كتيب قصص مصورة تساعد الأطباء في تقريب الطب لمرضاهم

لتوعيتهم بشأن الخطوات الطبية والمخاطر قبل العلاج الجراحي

الكتاب الطبي للتخلص من الخوف
الكتاب الطبي للتخلص من الخوف
TT

كتيب قصص مصورة تساعد الأطباء في تقريب الطب لمرضاهم

الكتاب الطبي للتخلص من الخوف
الكتاب الطبي للتخلص من الخوف

يشيع عن الأطباء بين العامة أنهم يتحدثون بـ«الطلاسم» لغة معقدة لا يستطيع العوام فهم الكثير منها. عندما يريد الطبيب أن يبدأ معالجة أحد مرضاه، فإن هؤلاء يمكن أن يصابوا في أسوأ الحالات بالخوف، عندما تكون هناك أسئلة مفتوحة، مثلاً عن «تصوير الأوعية التاجية» أو «رأب الوعاء»، أو «قسطرة شريانية»، فهذه كلها تعبيرات يواجهها المريض يومياً، شريطة أن يقرأ المريض استمارة التوعية قبل الخضوع لقسطرة القلب.
أخذ أطباء مستشفى شاريتيه برلين على عاتقهم توعية مرضاهم بشأن الخطوات الطبية، ومخاطر هذا التدخل الروتيني بشكل مفهوم، دون تهوين. طور الأطباء في سبيل ذلك كتيب قصص مصورة من 20 صفحة تقريباً، يحصل عليه المرضى بشكل تكميلي عن التوعية القانونية الضرورية للمريض قبل العلاج الجراحي. ويوضح الأطباء في هذه المطوية بالصور والكلمات كيف يتم فحص الشريان التاجي، وكيف يجب أن يتصرف المريض بعد الخضوع للجراحة.
وأظهرت دراسة سابقة أن كثيراً من المرضى لا يفهمون مبدأ الفحص بقسطرة القلب بشكل تام، رغم التوعية السابقة لهم بهذا الشأن، مما جعل تصورات خاطئة تتولد لديهم عن فوائد القسطرة.
رغم الرسومات الملونة واللغة الواضحة للمطوية، فإنها لا تبدو طفولية. يذكر هذا الكتيب تقريباً بما يعرف بالروايات المصورة، وهي القصص التي تروى على شكل صور، للبالغين غالباً، حيث أثبت هذا النوع الأدبي في السنوات الماضية أن القصص المصورة يمكن أن تكون أكثر من مجرد مادة تقرأ في دورات المياه.
وأكدت طبيبة القلب فيرينا شتانجل التي عملت ضمن فريق في تطوير هذه القصة المصورة الطبية بمستشفى شاريتيه برلين قناعتها بجودة هذه المادة الإعلامية في توصيل المعلومة العلمية للمرضى، وقالت: «لا ينتظر من هذه المطوية المصورة بالطبع أن تكون بديلاً عن الحديث الشخصي مع المريض».
وحسب تجارب شتانجل، فإن المريض في بعض الأحيان لا يخطر بباله استفسارات إلا بعد أن يدير الطبيب ظهره له متجهاً للخروج من غرفة جلسة التوعية. وتتميز المطوية، مقارنة بالمقاطع المصورة، بأن المريض يستطيع بنفسه تحديد سرعة استيعاب المضمون، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
كانت هناك في البداية بعض عوامل التردد أيضاً، فقد كان الأطباء يتساءلون على سبيل المثال بشأن ما إذا كان المرضى المسنون، بشكل خاص، سيشعرون بأن هناك من يريد السخرية منهم عندما يسلمهم هذه الرسوم ليفهموا منها تفاصيل الجراحة.
ولكن الانطباعات التي تركها المرضى فيما بعد عن هذه الرسوم كانت إيجابية، حسب شتانجل التي أثبت فريقها في دراسة نشرت مؤخراً، وشملت بيانات نحو 120 مريضاً، أن هذا الكتيب له عدة مميزات.
تبيّن مثلاً أن المتطوعين في الدراسة الذين تسلموا القصص المصورة بشكل إضافي كانوا أقل خوفاً قبل الجراحة، واستطاعوا حل الأسئلة بهذا الشأن بشكل صحيح، مقارنة بالمشاركين الآخرين الذين تمت توعيتهم بالشكل التقليدي المعروف، أي من خلال الحديث واستمارة التوعية.
كما كانت مجموعة القصة المصورة من المتطوعين، وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة «حوليات طب الباطنة» (أنالس أوف إنترنال ميديسين) أكثر رضا عن جودة التوعية التي قدمت لهم.
تقول شتانجل إنه سيتم تطوير قصص مصورة أيضاً لجراحات القلب الأخرى، وإن مستشفى شاريتيه الجامعي سيستخدم فحص قسطرة القلب بشكل معياري، كما أبدت مستشفيات أخرى رغبتها في تبني هذا النموذج، حسب الطبيبة شتانجل.
كان الأطباء حتى الآن يطلبون من مرضاهم الاعتماد على أنفسهم في محاولة فهم التدخل الجراحي، إذا ما خفي عليهم شيء في أثناء جلسة التوعية. فمن الممكن مثلاً أن يفهم المرضى البيانات التي تقدمها مواقع الإنترنت التي توفرها مجموعات تطوعية ومؤسسات غير حكومية بشكل مفهوم للعامة. ولكن في بعض الأحيان، لا يمكن من أول وهلة معرفة ما إذا كان هذا الموقع أو ذاك جاداً. ويرى أنسجار يونيتس، من بوابة «فاس هاب إتش دي إيه»، أن فكرة الكتيب المصور، وغيرها من الأفكار في هذا الاتجاه، «رائعة» إذا نجح الأطباء خلال الحديث مع المرضى في مد الجسور بينهم وبين مرضاهم. ويقدم هذا الموقع الإلكتروني ترجمة مجانية للتقارير الطبية، يعدها طلاب الطب بلغة ألمانية بسيطة مفهومة للعامة.
ويقول يونيتس إنه من المهم بشكل عام أن يحصل المرضى في أيديهم، بعد نوع من المحادثة، على شيء مكتوب يمكنهم إعادة قراءته في المنزل. بعض المرضى يكونوا متوترين في أثناء وجودهم لدى الطبيب، يضاف إلى ذلك المخاوف والهموم التي تحوم في اللاوعي. وعندما تسأله أسرته عما قاله الطبيب، فربما صعب عليه سرد تقييم الطبيب مرة أخرى لذويه. ويرى يونيتس أن تواصل الطبيب مع المرضى لم يعد يلعب اليوم دوراً جوهرياً في دراسة الطب، وأن بعض الأطباء لا يعلمون أن أسلوبهم اللغوي ليس مفهوماً للعامة، حيث يركز طلاب الطب في دراستهم على المفردات الطبية، وكيفية إيصال مواضيع معقدة، «فإذا لم يفهم المريض ما يحدث معه، فلن يكون مستعداً للتعاون»، حسبما رأى يورج أندرياس روجيبرج، من اتحاد الجراحين الألمان. غير أن روجيبرج تراوده شكوك، فيما يتعلق بالقصص الطبية المصورة بشكل عام، وقال إن الأهم من ذلك هو الاقتراب في أثناء جلسة التوعية من بعض المرضى بعينهم، «فهذا هو المفتاح».
وحسب تجربة روجيبرج، فإن تعطش المرضى للمعرفة له حدود أيضاً؛ على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بتفاصيل الجراحات، «فالبعض يقولون إنهم يفضلون ألا يعرفوا الأمر بدقة».
ويقول ديتريش أندريسن، رئيس مجلس إدارة مؤسسة القلب الألمانية: «علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب التوتر الخاطئ، ولكن ليس هناك بديل عن التوعية الشخصية». وأضاف أندريسن أنه يوضح للمرضى، كطبيب قلب، خطوات العملية الجراحية كل مرة من جديد. على سبيل المثال، من خلال الرسوم على الورق، أو محاولة الاقتراب من جليسه لغوياً، وذلك على سبيل المثال من خلال تعبيرات ذات صلة بمجاله الوظيفي، مع الاستعانة باللغة التخصصية أيضاً، ولا بد أن يخصص الأطباء هذا الوقت لمرضاهم في أثناء حياتهم اليومية في المستشفيات.


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.