عاد اسم الشاعر والكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1802 - 1885) إلى التداول بقوة منذ حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، منتصف الشهر الماضي. ويعتبر هوغو أحد أبرز المؤلفين باللغة الفرنسية، وهو صاحب رواية معروفة على النطاق العالمي، تدور أحداثها في الكنيسة الشهيرة وتحمل اسمها. وتبعاً لهذا الاهتمام المتجدد، أعلن أحد ورثة الأديب عثوره على مجموعة من الصور غير المنشورة لهوغو.
ووصف عدد من الخبراء تلك الصور بـ«الثروة التاريخية». أما صاحب المجموعة فيدعى لوران جوليان (58 عاماً) من أهالي بلدة تيربييه، في إقليم النورماندي، شمال غربي فرنسا. وأوضح أنه عثر عليها مرتبة في ألبوم سميك للصور ورثه عن عائلته. ويعمل جوليان سائقاً في دائرة للأشغال العامة، وهو أحد أحفاد آرسين غارنييه، المصور الفوتوغرافي الذي ارتبط مع هوغو بصداقة وطيدة. وقد أغراه تجدد الحديث عن أديب فرنسا الكبير، فبحث عن الصور ثم اتصل بالصحافة، ليعلن أنه يملك عدة صور غير معروفة لهوغو.
وكتب محرر صحيفة «الباريزيان» أن حيازة هذه الصور تشبه من يملك لوحة للرسام فان غوغ، انتقلت بالوراثة من جده إلى أبيه، ثم من أبيه إليه، دون أن تكون هناك حاجة للحديث عنها. أما الوريث فروى للصحيفة أن جدته الكبرى جوزفين غارنييه، هي ابنة أخت آرسين الذي لم يكن مصوراً فحسب؛ بل شخصية استثنائية وساحرة من شخصيات جزيرة «غيرنيزي» الواقعة بين النورماندي وسواحل بريطانيا. وعند نفي الأديب فيكتور هوغو إلى الجزيرة، أواسط القرن التاسع عشر، تعرف على آرسين، وقامت بينهما علاقة طيبة، وسمح له بالتقاط كثير من الصور. إنها فترة النفي التي أنجز هوغو فيها روايته المهمة «عمال البحر».
وتمضي الحكاية لنعرف أن المصور رزق بابنتين فارقتا الحياة في سن مبكرة، دون أن تتركا أبناء. وكان من الطبيعي أن تنتقل ممتلكات آرسين ومجموعات الصور التي التقطها إلى أبناء وبنات العمومة، ومنهم جوزفين، جدة الوريث الأخير لوران جوليان. وكان والد هذا الأخير قد أعطاه ألبوم الصور قبل وفاته، ورجاه الحفاظ عليه. وهو قد نفذ الوصية وأدرك أن بين يديه ثروة صغيرة عليه أن يدخرها لوقت الضيق.
تقدم الصور لقطات لفيكتور هوغو في أوضاع وأماكن مختلفة. وقد كان عند التقاطها كاتباً تعدت شهرته موطنه، وانتشرت في عموم أوروبا. وإذا كانت الصور المعروفة له نصفية في الغالب، فإن هوغو يبدو في الصور المكتشفة حديثاً بكامل قامته.
أثار الحديث عن هذه الصور اهتمام أوساط أدبية ومكتبات جامعية كثيرة. وتقدمت مؤسسة تعنى بتراث هوغو بطلب للسماح باستنساخها؛ لكن الوريث نفى أي نية لبيعها، قائلاً: «إنه تاريخ عائلتي، ومن المهم بالنسبة لي تعلق أبنائي بهذه الصور. وبينهم ابن يعشق التاريخ وتتبع سلالة الأجداد. ولهذا فإنني سأواصل الحفاظ على الألبوم في مكان بعيد عن الأنظار». أما تجار الصور التذكارية، فيعتقدون أن الوريث يناور في محاولة لاقتناص الثمن الأعلى.
العثور على صور غير منشورة لفيكتور هوغو
التقطها مصور تعرف عليه أثناء نفيه إلى جزيرة قرب النورماندي
العثور على صور غير منشورة لفيكتور هوغو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة