«الدرعية» تستعد لاستقبال السياح من خارج السعودية أواخر 2019

شهدت سلسلة ورش بحضور خبراء لاستلهام التجارب العالمية في المتاحف

قصر سلوى في الدرعية
قصر سلوى في الدرعية
TT

«الدرعية» تستعد لاستقبال السياح من خارج السعودية أواخر 2019

قصر سلوى في الدرعية
قصر سلوى في الدرعية

أعلنت هيئة تطوير بوابة الدرعية في السعودية أن الزوار من خارج البلاد سيتمكنون من خوض تجربة استثنائية في الدّرعية واكتشاف تاريخها العريق مع نهاية العام الحالي 2019، وذلك تماشياً مع «رؤية 2030» لجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
وقال جيري أنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية: «في نهاية هذا العام، نتطلع إلى الترحيب بإخواننا وأخواتنا من جميع أنحاء السعودية والعالم لخوض تجربة استثنائية في الدرعية واكتشاف تاريخها المجيد، حيث نتيح مجموعة من التجارب الثقافية التي تقدمها المملكة».
وكان جيري يتحدث على هامش سلسلة من ورش العمل التي أقامتها هيئة تطوير بوابة الدرعية لمدة ثلاثة أيام عن التجارب العالمية في المتاحف، بهدف استطلاع مقوماتها وطرق الاستفادة من البرامج والخطط الدولية لتنمية الوعي في مجال المتاحف، وسبل الاستفادة من المسارات السياحية والثقافية بتطوير أعمال المتاحف، من خلال تبادل المعرفة التاريخية والتشغيلية، ودمج أحدث الأفكار العالمية تماشياً مع التوجهات الوطنية في إطار «رؤية المملكة 2030». وأضاف أنّ «الدرعية مكان لا مثيل له؛ ومن دواعي سرورنا أن نرى الاهتمام والحماس من خبراء الفنون والثقافة الدوليين في التراث والتاريخ السعودي بشكل عام والدرعية بشكل خاص».
ودعمت ورش العمل استراتيجية تطوير المتحف الوطني، ومناقشة الخبرات الثقافية التي تتفرد بها بالدرعية، حيث زار المنسّقون والباحثون المؤسسات والمواقع التراثية المختلفة الموجودة في الدرعية.
وحضر جلسات ورش العمل أكثر من 50 خبيراً وطنياً وعالمياً، بمشاركة من الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، وشاماتا أشعيا المدير العام لمتحف «إيجيزيو» الإيطالي، إلى جانب قيادات من هيئة تطوير بوابة الدرعية، وممثلين عن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وممثلي مؤسسة محمد بن سلمان «مسك» الخيرية.
وأدار ورش العمل فريق من قادة صناعة الفنون العالميين منهم الباحث الإيطالي الشهير كارلو ريزو، أمين متحف العلوم الإيطالية، والفنانة السعودية لولوة الحمود، والمصممة العالمية إسرا ليمنز، مؤسسة ومديرة وكالة «إسرا ليمنز».
وتعد سلسلة ورش العمل جزءاً من مشروع تطوير بوابة الدرعية الضخمة للسياحة الثقافية، وضمن جهود هيئة تطوير بوابة الدرعية الرامية لنقل الخبرات السياحية والثقافية العالمية إلى الدرعية، وتحقيق التناغم بين تطلعات الهيئة واستراتيجية المتاحف الوطنية ومؤسسات التراث الثقافي.
من جانبها، قالت الدكتورة ديانا سيجانتيني، مديرة الثقافة والتراث في هيئة تطوير بوابة الدرعية، إنّ التراث الثّقافي في السعودية غني ووفير بفضل الرواية التاريخية التي يحملها للإنسانية تجاه سرد قصص الثّقافة والتاريخ السعودي الثري، لتثقيف وإلهام أجيال المستقبل من خلال الفن والتراث والتجارب التفاعلية. وتابعت: «يتجلّى ذلك في المباني والمقتنيات التراثية والفنون التي تشغل الباحثين العالميين، كما أنّ الشفافية والتعاون عنصران حيويان في عمل الهيئة لتطوير تجارب ثقافية لا مثيل لها في عرض تاريخ هذا المعلم المميز، ونحن ندرك القيمة في توفير فرص التعاون بين الشركاء والخبراء على الصعيدين المحلي والدولي لتقديم تجربة أصيلة للزائرين في الدرعية».
وأُنشئت هيئة تطوير بوابة الدرعية في يوليو (تموز) 2017، للحفاظ على ثقافة الدرعية ومجتمعها وتطوير منطقة المعالم التاريخية، حيث تعد الدرعية أحد أهم المواقع التاريخية في المملكة كونها مقر الحكم والعاصمة في عهد الدولة السعودية الأولى، وبها حي الطريف المسجل في قائمة التراث العالمي باليونيسكو في عام 2010.
وتسعى الهيئة إلى جعل موقع الدرعية إحدى أهم الوجهات العالمية في المنطقة لاستضافة الأنشطة والفعاليات الرامية إلى تبادل المعرفة التاريخية والثقافية، وذلك من خلال مختلف المتاحف الموجودة في الساحات المفتوحة والقاعات الداخلية المنتشرة في أنحاء حي الطريف، إضافة إلى التخطيط لبناء أحد أكبر المتاحف الإسلامية في العالم والعديد من المشاريع الكبرى.


مقالات ذات صلة

موريشيوس تفوز بلقب أفضل وجهة لقضاء شهر العسل

سفر وسياحة موريشيوس وجهة رومانسية (الشرق الأوسط)

موريشيوس تفوز بلقب أفضل وجهة لقضاء شهر العسل

فازت دولة جزيرة موريشيوس بلقب أفضل وجهة في العالم لقضاء شهر العسل ضمن جوائز خيار المسافرين المرموقة لعام 2025 التي يمنحها موقع Trip Advisor

سفر وسياحة ينصح بوضع المتعلقات الثمينة في مكان آمن على الطائرة (أدوبي ستوك)

كيف تحمي نفسك من السرقة على متن الطائرة؟

في خبر تناولته الوسائل الإعلامية العربية جاء فيه أن الإعلامي اللبناني نيشان، تعرض لسرقة أغراضه الخاصة والثمينة من حقيبته التي كانت في المقصورة العلوية للطائرة

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة سياح من مختلف  انحاء العالم يتجهون إلى حيث أحد أقدم منتزهات مدينة كيوتو(الشرق الأوسط)

«كيوتو»... مدينة السياحة والتاريخ والثقافة والطعام

يزول الاندهاش بحجم الإقبال الكبير من المسافرين بالقطار السريع، من العاصمة اليابانية طوكيو إلى كيوتو مدينة السياحة والتاريخ والثقافة والإبداع والتعليم والطعام.

فتح الرحمن يوسف (كيوتو)
سفر وسياحة تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل (أ.ب)

المتاحف الإيطالية تقدم خدمة مرافقة الكلاب مجاناً لتشجيع الزوار

تقدم المتاحف في إيطاليا يوماً مجانياً لرعاية الكلاب لجذب مزيد من الإيطاليين إلى أبوابها على مدار العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد شعار الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) (الشرق الأوسط)

«إياتا»: ارتفاع الطلب على السفر الجوي 8.1 % في نوفمبر

أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ارتفاع إجمالي الطلب على السفر خلال نوفمبر الماضي بنسبة 8.1 % مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».