موجز إرهاب

TT

موجز إرهاب

باكستان: مقتل إرهابيين اثنين وفرار 3 في عملية لمكافحة الإرهاب

إسلام آباد - «الشرق الأوسط»: قتلت إدارة مكافحة الإرهاب في باكستان، إرهابيين اثنين ينتمون إلى جماعة «داعش - خراسان»، في مدينة مولتان بإقليم البنجاب، بينما تمكن ثلاثة من الفرار». وقال متحدث باسم إدارة مكافحة الإرهاب، إن الإرهابيين المشتبه بهما مطلوبان بسبب خطف ثلاثة مسؤولين حكوميين، إلى جانب خطف مواطن أميركي.
ونقلت وكالة أنباء «جيو» الإخبارية الباكستانية عن المتحدث باسم إدارة مكافحة الإرهاب، إن الرجلين متورطان في سرقة سيارة «فان» لنقل الأموال في مدينة ساموندري بفيصل آباد؛ حيث قتلوا جميع أفراد الأمن بها. وأضاف المتحدث أنه قد تم ضبط أسلحة ومتفجرات وأجهزة تفجير وخرائط وأموال، بحوزة الإرهابيين.

أفغانستان: مقتل 3 من «طالبان» واعتقال اثنين في إقليمي بلخ وقندوز

كابل - «الشرق الأوسط»: قتلت قوات الأمن الأفغانية 3 من عناصر «طالبان»، واعتقلت اثنين، أثناء عمليات جرت في إقليمي بلخ وقندوز.
وذكرت مصادر عسكرية مطلعة أن غارة جوية أسفرت عن مقتل 3 من عناصر «طالبان» في منطقة شار بولاك بإقليم بلخ.
ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» الإخبارية الأفغانية، عن مصادر قولها إن القوات الخاصة اعتقلت اثنين من مسلحي «طالبان» خلال عملية جرت في إقليم قندوز.
يشار إلى أن الوضع الأمني في بعض مناطق إقليمي بلخ وقندوز، قد تدهور خلال الأشهر الأخيرة. وينشط مسلحو «طالبان» في بعض مناطق الإقليمين، وعادة ما يقومون بأنشطة إرهابية.

الفلبين: مسلحون اختطفوا 10 صيادين ماليزيين

مانيلا - «الشرق الأوسط»: أعلن وزير الدفاع الفلبيني ديلفين لورينزانا، أول من أمس، أن مسلحين متطرفين قاموا باختطاف عشرة صيادين ماليزيين، ويجرى نقلهم لمنطقة صراع في الفلبين. وقال الوزير إنه جرى اختطاف الصيادين أول من أمس في منطقة لاهاد داتو في ولاية صباح، ويتردد أن المسلحين في طريقهم لإقليم تاوي تاوي، أو سولو في جنوب الفلبين. وأضاف: «لقد أبلغنا قواتنا بتوخي اليقظة الشديدة». ولم يحدد لورينزانا أي جماعة يعتقد أنها وراء الاختطاف، ولكن تقارير واردة من ماليزيا ربطت بين الخاطفين وجماعة «أبو سياف» الإرهابية، التي يعد إقليم سولو أحد معاقلها.
ويشار إلى أن جماعة «أبو سياف» تعد الجماعة الأكثر عنفاً في الفلبين. ويعتقد أنها تحالفت مع تنظيم «داعش»، وتتحمل مسؤولية تنفيذ بعض من أسوأ الهجمات الإرهابية في البلاد، بالإضافة لعمليات الاختطاف.
وأفادت صحيفة «ستار أونلاين» بأن الصيادين كانوا على متن قاربي صيد، وكانوا في طريقهم إلى منطقة سيمبورنا، عندما قام الخاطفون باختطافهم من على متن القاربين. وقال المتحدث العسكري الإقليمي الكولونيل جيري بيسانا، إنه تم وضع القوات في منطقة مينداناو في «حالة تأهب مكثفة».
ولكن حتى الآن، لم ترد تقارير بشأن وصول الخاطفين والرهائن لأي منطقة بجنوب الفلبين، بحسب ما قاله بيسانا.

المغرب: مثول آخر المتهمين للمحاكمة في قضية مقتل سائحتين اسكندنافيتين

سلا (المغرب) - «الشرق الأوسط»: استؤنفت أمس الخميس، محاكمة المتهمين في قضية قتل سائحتين اسكندنافيتين بالمغرب، بالاستماع لآخر الملاحقين في غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا، قرب العاصمة الرباط.
وقتلت الطالبتان: الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاماً)، والنرويجية مارين أولاند (28 عاماً)، ليل 16 - 17 ديسمبر (كانون الأول) 2018، في منطقة جبلية خلاء في جنوب المغرب، حيث كانتا تمضيان إجازة.
ويمثل 24 متهماً منذ الثاني من مايو (أيار) أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا قرب الرباط، وهم متهمون بالانتماء لخلية إرهابية يعد عبد الصمد الجود (25 عاماً) «أميرها». واعترف الأخير ومتهمان رئيسيان آخران أمام المحكمة بأدوارهم في تنفيذ الجريمة، وموالاة تنظيم «داعش».
واستمع القاضي أمس إلى سبعة متهمين، بينهم أجنبي، وهو الإسباني السويسري كيفن زولر غويرفوس، الذي اعتنق الإسلام، ويبلغ من العمر 25 عاماً.
وينتظر أيضاً أن تصدر المحكمة قرارها بخصوص التماس تقدم به الطرف المدني في الجلسة الماضية، لاستدعاء الداعية محمد المغراوي الذي يدير جمعية تملك مدارس دينية عدة في مراكش، قال متهمون إنهم تلقوا دروساً فيها.
وقال محامي عائلة لويزا، خالد الفتاوي، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد ذُكر اسم المغراوي في المحكمة، وطبيعي أن يتم الاستماع إليه لتحديد مدى مسؤوليته في تلقين متهمين أفكاراً متطرفة».
واعترف المتهمون الرئيسيون الثلاثة في الجلسات السابقة بمشاركتهم في تنفيذ الجريمة وتصويرها، وبث التسجيل المروع في منتديات أنصار تنظيم «داعش» على الإنترنت، بينما أكد متهم رابع رافقهم إلى موقع الجريمة تراجعه قبل التنفيذ. وأنكر باقي المتهمين بالانتماء لهذه الخلية أي صلة لهم بقتل السائحتين الاسكندنافيتين بالمغرب، رغم وجود صلات بينهم وبين القتلة، في حين أكد بعضهم موالاة تنظيم «داعش»، وعبروا عن أفكار متطرفة.
ويتهم كيفن زولر غويرفوس الملقب بعبد الله: «بتدريب المتهمين على الرماية» وتلقينهم «آليات التواصل المشفر»، إضافة إلى مشاركتهم التخطيط لأعمال إرهابية، بحسب صك الاتهام. وكان عبد الصمد الجود قد نفى أمام القاضي كل التهم الموجهة لكيفن، مؤكداً أن «التدريب على الرماية» لم يكن سوى لعبة. في حين قال متهمون آخرون إن كيفن يحمل أفكاراً «متطرفة» ويسعى للالتحاق بتنظيم «داعش». وعلق محاميه سعد السهلي على هذه الأقوال، معتبراً أنها «تتضمن مغالطات وغموضاً، وبعض المتهمين الذين تحدثوا عن كيفن لا يعرفونه حتى».
ويواجه المتهمون الرئيسيون عقوبة الإعدام. ولا يزال القضاء المغربي يصدر أحكاماً بالإعدام؛ لكن تطبيقها معلق عملياً منذ سنة 1993.

ألمانيا: دعوى قضائية ضد سوري مشتبه بارتكابه جرائم حرب

كارلسروه (ألمانيا) - «الشرق الأوسط»: حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد سوري (31 عاماً)، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب. وأعلن الادعاء العام في كارلسروه أول من أمس، أنه من المحتمل أن تتم محاكمة المتهم أمام محكمة مدينة شتوتغارت. ويُشتبه في تورط المتهم مع آخرين في قتل شخصين رمياً بالرصاص وإساءة معاملة آخرين.
وبحسب البيانات، قام المتهم بإعدام أسير لدى تنظيم «داعش» بتهمة التجديف، في صيف عام 2014. وذلك بإطلاق النار عليه مع متورطين اثنين آخرين. وتم التمثيل بجثة الأسير لمدة ثلاثة أيام. كما يُشتبه في تورط المتهم في تعذيب ثلاثة أفراد بأحد سجون «داعش»، وبضرب رجل في إحدى نقاط تفتيش السيارات ببندقية في رأسه عدة مرات، بالإضافة إلى قتل مقاتل معادٍ مع اثنين آخرين بالرصاص قبل فترة انضمامه لـ«داعش». وكان الرجل منضماً في ذلك الوقت إلى «الجيش السوري الحر» المعادي للنظام.
ولم تذكر السلطات تفاصيل عن كيفية دخول السوري إلى ألمانيا. ويقضي المتهم حالياً عقوبة أخرى في السجن.


مقالات ذات صلة

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟