مهرجان «كناوة» في الصويرة... بهجة شعبية وفسحة ساحرة للموسيقى

الدورة الـ22 تعد بلحظات راسخة في بعدها الأفريقي

تشكل دورة هذه السنة فرصة لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية
تشكل دورة هذه السنة فرصة لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية
TT

مهرجان «كناوة» في الصويرة... بهجة شعبية وفسحة ساحرة للموسيقى

تشكل دورة هذه السنة فرصة لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية
تشكل دورة هذه السنة فرصة لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية

ينطلق «مهرجان كناوة وموسيقى العالم»، بالصويرة المغربية، بعد غد الخميس، في دورة جديدة، يَعد المنظمون بأن تكون «بهجة شعبية» و«فسحة ساحرة للموسيقى» و«عيداً مفعماً بالحماس».
وينتظر أن تجمع التظاهرة، التي ستتواصل في دورتها الـ22، إلى غاية الأحد المقبل، «أعظم (المْعلمين) في المغرب وأفضل الموسيقيين على الساحة الدولية»، من أجل «شراكة حول موسيقى الأجداد والموسيقى المعاصرة»، ما يؤدي إلى «مزج فريد من نوعه يشكل السمة المميزة للمهرجان».
وتشكل دورة هذه السنة، حسب المنظمين، فرصة لـ«لقاء فنانين بارعين في مختلف الألوان الموسيقية، يحضرون ليثبتوا، مرة أخرى، الروح العالمية للموسيقى، اللغة التي يفهمها الجميع، التي ستعمل على محاورة عشاقها بكل النغمات والأصوات: الكوبية، الطوارق، (التاميلية)، (الجاز)، (الفلامنكو)، (الريغي)... وحتماً (التاكناويت)، التي ستكون في قلب هذه الحوارات، هي دائماً جاهزة لرفع التحديات وللاندماج مع الجميع. وبغض النظر عن سعيه إلى نشر فن (كناوة) العريق، المفعم بالحياة اليوم أكثر من أي وقت مضى، يقدم المهرجان فنانين قادمين من آفاق موسيقية مختلفة ليؤكدوا مرة أخرى الطابع الكوني للغة الموسيقى».
وتَعِد الدورة بـ«لحظات جميلة وراسخة في بعدها الأفريقي، متوجهة إلى الشباب والمستقبل»، حيث ستتوزع البرنامج فقرات قوية، تشمل حفل الافتتاح، حيث يكون الجمهور مع «كناوة رومبا كونيكشن» مع المعلم حسن بوسو (المغرب)، وأوسين ديل مونتي (كوبا)، قبل أن تتوالى الفقرات مع «مدينة الرياح تستقبل أمراء الصحراء» مع «تيناروين» من مالي، و«المزج في قلب المهرجان.. صوت ذهبي وعذب» مع المعلم حميد القصري (المغرب)، وسوشيلا رامان (المملكة المتحدة - الهند)، و«سفراء الريكي في الصويرة» مع «ثارد وورلد» من جامايكا، و«أسفار روحانية على مدى ثلاث ليلات» مع الليلة الرباطية والليلة الصويرية والليلة الشمالية.
كما تخصص الدورة تكريماً للأسطورة راندي ويستون: «عاشق المغرب وكناوة»، الذي توفي في سبتمبر (أيلول) 2018، والذي استلهم من الجذور الأفريقية للجاز لتطوير وتجديد فنه على الدوام. ويتضمن برنامج التكريم معرض «حين يلتقي راندي بكناوة» وعرض فيلم «راندي في طنجة» بدار الصويري.
وبموازاة البرنامج الموسيقي، ووفاءً لمواعيده منذ ثماني سنوات، يلتئم «منتدى الصويرة لحقوق الإنسان»، في دورة جديدة، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تحت عنوان «قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف».
في هذا السياق، يرى المنظمون أن الثقافة كانت، على مدى تاريخ الإنسانية، في قلب التجاذبات وكل أشكال العنف، ولذلك «ليس من الغريب ولا من الصدفة أن تكون الثقافة هي أول ما يستهدفه الغزاة والمتطرفون».
وتركز دورة هذه السنة من المنتدى على جملة أسئلة، من قبيل: «أليست الثقافة هي السبيل الذي تتحقق عبره نهضة الشعوب؟» و«أليست الثقافة هي المحجة التي يعود عبرها السلام ويولد الحوار؟»، يقدم بصددها فنانون وأكاديميون، وفاعلون سياسيون وجمعويون من المغرب والمغرب العربي والمنطقة العربية وأفريقيا ومن جهات أخرى من العالم، شهاداتهم، ويعرضون تجاربهم، مع التفكير معاً في «مسؤولية الفاعل الثقافي ودوره في التصدي لكل هذا العنف والعمل على إرساء التهدئة في أفق تحقيق السلام»، في «عالم يغوص أكثر فأكثر في مستنقع العنف: عنف في الأفعال ولكن في الخطاب كذلك حتى بين الدول في بعض الأحيان»، في وقت «زادت الشبكات الاجتماعية من حدة هذا العنف وعمقه السباق المحموم للقنوات الإخبارية والصانعين الجدد للإعلام».
من جانبها، كتبت نايلة التازي عبدي، منتجة المهرجان، في تقديم دورة هذه السنة: «خلال عقدين من الزمن، جَعَلَنا (كناوة) شهوداً على مغامرة إنسانية وفنية مدهشة. لقد غدت مغامرة أقلية كانت موجودة سابقاً في الشارع، ظاهرة موسيقية حقيقية معترف بها دولياً».
وترى التازي أن مهرجان الصويرة «كشف عن ثراء الثقافة الشعبية، وأكد من جديد جذورنا الأفريقية من خلال ثقافة متغلغلة في جنوب الصحراء. كما أبان عن وجه جديد للشباب المغربي، باعتباره شباباً حراً، مبدعاً، متطوعاً، ومتعطشاً للفن والعالمية، حيث يصر عاماً بعد آخر على إظهار تمسكه بهذا الحدث الثقافي الفريد».
وزادت التازي أن المهرجان أظهر «تأثير الفن في مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسمح بظهور وجهة: الصويرة، كعلامة عالمية. ومع مرور الوقت والدورات، أصبح (كناوة) سفراء حقيقيين للمغرب، إذ يسافرون كل عام إلى وجهات مثل نيويورك وواشنطن ولوس أنجليس ولندن وباريس وبروكسل وبرلين وأبيدجان وأستراليا. ومع مرور الوقت أيضاً، أصبح مهرجان (كناوة وموسيقى العالم) بمثابة ملحمة أسطورية تبناها الملايين من المغاربة الفخورين بها».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».