
وقال خليل لوكالة «رويترز»، إن بعثة من صندوق النقد الدولي وصلت إلى لبنان لإعداد تقرير حول الوضع النقدي والمالي في البلاد، لافتاً إلى أن «المفترض أن ينجز التقرير قبل منتصف شهر يوليو (تموز) المقبل، وهو محطة أساسية تؤثر كثيراً على تقدير الوضع واستقراره، وتصنيف لبنان من قبل المؤسسات المعنية».
وأكد أنه من المهم للحكومة أن تبعث بـ«رسالة واضحة خلال الأيام المقبلة، على الجدية» بإقرار موازنة عام 2019 التي تهدف إلى خفض العجز.
وفي حديث له مع الصحافيين أمس، لفت وزير المال إلى أن ما يلمسه من خلال لقاءاته مع ممثلي المؤسسات الدولية ووكالات التصنيف هو أن «المجتمع الدولي لا يعتبر أن هناك مشكلة في الإجراءات التي تتخذها الحكومة فيما يخص الموازنة وبنودها؛ لكن هناك عدم ثقة في قدرة الحكومة على التنفيذ بناء على تجارب سابقة».
وأكد أن لا مشكلة حول موازنة وزارة الدفاع، ولا تخفيض في النفقات التشغيلية للجيش، مشيراً إلى أن التسليح والتطوير يخضعان لقانون برنامج تم تأجيل اعتماداته للسنة المقبلة.
من جهتها، قالت مصادر مطلعة، إن البعثة التي وصلت إلى بيروت في زيارة دورية، ستلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وستجتمع يوم غد الأربعاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن مهمتها الأساسية هي الاطلاع على مسار الموازنة والخطة التي وضعها لبنان لمواجهة هذه المرحلة، والإصلاحات التي يعمل عليها.
وتخضع الموازنة التي وافق عليها مجلس الوزراء الشهر الماضي، للمناقشة في لجنة المال والموازنة النيابية، وتهدف إلى تقليل العجز المتوقع إلى 7.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، من 11.5 في المائة في العام الماضي.
وحول موضوع إصدار سندات الخزينة، أوضح خليل أن جميع الأطراف المشاركة في اتفاق إصدار السندات بأسعار فائدة منخفضة، ما زالت ملتزمة بالاتفاق المتوقع أن يقلص تكاليف خدمة الدين في ميزانية 2019.
ونقلت قناة «إم تي في» عن خليل قوله، إنه من المتوقع بدء تنفيذ الاتفاق مع القطاع المصرفي بشأن إصدار سندات خزينة قيمتها 11 ألف مليار ليرة لبنانية (7.3 مليار دولار)، وأن «هذا أمر رضائي بالتفاهم، والعنصر الأساسي فيه هو مصرف لبنان»، في إشارة إلى البنك المركزي.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.