«الممر» يعيد زخم الأفلام الحربية للسينما المصرية

أحمد عز لـ«الشرق الأوسط»: علامة مضيئة في مسيرتي الفنية

أبطال فيلم «الممر» في صورة جماعية
أبطال فيلم «الممر» في صورة جماعية
TT

«الممر» يعيد زخم الأفلام الحربية للسينما المصرية

أبطال فيلم «الممر» في صورة جماعية
أبطال فيلم «الممر» في صورة جماعية

يسعى صناع وأبطال فيلم «الممر» لاستعادة زخم الأفلام الحربية في السينما المصرية، خلال موسم عيد الفطر السينمائي. وعقد صناع الفيلم الجديد مؤتمراً صحافياً، مساء أول من أمس، في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، للكشف عن تفاصيل العمل وكواليسه، وهو يسرد بعض البطولات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف بعد حرب عام 1967.
فيلم «الممر» من تأليف وإخراج شريف عرفة، وحوار الشّاعر أمير طعيمة، وبطولة كل من الفنان المصري أحمد عز، والفنان الأردني إياد نصار، وأحمد رزق، وأحمد صلاح حسني، ومحمد الشرنوبي، ومحمد فراج بالإضافة إلى عدد من ضيوف الشّرف أبرزهم إنعام سالوسة، والفنانة التونسية هند صبري وحجاج عبد العظيم. كما يقدّم الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار عمر خيرت.
من جهته، قال المخرج شريف عرفة، في كلمته خلال المؤتمر الصّحافي، إنّ «الفيلم يرصد واقع المجتمع المصري بتغيراته خلال الفترة ما بين حرب 67 وقبل حرب 73». وسرد تفاصيل العمل قائلاً: «الفترة ما بين النّكسة وحرب أكتوبر (تشرين الأول)، دسمة من الناحية الدّرامية بشكل كبير، ولم تُستغل جيداً طيلة السنوات الماضية، وفي فيلم (الممر) لا نقدّم عملاً حربياً ملحمياً بشكل كامل، إنّما نوازن ما بين الحرب والدّراما بشكل يجعل المشاهد يعي كيف كانت الحياة في تلك الفترة». وأضاف: «فترة العمل على الفيلم استغرقت ما يقرب من 18 شهراً، ما بين جلسات قراءة ثم تصوير، وقمنا بتصوير الفيلم في خمس محافظات مصرية هي السويس، وجنوب سيناء، وأسوان، والإسماعيلية والقاهرة، كما بنت شركة الإنتاج ديكورات الفيلم بالكامل، بعد الاطّلاع على المواقع التي شهدت بعض الأحداث الحقيقية لتلك الفترة، لذلك نشكر إدارة الشّؤون المعنوية للقوات المسلّحة المصرية لمساعدتنا في هذا الإطار».
أمّا منتج الفيلم هشام عبد الخالق، فقد كشف خلال المؤتمر الصّحافي عن كواليس تمسكه بإنتاج فيلم «الممر»، قائلاً: «منذ دخولي في الإنتاج السّينمائي والدّرامي، وأنا أحلم بتقديم عمل حربي وطني يظهر قيمة الإنسان المصري وحبّه لبلده، وعندما عرضت الفكرة على المخرج شريف عرفة عام 2016 تحمّس لها جداً، وقرّر العمل عليها مع نهاية عام 2017، وبعد ذلك قرّرت أن تكون ميزانية إنتاج الفيلم مفتوحة، حتى يخرج في أفضل صورة، ولم أبخل مطلقاً على أي مشهد تضمن معارك حربية». وأضاف: «تعرضنا لصعوبات بالغة خلال التصوير، أبرزها صعوبة تحريك المركبات الحربية والدبابات داخل مواقع التصوير، لكنّ إدارة القوات المسلحة كانت تعمل على إزالة أي معوقات تواجهنا».
وشكر عبد الخالق، شريف منير وإنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم لمشاركتهم في الفيلم كضيوف شرف، ورفضهم تماماً تقاضي أي أجر عن أدوارهم.
وعن مشاركتها كضيفة شرف في الفيلم قالت هند صبري: إنّ «اشتراكي في هذا العمل جاء لسببين، أوّلهما شخصي، وهو أنّ جميع أبطاله وصنّاعه شركاء نجاح لي، فشريف عرفة وهشام عبد الخالق جمعني بهما تعاون في فيلم (الجزيرة)، وأحمد عز كنت أتمنّى العمل معه منذ فترة طويلة بعد (مذكرات مراهقة) الذي قدمناه معاً للجمهور العربي منذ ما يقرب من 19 عاماً». وأضافت: «السبب الثاني هو أنّ فيلماً بحجم (الممر) لن يتكرّر كثيراً في الدراما العربية، ومن يرفض المشاركة فيه فهو الخاسر».
أمّا الفنان أحمد رزق فقد استغلّ المؤتمر الصّحافي للرّد على السّخرية التي نالها بسبب وزنه عقب ظهور البرومو الدّعائي للعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال: «البعض اعتقد من الصّور والبروموهات الدّعائية للعمل أنّني أجسّد دور فرد من القوات المسلحة، ولكنّني أجسّد دور مراسل ومصور حربي، كما أنّ تلك السّخرية ليست في محلّها، لأنّ هناك بعض الجنود في وزني وربما أثقل مني تم ضمهم واستدعاؤهم للخدمة في الجيش».
بدوره، قال الفنان المصري أحمد عز لـ«الشرق الأوسط»: «شرفٌ كبير لي أن يوضع اسمي على فيلم تاريخي واستثنائي مثل (الممر)، فأنا فخور بهذا العمل الذي سيكون علامة مضيئة في مسيرتي الفنية والسينمائية، ربما هو أكثر الأفلام التي أرهقتني جسدياً وذهنياً بسبب تدريباته الشّاقة والصّعبة التي تدرّبت عليها لأكثر من عام، إلّا أنّني أتمنى أن يخطف العمل أنظار الجمهور عقب عرضه في عيد الفطر». وأضاف: «تلقّيت تدريبات قويّة داخل الوحدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة، لكي أتعرّف على حياة الجندي بشكل كامل، فالمخرج شريف عرفة أصرّ على عدم قيامي بتمثيل الدور إلّا بعد التدريب مع القوات المسلحة».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)