مقبرة فرعونية تكشف أصول البطيخ

الحمض النووي أثبت تطابق الطعم واللون

البطيخ يظهر على جدران مقابر مصرية قديمة
البطيخ يظهر على جدران مقابر مصرية قديمة
TT

مقبرة فرعونية تكشف أصول البطيخ

البطيخ يظهر على جدران مقابر مصرية قديمة
البطيخ يظهر على جدران مقابر مصرية قديمة

بينما كان البطيخ البري موجوداً في أجزاء من أفريقيا بشكله المستدير، صغير الحجم ومذاقه المر للغاية، كان هناك نقاش طويل بين الباحثين حول متى وأين تم تدجين البطيخ ليظهر بشكله الحالي متمثلاً في لون أحمر ومذاق حلو.
ورجحت دراسات أن ذلك حدث في جنوب أو غرب أفريقيا، ولكن دراسة مشتركة بين باحثين من ألمانيا وبريطانيا، نشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «بيوريكسف»، كشفت عن أن التدجين الذي أخرج البطيخ بشكله وطعمه الحالي ربما يكون قد حدث في مصر القديمة.
وأظهرت صور موجودة على جدران ثلاثة مقابر مصرية قديمة البطيخ بشكل يشبه الأصناف الحديثة بشكل مدهش، وفي القرن التاسع عشر، تم العثور على أوراق للبطيخ في مقبرة مومياء يعود تاريخها إلى نحو 3500 عام، وكانت تخص «نيبسون»، وهو كاهن من الأسرة العشرين، وكانت هذه الأوراق هي طريق عالمة النبات في جامعة ميونيخ بألمانيا سوزان رينر لتأكيد ما كشفت عنه الصور. وتوجد عينات من هذه الأوراق في حدائق النباتات الملكية (كيو) في لندن، وهو ما دفع الباحثة إلى التواصل مع إدارة الحديقة، لتحصل على جزء من ورقة، استطاعت من خلاله دراسة الحمض النووي الذي كشف عن مواصفات البطيخ القديم، كما أكدت الباحثة سوزان رينر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط». وتقول: «لم نتمكن إلا من الحصول على تسلسل جزئي للجينوم، لكننا كنا محظوظين أن هذا التسلسل الجزئي كان يتضمن جينين حاسمين يكشفان عن مواصفات البطيخ».
وتضيف: «كان أحد هذه الجينات عبارة عن طفرة عطلت الجين المسؤول عن المذاق المر في القرعيات، وهذا يعني أنه كان له مذاق حلو تماماً مثل الأصناف الحديثة، كما تم العثور على طفرة حالت دون تحول صبغة (اللايكوبين) الحمراء التي تعطي البطيخ اللون الأحمر إلى لون آخر، مما أدى إلى تراكم هذه الصبغة وإعطاء الثمرة اللون الأحمر الشهير». وتشير رينر إلى أن الحمض النووي كشف أيضاً عن أن البطيخ القديم كان يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببطيخ حلو وذي لحم أبيض ما زال ينمو في منطقة دارفور بالسودان.


مقالات ذات صلة

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

يوميات الشرق المومياء تعود إلى فترة تتراوح بين 2000 و3000 سنة حينما كان تحنيط الحيوانات في مصر القديمة في ذروته (جامعة مانشستر)

الوجبة الأخيرة القاتلة: أسرار حياة ونفوق تمساح مصري محنّط

كشف الباحثون، أخيراً، رؤى جديدة ومثيرة حول حياة ونفوق تمساح مصري قديم محنّط، مسلطين الضوء على وجبته الأخيرة وتفاصيل أخرى مذهلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سفر وسياحة تلسكوب برج القاهرة يمنحك رؤية بانورامية للقاهرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

من أعلى نقطة... إطلالات بانورامية على القاهرة

تتمتع القاهرة بمزيج فريد من التاريخ العريق والحياة العصرية النابضة، ما يجذب إليها ملايين الزوار من حول العالم، الذين يبحثون ويفتشون عن سحرها كل من منظوره الخاص.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق يقول أحد العلماء إنه حل لغز «لعنة توت عنخ آمون» بعد أكثر من 100 عام (رويترز)

بعد 100 عام... دراسة تقدم تفسيراً لـ«لعنة مقبرة توت عنخ آمون»

مستويات الإشعاع السامة المنبعثة من اليورانيوم والنفايات السامة ظلت موجودة داخل المقبرة منذ أن تم إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق أيقونات البشارة في متحف شرم الشيخ بمصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض مصري للأيقونات القبطية يوثّق أحداث «عيد البشارة»

بجوار الركن البيزنطي في قاعة الحضارات بمتحف شرم الشيخ (شرق مصر)، نظمت إدارة المتحف معرضاً للأيقونات القبطية.

محمد الكفراوي (القاهرة)

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
TT

العثور على رفات أسترالي داخل تمساحين

كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)
كوينزلاند في استراليا هي «أرض التماسيح» (أ ف ب)

عُثر على رفات أسترالي داخل تمساحين، إثر فقدانه خلال ممارسته الصيد في مياه منطقة تنتشر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت الشرطة إنّ الرجل البالغ 65 عاماً، والذي عرّفت عنه وسائل الإعلام الأسترالية باسم كيفن دارمودي، كان قد ذهب في رحلة صيد في شمال ولاية كوينزلاند (شمال شرق) مع سكّان محليين.
وبحسب القوى الأمنية، صدّت المجموعة تمساحاً للتمكّن من مباشرة الصيد. وسمع شهود في وقت لاحق الرجل "يصرخ ويستغيث بصوت عالٍ جداً، ثم تبع ذلك صوت دفق كبير للمياه"، وفق المفتش في شرطة كيرنز الأسترالية مارك هندرسون.
وقتل حراس مسلّحون بالبنادق في وقت لاحق تمساحين بطول أمتار عدة في حديقة ليكفيلد الوطنية، حيث كانت المجموعة موجودة للصيد.
ووصف مفتش الشرطة ما حصل بأنه "مأساة"، قائلاً إنّ تحاليل أجريت على التمساحين "أتاحت للأسف التعرّف على رفات الرجل المفقود".
وقال هندرسون إنّ ضحية الحادثة كان "رجلاً لطيفاً للغاية" وكان مدير حانة من قرية ريفية في شمال الولاية.
وحذّر المسؤول عن المسائل المرتبطة بالثروة الحيوانية والنباتية في المنطقة مايكل جويس من أنّ كوينزلاند هي "أرض التماسيح". وقال "إذا كنتم في المياه وخصوصاً في ليكفيلد، التي صُنّفت تحديداً (كموقع) لحماية التماسيح، يجب أن تتوقّعوا رؤية تماسيح في تلك المياه".