موجة حر شديدة تضرب مصر

تحذيرات صحية وإلغاء بعض الامتحانات

موجة حر شديدة تضرب مصر ودولاً مجاورة (إ.ب.أ)
موجة حر شديدة تضرب مصر ودولاً مجاورة (إ.ب.أ)
TT

موجة حر شديدة تضرب مصر

موجة حر شديدة تضرب مصر ودولاً مجاورة (إ.ب.أ)
موجة حر شديدة تضرب مصر ودولاً مجاورة (إ.ب.أ)

تضرب مصر موجة حر شديدة، تمتد إلى دول مجاورة، وتصل ذروتها اليوم (الخميس)، بـ45 درجة مئوية، وتسببت درجات الحرارة المرتفعة في تأجيل بعض مراحل الامتحانات بالجامعات والدبلومات الفنية، كما أصدرت هيئة الأرصاد تحذيرات رسمية للمواطنين لتفادي أخطار الموجة الحارة.
من جهتها، قررت وزارة التربية والتعليم المصرية أمس، تأجيل امتحانات شهادات الدبلومات الفنية اليوم، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقال مجلس الوزراء المصري في بيان له أمس: «من منطلق الحرص على مصلحة أبنائنا الطلاب وتوفير المناخ الملائم لهم لأداء الامتحانات، قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تأجيل امتحانات شهادات الدبلومات الفنية للعام الدراسي 2018-2019، والمقرر عقدها اليوم (الخميس)، إلى يوم السبت الموافق 1 يونيو (حزيران) 2019». وأكد بيان مجلس الوزراء، أن «التأجيل للمواد المقرر امتحانها اليوم (الخميس) فقط، على أن تستكمل باقي الامتحانات في موعدها كما هو موضح في الجداول المعلنة مسبقاً.
كما قرر الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، (جنوبي البلاد) أمس (الأربعاء)، تأجيل امتحانات الطلاب اليوم بمختلف الكليات، بسبب توقعات هيئة الأرصاد الجوية بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة.
وأوضح رئيس الجامعة في بيان صحافي أن «القرار جاء حرصاً على حياة الطلاب من تعرضهم للارتفاع الشديد في درجات الحرارة والتي ربما تصيبهم بضربات الشمس، ينتج منها تعرضهم للخطر». وأشار عزيز إلى أن «الامتحانات التي سيتم تأجيلها بجميع الكليات ستعقد في آخر يوم بعد نهاية الاختبارات».
بدوره، قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية المصرية، لـ«الشرق الأوسط»: «الجزء الثاني من فصل الربيع معروف بتقلباته الجوية، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير». وأضاف قائلاً: «رغم ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، فإن نسبة الرطوبة حالياً منخفضة عكس شهور الصيف التي تزداد فيها درجة الرطوبة؛ ما يعطي انطباعاً بالشعور بارتفاع درجة الحرارة، لكن في موجات فصل الربيع الحارة لا توجد رطوبة، وهذا يكون ملموساً في الظل».
وأوضح عبد العال قائلاً: «ننصح المواطنين بعدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة، وبخاصة في فترة الظهيرة، مع ارتداء ملابس قطنية فاتحة اللون، والإكثار من تناول المشروبات عقب تناول وجبة الإفطار بعد آذان المغرب».
من جهتها، حذرت شبكة «أكيوريت ويثر» المتخصصة في الأرصاد الجوية، من الموجة الحارة التي تستمر حتى غداً (الجمعة)، وتمتد إلى دول أخرى في المنطقة. وتوقعت الشبكة ارتفاع درجة الحرارة في القاهرة إلى ما فوق 43 درجة.
وقالت «أكيوريت ويثر»، في بيان صحافي أول من أمس: إن «الموجة ستمتد بسرعة إلى بلاد الشام والعراق وتركيا، من الأربعاء إلى الجمعة. وأشارت الشبكة إلى أن الموجة الحارة ستنتهي السبت، بفعل رياح معتدلة قادمة من أوروبا تهب على المنطقة».
وكان مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة بمركز البحوث الزراعية قد أصدر توصيات فنية للمزارعين، أول من أمس، للتعامل مع الموجة الحارة، التي تزيد فيها درجات الحرارة 7 درجات على المعدل الطبيعي. وقال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي للمركز: «ننصح المزارعين بعدم التعرض للشمس مباشرة وقت الظهيرة لتجنب الإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالإجهاد الحراري». في حين حذر الدكتور أحمد عوني، مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي، من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على صحة الدواجن.
واهتمت وسائل الإعلام المصرية بارتفاع درجات الحرارة، أمس، ونشرت الكثير من النصائح لتفادي الإصابة بأمراض الإجهاد الحراري. كما أعلنت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في قطاع الطب الوقائي، أول من أمس عن إعداد خطة وقائية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري والإصابات بضربات الشمس، تزامناً مع موجة الحر، والتغيرات المناخية.
وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام: إن «الوزارة اتخذت كافة الإجراءات للتأكد من جاهزية المستشفيات واستعدادها لاستقبال حالات الإصابات بضربات الشمس، والتعامل الجيد معها»، مشيراً إلى أن «أعراض ضربة الشمس تظهر في صورة ارتفاع في درجة حرارة الجسم، واحمرار في الوجه مع جفاف في الجلد والتهاب في العين، وحدوث إجهاد عام يصاحبه صداع وتقلصات عضلية».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».