ستيفاني صليبا: في «دقيقة صمت» اجتزت امتحاناً صعباً

تخاف من تأثير شائعات مغرضة تطالها على متابعيها

ستيفاني صليبا تؤدي في «دقيقة صمت» دور «سمارة» إلى جانب عابد فهد
ستيفاني صليبا تؤدي في «دقيقة صمت» دور «سمارة» إلى جانب عابد فهد
TT

ستيفاني صليبا: في «دقيقة صمت» اجتزت امتحاناً صعباً

ستيفاني صليبا تؤدي في «دقيقة صمت» دور «سمارة» إلى جانب عابد فهد
ستيفاني صليبا تؤدي في «دقيقة صمت» دور «سمارة» إلى جانب عابد فهد

فاجأت الممثلة ستيفاني صليبا المشاهدين بنضجها الأدائي في دورها (سمارة) الذي تقدمه في مسلسل «دقيقة صمت»، إلى جانب الممثل عابد فهد.
فهي تخلت خلاله عن صورتها البراقة اللماعة، لا سيما في شكلها الخارجي وشعرها الأشقر اللذين رافقاها في أعمال سابقة لها، وخلعت حذاء الكعب العالي والأزياء العصرية، وقررت أن تولد من جديد من رحم عمل تصفه بالفرصة المواتية. «لقد كنت أنتظر هذا الدور بفارغ الصبر، وأمني النفس بالحصول عليه في أقرب وقت ممكن، لأبرز موهبتي الحقيقية في التمثيل، من دون اللجوء إلى عكازات أو أدوات أخرى قد تلمع إطلالتي»، تقول ستيفاني صليبا في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وتضيف: «هذا النوع من الأدوار هو بمثابة قطعة نادرة لا تتوفر لنا بسهولة على الساحة اليوم. فشخصية (سمارة) التي أؤديها هي طبيعية وحقيقية، تنبع من صلب حياتنا اليومية، ويمكن أن تلتقي بها في الدكان أو على الطريق». وتشير صليبا التي سبق أن خاضت تجربة رمضانية ناجحة في الموسم الفائت، من خلال مشاركتها في بطولة المسلسل المصري «فوق السحاب»، إلى أن أي عمل قد يقدم عليه الممثل يجب أن يقنع المشاهد بالدرجة الأولى. «لكل عمل عناصره وأدواته. ولذلك مثلاً في مسلسل (متل القمر)، حصدت شعبية كبيرة، مع أنني كنت لا أزال في بداياتي، وحافظت على شكلي الخارجي المعروف. فما يطلبه الدور كي يبدو حقيقياً برأي المشاهد هو ما يجب أن يلتزم به الممثل بشكل عام. وفي (دقيقة صمت)، تخليت عن صورة المرأة الأنيقة الجميلة سعياً وراء فرصة أؤكد فيها موهبتي التمثيلية بامتياز، فتمسكت بها بقوة، ولم أرد تفويتها». ولكن هل هذا الدور تمت كتابته لستيفاني صليبا بالذات؟ ترد: «لا أبداً، ولكن عندما عرض عليّ وافقت عليه من دون أي تردد، إذ لمست وجهته الدرامية المغايرة عما سبق أن قدمته».
وعن كيفية تحضيرها لشخصية «سمارة» في المسلسل المذكور، تقول: «لقد قمت باجتهادات خاصة حولها، بعد أن رسمت حولها الهالة التي تناسبها. فبحثت عن أوجاعها وماضيها ومعاناتها، ورحت أبلورها جميعاً في تصرفاتها وطريقة لبسها المائلة إلى الخشونة. قرأت النص بنهم، ورأيت وراء السطور شخصية ستتبدل خطوطها العريضة مع الوقت».
وتقف ستيفاني صليبا في «دقيقة صمت» أمام أحد عمالقة الدراما العربية، الممثل عابد فهد، لتمارس مهمتها على أفضل وجه، خصوصاً أنه احتضن موهبتها، ولم يبخل عليها بملاحظاته ونصائحه كي تنجح فيها. «إن فريق العمل السوري بأكمله، من ممثلين ومخرج وكاتب، يتمتعون بتواضع لافت. فهم لا يتأخرون عن مد يد العون لمحتاجها. فكنا نجتمع كثيراً مع بعضنا، ونتحدث عن طبيعة أدوارنا، ونفند خطوطها في جو مليء بالتعاون. أما الممثل عابد فهد، فقد استشرته كثيراً في مشاهد مختلفة، وطلبت منه النصيحة اللازمة حول صحة رؤيتي للشخصية. فوجوده إلى جانبي كان ضرورياً وداعماً أساسياً لي، من حيث بلورة موهبتي. فهو يتمتع بهالة النجوم المخضرمين، ويحملك معه إلى آفاقه، فتضطر إلى أن تبادله طاقته على المستوى المطلوب. وبذلك حققنا معاً مشاهد قوية كان لها وقعها الإيجابي على المشاهد».
وفي الحلقات المقبلة، ستجري مفاجآت وأحداث كثيرة، وسنتابع مسار شخصية «سمارة» ضمن إطار الأنثى الباحثة عمن يحميها. «انتظروني في أداء تتفاقم به الطبيعية والعفوية، بعيداً عن أي عناصر قد تخمدها أو تخفف من وهجها. كما أن شخصية (سمارة) المتعجرفة إلى حد ما ستلين وتبرز رقتها وأنوثتها. وابتداء من الحلقات المقبلة، ستلمسون نقطة تحول في مجريات العمل، وسيشعر المشاهد وكأنه يتابع مسلسلاً جديداً»، تقول صليبا في سياق حديثها. وعن النهاية التي سيحملها «دقيقة صمت»، تقول بإيجاز: «أنا عادة لا أحب سوى النهايات السعيدة».
وتصف الممثلة اللبنانية خطواتها منذ بداية مشوارها حتى اليوم بالمدروسة، رغم أن غالبيتها تمت بفترة زمنية قصيرة وبسرعة، موضحة: «إن تراكم الخبرة مع الوقت هو الذي يساهم في نضج أدائي اليوم، ويكشف عن طاقتي التمثيلية التي لا أزال أخزن الكثير منها». وعما إذا كان الأداء الروائي لعابد فهد، وتحولها إلى مستمعة بدقة لأخباره، كما يملي عليها دورها في بعض حلقات «دقيقة صمت»، قد خفف من إمكانياتها التمثيلية، توضح: «بالعكس تماماً، فالأداء الروائي الذي تتكلمين عنه أعطاني الفرصة لاستخدم أدوات تمثيلية أخرى ترتكز على الأداء الصامت. فعندما يسكت الممثل، ليحكي بنظراته وملامح وجهه وبابتسامته، فإن ردود فعله تنطبع بذاكرة المشاهد بشكل كبير ضمن أداء ينبع من داخله. فترجمت بلغة الجسد ما عجزت عن البوح به كلامياً». وكانت ستيفاني صليبا قد تعرضت مؤخراً لشائعة مغرضة وضعتها في موقف محرج، بعد أن سرت أخبار على لسانها تسيء إلى الدراما السورية. وعن ذلك تقول: «لقد انزعجت كثيراً من هذه الأقاويل، وهي عارية من الصحة، وسرت بين ليلة وضحاها كالنار في الهشيم، ومفادها أن الدراما اللبنانية أنقذت زميلتها السورية من الركود. فأنا أكن احتراماً كبيراً لصناع هذه الدراما، وللجمهور السوري الذي احتضنني ودعمني، ولا سيما في (دقيقة صمت). ولكني عندما استنتجت أنها تنبع من قبل أشخاص يحبون الاصطياد في المياه العكرة، متضررين من نجاح هذا العمل الرمضاني، هدأت ورددت من خلال شريط مصور قصير على طريقتي»، وتتابع: «يوجد أشخاص يتلذذون بممارسة شرورهم على الآخر، ويحاربون نجاحه. ولا أدري لماذا يحاولون زجي في مواقف تسيء إلى مسيرتي، وكأنهم عاطلون عن العمل لا أهداف لديهم في الحياة سوى تخريب الصور الإيجابية وتشويهها»، وتواصل: «إن الجمهور السوري مثقف جداً، وقد تلقفني في دوري (سمارة) بإيجابية كبيرة، والأعمال المشتركة بيننا وبين السوريين تعود إلى زمن الأبيض والأسود، وليست حديثة الولادة، كما أنهم أصحاب صناعة دراما عريقة استطاعت أن تخرج من إطارها المحلي».
ومن المتوقع أن تدخل ستيفاني صليبا استوديوهات التصوير قريباً للبدء في تنفيذ مسلسل جديد من إنتاج شركة «صباح إخوان»، على أن يشاركها فيه الفنان اللبناني رامي عياش، ويبصر النور في أواخر العام الحالي.


مقالات ذات صلة

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انطلق عرض الموسم الثاني من «Squid Game» قبل أيام (نتفليكس)

«الحبّار 2» يقع ضحيّة لعبته... المسلسل العائد بعد 3 سنوات يخسر عنصر الدهشة

بعض المسلسلات لم يُكتب لها أن تفرز مواسم جديدة، إنما عليها الاكتفاء بمجد الموسم الواحد. لكن يبدو أن فريق «لعبة الحبّار» لم يستوعب هذا الأمر.

كريستين حبيب (بيروت)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.