نيوزيلندا... حيث كل الاتجاهات تؤدي إلى المغامرة والتشويق

تعدك بالكثير من احتضان الطبيعة إلى جولات في مواقع تصوير المسلسلات العالمية

طبيعة نيوزيلندا تتيح لزائريها نشاطات متعددة
طبيعة نيوزيلندا تتيح لزائريها نشاطات متعددة
TT

نيوزيلندا... حيث كل الاتجاهات تؤدي إلى المغامرة والتشويق

طبيعة نيوزيلندا تتيح لزائريها نشاطات متعددة
طبيعة نيوزيلندا تتيح لزائريها نشاطات متعددة

ثمة غموض والتباس من نوع ما لدى البعض فيما يتعلق بجزيرة نيوزيلندا. قد يعود السبب إلى بعدها وانعزالها عن العالم لسنين طويلة، كما قد يعود لكونها واحدة من آخر المناطق البرية التي استوطن فيها البشر. لكن هذا الاعتكاف على الذات ساعدها على المحافظة على التنوع الطبيعي البكر الذي لم تغيره يد الإنسان. وهذا ما يجعلها بمثابة واحة تدعو السائح للاستجمام بين أحضانها بعيداً عن ضجيج المدن وتلوث الفضاءات، خصوصا أنها لا تحرمه من الدخول في عالم من المغامرات لا نهاية لها. كل هذا لا يعني أن هذه الجزيرة ذات الطبيعة المتوحشة، خالية من ملامح التمدن والحضارة، بل العكس، فهنا سيجد السائح كل ما تتمتع به المدن المتقدمة من تسهيلات وخدمات، من الحافلات والقطارات التي تعمل على مدار اليوم بدقة، إلى الطرق الرئيسية المعبدة، والمطاعم المتنوعة والصحية، التي يمكنه فيها تناول أي وجبة طعام وهو مطمئن. أجهزة الصرف الآلي أيضا متوفرة في كل مكان ولا يوجد في الجزيرة بعوض ينغص النوم كما قد يتخيل البعض ولا ثعابين أو عناكب سامة (عدا الكاتيبو المهدد بالانقراض). لكن تبقى أهم نقطة جذب فيها، ناسها اللطفاء، فهو يرحبون بالكل بابتسامات دافئة.
تقع نيوزيلندا في جنوب غربي المحيط الهادي ويسكنها نحو 4.5 مليون نسمة. وهي ليست جزءا من أستراليا كما يظن البعض وإنما هي دولة قائمة بذاتها استقر فيها السكان الأصليون (البولينيزيون) ما بين عامي 1250 و1300 ولا تزال ثقافتهم جزءاً من ملامح النسيج الاجتماعي فيها بحيث تظهر في اللغة ومهرجانات الرقص والموسيقى والوجوه الموشومة بالرموز الغريبة وغيرها. إلى جانبها تقف ثقافة المستوطنين البريطانيين الأوائل والمهاجرين الذين توافدوا عليها منذ عام 1907 عندما كانت جزءا من سيادة الإمبراطورية البريطانية في عهد الملك إدوارد السابع. في عام 1947 تغير الأمر وصار للجزيرة برلمانها وتشريعاتها الخاصة إن كانت لا تزال إليزابيث الثانية هي ملكة البلاد ويمثلها فيها حاكم عام. وخلال سنوات الاستقلال تحولت العاصمة، ويلنغتون إلى مدينة عامرة بالناس وضاجة بالأسواق والمتاحف وقاعات العروض والمسارح والسواحل المكتظة بعشاق البحر فيما تطوقها الحقول والمزارع والمراعي كما يطوق السوار المعصم.
- كل الاتجاهات تؤدي إلى المغامرة
في العاصمة ويلنغتون، يمكن زيارة المتحف الوطني الكبير الذي يضم تاريخ ومقتنيات السكان الأصليين. بعده يكون أمام السائح خيارات كثيرة، كلها توصل إلى مدارات لا تنتهي من الجمال والمغامرات، وبالإمكان اختصار المسافات وأخذ القطار في رحلة ليوم واحد. في هذه الحالة يُفضل أن يبدأ السائح مبكراً كي يستطيع العودة مع الغروب، ويمكن ركوب القطار الذي يتجه شمالاً إلى (خليج بوكروا) والترجل بعدها والمشي للوصول إلى المنحدرات البحرية عبر درب Te Araroa وهو مسار وطني مخصص للمشي يمتد على طول نيوزيلندا ابتداءً من الطرف الشمالي من البلاد إلى جنوب مدينة «بلاف».
في الطريق يمكن التوقف عند المطاعم الصغيرة التي تقدم وجبات المحار وسمك القد الأزرق مع القهوة والمعجنات المحلية. أما إذا اختار السائح أخذ القطار الذي يتجه شرقا فستكون وجهته نحو مزارع الكروم حيث عناقيد العنب المتدلية وقطعان الخراف مع وجود المقاهي الشعبية التي تبيع المثلجات المحلية والفاكهة الطازجة والأعشاب المغلية. توجد أيضا رحلة أخرى بالقطار يقدر سعر تذكرتها 18 دولارا نيوزيلنديا، إلى قرية (جريتاون). قرية صغيرة يسكنها 2000 شخص من بينهم جيمس كاميرون، مخرج فيلم «أفاتار» الذي يملك وعائلته متجراً لبيع المواد الغذائية الخالية من الكيميائيات يزرعها في حديقته الخاصة، بعد أن اختار العيش فيها بعيداً عن أضواء هوليوود وبهرجة الشهرة.
- مواقع تصوير «لورد أوف دي رينغ»
إذا كنت من عشاق السينما ومن الباحثين عن أسرار الجمال في ثنايا الطبيعة فإنك لا يمكن أن تغادر نيوزيلندا دون زيارة المواقع التي صورت فيها أفلام ثلاثية سيد الخواتم Lord of the Rings والتي يبلغ عددها 150 موقعا تتوزع في أنحاء مختلفة من البلاد منها (ويلنغتون) و(كوينزتاون). وقد اختارها المخرج بيتر جاكسون بعناية ليُترجم من خلالها رؤية وخيالات المؤلف الإنجليزي تولكين. وقد تحولت هذه المواقع إلى إعلان سياحي مجاني.
- «كوينزتاون» والرحلة في عالم الطبيعة
يطلقون على هذه المدينة لقب «عاصمة المغامرات». ومن النادر أن يغادرها الزائر دون أن يجرب شيئا ما يمكن أن يزيد من معدل ضربات قلبه، مثل الدخول إلى مرصد عملاق مغلق الأبواب وغائص تحت الماء. توجد به ست نوافذ زجاجية تعرض الحياة المتنوعة في أعماق البحر، حيث يتوافد سمك السلمون البني الكبير وثعابين المياه العذبة وأنواع نادرة من البط الملون والأسماك الشرسة باتجاه المرصد. ولزيادة الشعور بالإثارة يمكن إدخال بعض النقود في صندوق إطلاق الطعام وعندها سوف تهجم حشود هائلة من مئات الكائنات البحرية نحو النوافذ الزجاجية مع شعور الواقف بالمرصد بالأمان بسبب الحاجز الذي يفصله عنها. ويمكن أيضا زيارة حدائق كوينزتاون في أي فصل من السنة والتجول في جنباتها الشاسعة، بمساحة تتعدى الهكتارين ويعيش فيها عشرات الألوف من الطيور الغريبة، منها الكيوي والبطريق الأزرق والصقور النيوزيلندية والببغاوات النادرة والحيوانات البرية. ويمكن المشاركة في إطعامها خمس مرات في اليوم وأيضا ركوب السيارة في رحلة تستغرق 30 دقيقة في أعماق هذه الحديقة.
- «كرايستشيرش» وتذوق الطعام التقليدي
تردد اسم هذه المدينة في وسائل الإعلام بشكل كبير في الخامس عشر من مارس (آذار) الماضي في أعقاب الاعتداء على مسجدين فيها. وقد زاد عدد زوارها بشكل ملحوظ بعد هذا الحادث الأليم. ورغم أن التأهب الأمني لا يزال قائما فإن الرحلات الجوية تسير بشكل طبيعي كما أن جميع مناطق الجذب السياحي مفتوحة للزوار. وبعيدا عن الحادث الأخير الذي لفت الأنظار إلى هذا الجزء من العالم فإن هذه المدينة حيوية وفيها كثير من أوجه الإبداع الذي يظهر في فن الشوارع المذهل والبنايات ذات الطرز المعمارية الحديثة المستمدة من روح التراث. ويمكن اكتشاف هذه المدينة بواسطة الحافلة ذات الطابقين أو استئجار دراجة أو ركوب قارب الجندول أو بواسطة الترام القديم.
وتوفر حدائق المدينة Christchurch Botanic Gardens الحائزة على جوائز عالمية فرصة للاسترخاء قبل التوجه إلى مركز الفنون، وهو من أهم مجموعات المباني التراثية المبنية على الطراز القوطي. السير بمحاذاة نهر (أفون) وزيارة (متحف كانتربيري) و(شارع نيو ريجنت) أيضا واجبة ولا تكتمل الرحلة من دونها. أما إذا كان الزائر تواقاً لتذوق الطعام النيوزيلندي التقليدي فيمكنه الدخول إلى مطعم كاكانو Kākano الذي يديره رجل من قبيلة الماوري يقدم مأكولات السكان الأصليين بما فيها لحم الضأن وأطباق البحريات وبيض مانوكا المدخن والملفوف المخمر والحمص مع الهوربيتو (عشب محلي) والخس المجفف. ويعتمد الشيف في هذا المطعم على الخضراوات والفاكهة والأعشاب المزروعة في الحديقة الملحقة بالمطعم، ويغير قائمة طعامه كل يوم حسب ما توفر منها. ولا يتجاوز سعر الوجبة من 20 إلى 35 دولاراً نيوزيلندياً أي ما يعاد 11 - 19 جنيها إسترلينياً، وهي تكفي لثلاثة أشخاص.
يتحرك الطقس سريعاً في نيوزيلندا مما يجعل اختيار الثياب ذات الطبقات الثلاث مسألة ضرورية، حيث تكون الخارجية منها ثقيلة والأفضل أن تكون مقاومة للماء في حال التوجه إلى الأماكن السياحية أو الجبلية الثلجية، ثم طبقة متوسطة مثل الثياب الصوفية وأخيرا طبقة داخلية خفيفة. وكذلك الحال مع تهيئة الأحذية الخاصة بالمشي أو تسلق الجبال والسير في الأماكن الوعرة وإذا كانت من ضمن خطة السائح رحلة للتخييم أو العيش في الأكواخ (يوجد نحو 1000 كوخ في أنحاء البلاد) فالأفضل زيارة المواقع الإلكترونية الخاصة بكل مرفق من أجل التأكد من الاحتياجات الضرورية لهذه الرحلة.
- المجموعات العرقية في نيوزيلندا
74.0 في المائة من الأوروبية
14.9 في المائة من الماورية
11.8 في المائة من الآسيوية
7.4 في المائة من شعوب المحيط الهادي
1.2 في المائة من الشرق الأوسط وأفريقيا
1.7 في المائة أخرى
- اللغات الرسمية
الإنجليزية
الماورية
لغة الإشارة النيوزيلندية


مقالات ذات صلة

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

سفر وسياحة مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء.

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد متسوقون يتجولون في مركز «دولفين» التجاري خلال «الجمعة السوداء» في ميامي (إ.ب.أ)

المستهلكون الأميركيون ينفقون 11.8 مليار دولار في «البلاك فرايدي»

شهد المستهلكون الأميركيون عطلة تسوق قياسية بعد عيد الشكر؛ حيث سجّل الإنفاق عبر الإنترنت في «الجمعة السوداء» (بلاك فرايدي) رقماً غير مسبوق، دافعاً تجارة التجزئة…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق السويد واحدة من أقل دول أوروبا كثافة سكانية (رويترز)

السويد تشجع السياح على زيارتها بهدف «الشعور بالملل»

تشجع السويد الزوار على السفر إليها بحثاً عن الراحة والهدوء.

«الشرق الأوسط» (ستوكلهوم)

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.