نصائح غذائية تحوّل مائدة رمضان لأكثر الموائد صحية

التحدي الكبير هو الحلويات

سلطة الفتوش
سلطة الفتوش
TT

نصائح غذائية تحوّل مائدة رمضان لأكثر الموائد صحية

سلطة الفتوش
سلطة الفتوش

تحفل مائدة رمضان بأشهى المذاقات، التي تشبع العين قبل المعدة، غير أنها في الوقت عينه تزيد الوحدات الحرارية التي يأخذها الجسم بصورة كبيرة، وكي لا تتحول أيام الشهر الفضيل إلى ذريعة لتناول الأطعمة الدسمة، ومناسبة لزيادة الوزن، من المهم تحويل مائدة رمضان إلى مائدة صحية تقي من الأمراض بدل أن تتسبب بها.
تشير اختصاصية التغذية كارلا حبيب مراد في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المشكلتين الأساسيتين في رمضان هما كثرة الأطباق التي تُقدّم على المائدة، والتنوع الكبير الذي يسودها، والثاني هو حضور المقالي الدائم. فالمشكلة الأولى تجعل الفرد يأكل أكثر من المعتاد، ولو بكمية قليلة، إلا أن تذوقه لها جميعها لا يصب في مصلحته، والمشكلة الثانية تسهم بصورة مباشرة في اكتساب الوزن والدهون. والحل بالنسبة إليها هو تجنب التنويع الكبير، والاكتفاء بطبق رئيسي واحد، وطبقين من المقبلات ليس أكثر، واستبدال الأطعمة المشوية بالمقلية، وتناول المقالي مرة أو مرتين في الأسبوع على الأكثر.
وفي السياق نفسه، تشير مراد إلى أنه من الضروري دوماً إيجاد التوازن بين الطبق الرئيسي في رمضان، وأطباق المقبلات، فمن الأفضل تجنب أن تحتوي كلّها على نسبة عالية من النشويات، بل يجب أن ينعكس التوازن من خلال اختيار الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات في مقابل الأطباق الغنية بالنشويات، لافتة إلى ضرورة اعتماد طريقة الشوي في الطهي، مما يوفر كثيراً من السعرات الحرارية المؤذية. ورداً على سؤال ما إذا كانت البطاطس الحلوة أفضل من البطاطس العادية، توافق على ذلك وتنصح باختيارها، نظراً للمغذيات والفيتامينات الموجودة فيها وفوائدها للصحة والجسم.
أما طبق الشوربة، وما إذا كان يُفضل اختيار شوربة الخضار بدلاً من شوربة العدس على سبيل المثال، تنفي مراد الأمر، وتعتبر أنّ شوربة العدس هي طبق غني بالبروتينات النباتية، واختياره صحي شرط تعديل الطبق الرئيسي حتى لا يكون غنياً بالنشويات أيضاً، أما شوربة الخضار فهي الخيار المثالي، وهي أفضل بكثير من شوربة الشعيرية والدجاج التي لا تُعدّ صحية على مائدة رمضان، ولا تمنح الجسم الغذاء الذي يحتاج إليه بعد ساعات الصوم الطويلة.
انتقالاً إلى الفتوش، أحد أبرز أنواع السلطات الرمضانية، الذي تعتبره مراد الطبق الأفضل على مائدة رمضان، مع الخضراوات المتنوعة الموجودة فيه، وتطييب مذاقه بإضافة دبس الرمان، والخل، والسماق، إلا أنها تحذر من يعانون من الوزن الزائد من كمية الزيت المضافة إليه، التي يحب أن تكون معتدلة.
تعتبر كارلا حبيب مراد أنّ الحلويات هي التحدي الأكبر في شهر رمضان المبارك، ولأنّها صاحبة المركز الغذائي الذي يحمل اسمها Carla`s Good Food تعترف بأنّه يصعب أحياناً أن تحضر أطباق حلويات شهية وصحية في الآن نفسه، خصوصاً الأنواع المطلوبة على رمضان، مشيرة إلى أن بعض الأطباق سهلة التحضير بطريقة صحية مثل «العثملية، وحلاوة الأرز، والقطايف»، حيث تحضر القشطة بحليب قليل الدسم، وسكر الفواكه، مع السميد، غير أن وجبات أخرى تصبح أكثر صعوبة، كمعمول المد والمفروكة والكنافة، لأنّها تعتمد على كمية كبيرة من الزبدة والسمن وغيرها من المكونات الغنية بالوحدات الحرارية. وهنا تلفت الانتباه إلى ضرورة تحديد كمية الحلويات، والاكتفاء بقطعة صغيرة بحجم كف اليد للحلويات التي تُعدّ دسمة، وذلك مرة في الأسبوع، ليس أكثر. والابتعاد قدر الإمكان عن القطر.
وعن الأشخاص الذي يطلبون وجبات يومية من المركز، تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يشتركون من أجل اتباع حمية غذائية معينة يخف عددهم، في مقابل زيادة الطلب على الحلويات الصحية. وهنا في أكثر الحالات، نقوم باستبدال وجبات للإفطار والسحور، بالوجبات الثلاث الكلاسيكية. وبالحديث عن السحور تلفت مراد إلى أنّه يجب دوماً التعامل معه على أنه وجبة فطور، وتجنب تناول الأطعمة الدسمة فيه، بل التركيز على الألبان والأجبان قليلة الدسم، والخضراوات كالخيار والبندورة، والابتعاد عن أي مأكولات تزيد الشعور بالعطش خلال النهار مثل الأطباق الغنية بالبهارات، أو التي تحتوي الثوم والبصل، وأطباق أخرى مثل الفتة والكشك والكنافة واللحم بعجين.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
TT

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)

حافظ السعوديون على مظاهر عيد الفطر السعيد التي كانت سائدة في الماضي، كما حرص المقيمون في البلاد من المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية وفق عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، أو مشاركة السكان في احتفالاتهم بهذه المناسبة السنوية، علماً بأن السعودية تحتضن مقيمين من نحو 100 جنسية مختلفة.
ويستعد السكان لهذه المناسبة قبل أيام من حلول عيد الفطر، من خلال تجهيز «زكاة الفطر»، وهي شعيرة يستحب استخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، ويتم ذلك بشرائها مباشرة من محال بيع المواد الغذائية أو الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الأسواق أو على الطرقات ويفترشون الأرض أمام أكياس معبئة من الحبوب من قوت البلد بمقياس الصاع النبوي، والذي كان لا يتعدى القمح والزبيب، ولكن في العصر الحالي دخل الأرز كقوت وحيد لاستخراج الزكاة.
وفي كل عام يتكرر المشهد السائد ذاته منذ عقود في الاحتفال بعيد الفطر السعيد ومع حلوله اليوم في السعودية تستعيد ذاكرة السكان، وخصوصاً من كبار السن ذكريات عن هذه الفرائحية السنوية أيام زمان، وفق استعدادات ومتطلبات خاصة وبعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

السعوديون يحرصون على الإفطار الجماعي يوم العيد (أرشيفية - واس)

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بُعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي، وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.
ويحرص السكان على المشاركة في احتفالية العيد التي تبدأ بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة بعد أن يؤدي سكان الحي صلاة العيد في المسجد يتوجه السكان إلى المكان المخصص للإفطار، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية، كما تقيم إمارات المناطق والمحافظات إفطاراً في مقراتها في ساعة مبكرة من الصباح يشارك بها السكان من مواطنين ومقيمين.

الأطفال أكثر فرحاً بحلول العيد (أرشيفية - واس)

وبعد انتهاء إفطار العيد يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل، ويحرص المشاركون في الإفطار على تذوق جميع الأطباق التي غالباً ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحياناً القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصاً في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.
وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجدداً في بعض المدن والقرى بعد أن اختفت منذ خمسة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية، منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما تم إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عقود عدة تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب، وحلّت محلها هدايا كألعاب الأطفال أو أجهزة الهاتف المحمول أو النقود.