«المركزي الألماني» غير مطمئن لوتيرة النمو في بلاده

اقتصاد الشرق حقق مكاسب هائلة منذ توحيد شطري البلاد

TT

«المركزي الألماني» غير مطمئن لوتيرة النمو في بلاده

قال البنك المركزي الألماني، أمس (الاثنين)، إنه من المرجح أن يفقد اقتصاد ألمانيا بعض الزخم في الربع الثاني من العام، بعدما حقق نمواً قوياً في الأشهر الثلاثة الأولى.
وعاد الاقتصاد الألماني المتباطئ إلى النمو في الربع الأول مع ارتفاع إنفاق المستهلكين وزيادة نشاط البناء بدعم من طقس شتوي معتدل، لكن الأفق ما زال ملبداً بالغيوم بفعل النزاعات التجارية.
ونما الناتج المحلي الإجمالي 0.4% مقارنةً مع الأشهر الثلاثة السابقة، و0.7% على أساس سنوي بعد التعديل في ضوء عوامل التقويم، حسبما أظهرته أرقام أولية من مكتب الإحصاءات.
وقال البنك المركزي في تقريره الشهري إن انتعاش الربع الأول جاء بفضل «عدة عوامل خاصة»، وهو ما يعني أن الاقتصاد سيكافح للحفاظ على وتيرة نموه في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران). وأضاف أن صناعة السيارات الألمانية تواجه طلباً ضعيفاً من الخارج، وأنه من المتوقع أن تشهد مبيعات السيارات العالمية مزيداً من الهبوط هذا العام، بعدما سجلت أول انخفاض لها منذ الأزمة المالية في 2008.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني الصادرة أمس، ارتفاعاً طفيفاً في معدل تضخم أسعار المنتجين (الجملة) في ألمانيا خلال شهر أبريل الماضي.
وارتفعت أسعار الجملة في ألمانيا خلال الشهر الماضي بنسبة 2.5% سنوياً، بعد ارتفاعها بنسبة 2.4% سنوياً خلال مارس (آذار) الماضي. وكان المحللون يتوقعون استقرار المعدل السنوي عند مستوى 2.4% خلال الشهر الماضي.
وكانت أسعار الطاقة صاحبة أكبر تأثير على أسعار الجملة ككل، حيث زادت أسعار الكهرباء بنسبة 10.8%، وبلغ معدل تضخم أسعار الجملة الأساسي من دون حساب أسعار الطاقة خلال الشهر الماضي 1.3% فقط. وزادت أسعار السلع الوسيطة بنسبة 1%، وأسعار السلع المعمرة الاستهلاكية بنسبة 1.6%، وأسعار السلع الرأسمالية والاستهلاكية غير المعمرة بنسبة 1.5%.
في الوقت نفسه زادت أسعار الجملة خلال أبريل الماضي بنسبة 0.5% شهرياً، بعد تراجعها بنسبة 0.1% شهرياً خلال مارس الماضي، لتسجل أول زيادة شهرية لها منذ 3 أشهر. وكان المحللون يتوقعون ارتفاع الأسعار بنسبة 0.3% شهرياً خلال أبريل الماضي.
في سياق آخر، كشف اتحاد الصناعات الألمانية عن تحقيق اقتصاد شرق ألمانيا مكاسب هائلة منذ توحيد شطري البلاد عام 1990، وقال نائب المدير التنفيذي للاتحاد هولغر لوش، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قبيل بدء المنتدى الاقتصادي لشرق ألمانيا في مدينة باد زاروف بولاية براندنبورغ، أمس: «عقب توحيد شطري البلاد، كان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في شرق ألمانيا يوازي ثلث الناتج المحلي الإجمالي في غرب البلاد، بينما أصبح يعادل الآن نحو 75%».
وأضاف لوش: «دخل الفرد زاد لأكثر من الضعف، كما تضاعفت الإنتاجية بواقع أربع مرات». وذكر أن شرق ألمانيا أحرز نجاحاً فوق المتوسط في تجهيزات البنية التحتية، وجودة السكن وحماية البيئة.
ومن المقرر أن يناقش ممثلون عن الأوساط السياسية والاقتصادية في باد زاروف على مدار يومين التطلعات المستقبلية لشرق ألمانيا.
ولكن لوش حذّر من أن هناك عجزاً شديداً في الكوادر المتخصصة في شرقي ألمانيا، لذا شدد على أنه يجب تكثيف التدريب والتأهيل، وأكد قائلاً: «تجب زيادة الجاذبية للهجرة أيضاً».


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.