«مهرجان الشعراء المغاربة» في تطوان يكرّم عبد الكريم الطبال وأسمهان عمور

دورة ثالثة تفتتحها أميمة الخليل... مع قراءات لعلال الحجام وحسن نجمي

«مهرجان الشعراء المغاربة» في تطوان  يكرّم عبد الكريم الطبال وأسمهان عمور
TT

«مهرجان الشعراء المغاربة» في تطوان يكرّم عبد الكريم الطبال وأسمهان عمور

«مهرجان الشعراء المغاربة» في تطوان  يكرّم عبد الكريم الطبال وأسمهان عمور

تقترح الدورة الثالثة من «مهرجان الشعراء المغاربة»، التي تنظمها «دار الشعر» بتطوان، بداية من يوم الجمعة المقبل، برنامجاً غنياً، تتوزعه فقرات تكريمية وأمسيات ومسابقات شعرية وندوات نقدية وحفلات فنية ومعلقات تشكيلية، بمشاركة أسماء مشهود لها بالحضور والتميز من المغرب وخارجه.
وتنطلق التظاهرة، التي تحظى برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، بحفل افتتاح على خشبة مسرح سينما إسبانيول، بحضور محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال المغربي، وعبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية، وعدد من الشخصيات المنتمية إلى عالم الثقافة والفن.
ويأتي تنظيم دورة هذه السنة من المهرجان، التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، في إطار التعاون القائم بين وزارة الثقافة والاتصال في المملكة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية.
وتحيي الفنانة اللبنانية أميمة الخليل حفل افتتاح دورة هذه السنة من المهرجان، إلى جانب الملحن والموسيقي اللبناني هاني سبليني وفرقة أصدقاء دار الشعر للموسيقى العربية؛ حيث ستؤدي هذه الفنانة المتميزة من روائع الأغاني التي جمعتها بالفنان اللبناني مارسيل خليفة وبقصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، إلى جانب الأعمال الفنية التي اشتغلت فيها مع سبليني.
وفي فقرة التكريمات، تحتفي دورة هذه السنة من المهرجان بالشاعر عبد الكريم الطبال، أحد رواد الشعر المغربي الحديث، إلى جانب الإعلامية أسمهان عمور التي تميزت على مستوى الإعلام الثقافي في المغرب. كما يتضمن حفل الافتتاح قراءات للشاعرين علال الحجام وحسن نجمي، وفقرات وعروضاً موسيقية، وقراءات للشاعرة أمينة المريني وللشاعر إسماعيل علالي. بينما يختتم الحفل الطفل الفنان حمزة لبيض عبر موشحات أندلسية وخالدات عربية. ويتواصل برنامج المهرجان في يومه الثاني بفضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، بلقاء مفتوح مع الفنانة أميمة الخليل، تحاورها فيه الفنانة المغربية سميرة القادري. لتنطلق وقائع الندوة الكبرى للمهرجان، في محور «نقد الشعر في المغرب»، بمشاركة النقاد عز الدين الشنتوف، ومحمد آيت لعميم، وحورية الخميليشي، وسفيان الماجدي.
كما يفتتح معرض «معلقات تشكيلية»، بمشاركة أجيال الفن التشكيلي بمدينة تطوان، يليه لقاء مفتوح مع الإعلامية أسمهان عمور، يحاورها فيه الشاعر نجيب خداري. في حين تشهد أمسية «الشعراء المغاربة: أصوات ولغات» مشاركة حياة بوترفاس، ومحمد النعمة بيروك، وجمال الدين بنحيون، وأحمد مغارة، ومنير السرحاني، ويسيرها محمد العربي غجو. وهي أمسية ناطقة بمختلف لغات الشعر المغربي، من عربية، وأمازيغية، وحسانية، وإنجليزية، وإسبانية، وفرنسية.
وينعقد في ثالث أيام المهرجان لقاء مع الشاعر عبد الكريم البطال، بفضاء دار الصنائع، يحاوره فيه الكاتب والناقد عبد اللطيف البازي، تليه قراءات شعرية بمشاركة عبد الناصر لقاح، ودنيا الشدادي، ومحمد العربي غجو، من تسيير فاطمة الميموني، قبل تتويج الطلبة المستفيدين من الدورة الثانية لورشة الكتابة الشعرية، التي احتضنتها دار الشعر بتطوان خلال الموسم الشعري الحالي.
وتشهد حديقة دار الشعر بتطوان، داخل فضاء المتحف الأثري، حفل اختتام التظاهرة، بأمسية شعرية يشارك فيها محمود عبد الغني، وفاطمة الميموني، ونوفل السعيدي، ويسيرها حسن مرصو؛ مع الإعلان عن الفائزين بجائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، وتتويج الشعراء والفنانين المشاركين، بينما تحيي الفنانة المغربية زينب أفيلال الحفل، بتقديم روائع التراث الموسيقي العربي وبدائع الموسيقى المغربية الأندلسية.



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».