بنغازي تنفض ذكريات الحرب وتستقبل رمضان بالزهور

شاب من بنغازي يعيد طلاء أحد شوارع مدينته
شاب من بنغازي يعيد طلاء أحد شوارع مدينته
TT

بنغازي تنفض ذكريات الحرب وتستقبل رمضان بالزهور

شاب من بنغازي يعيد طلاء أحد شوارع مدينته
شاب من بنغازي يعيد طلاء أحد شوارع مدينته

ودعت شوارع مدينة بنغازي بشرق ليبيا، ذكريات الحرب، واستبدلت آثار الدمار بمظاهر الجمال، من خلال مبادرة شبابية استهدفت تنظيف شوارعها وميادينها وطلاء أرصفتها، لاستقبال شهر رمضان.
فعلى طول شارع تبستي بوسط المدينة، انتشر عشرات الشباب من أعمار مختلفة وهم يزيلون الأتربة ويطلون الأرصفة بالألوان الزاهية، لليوم الرابع على التوالي، ضمن مساندة تطوعية من مؤسسة بنغازي الأمل، الخيرية.
وقالت المؤسسة، التي حيت شبابها، إن بنغازي «قد تمرض لكنها لا تموت»، مشيرة إلى أنهم مستمرون في طلاء ونظافة أرصفة شوارع المدينة بالكامل خلال العام الجاري.
وسبق أن تبنت مؤسسـة بنغازي الأمل، غير الهادفة للربح، تنظيف وطلاء الأرصفة بميدان الشجرة، بجانب تركيب عدد من المقاعد الرخامية في محيطه.
ولاقت المبادرة استحسان كثير من ساكني المدينة التي واجهت «الجماعات الإرهابية» مدة 4 أعوام. وقال شاهين لنفي، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أمس، «هذا عمل رائع»، تقوم به المؤسسة بسواعد شبابية. «لقد نجحت من قبل في إعادة ميدان الشجرة إلى الحياة بتنظيفه وتجميله».
وعانت مدينة بنغازي من تداعيات وآثار الحرب ضد «الجماعات الإرهابية» التي نجح «الجيش الوطني» في القضاء عليها مطلع شهر يوليو (تموز).
وخلال المبادرة التطوعية تم تهيئة طريق 23 يوليو والممتد من حديقة الكشاف وصولاً إلى تقاطع الإشارة الضوئية مروراً بفندق تيبستي السياحي، كما تم طلاء عشرات الأحواض وزرعها بالورود الطبيعية، بالإضافة إلى طلاء بلاط الرصيف (الإنترلوك)، فضلاً عن التعهد بري أحواض الزهور باستمرار للحفاظ على رونقها بشكل دائم. وبنغازي ثاني أكبر مدينة ليبيا، بعد العاصمة طرابلس، وتطل على ساحل البحر المتوسط. واستهوت حملة تنظيف شوارع المدينة الشباب، والأسر ما دفع زوجين إلى تنظيف الكورنيش المقابل لفندق تيبستي بمفردهما في بادرة أشاد بها كثير من المواطنين.
وحيّت المواطنة رشا السنوني، عبر حسابها على «تويتر» الزوجين، وقال إن أحمد الورفلي وزوجته ماريا «ضربا مثلاً للوطنية في أبهى صورها، بمثل ذلك تبنى الأوطان».
وقال الورفلي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن عملية التنظيف استغرقت قرابة 5 ساعات جمع خلالها حمولة 60 كيس نفايات.
وبداية الأسبوع الماضي، نظم مواطنون ومثقفون مهرجاناً للقراءة بشارع عمر المختار ببنغازي في أجواء وصفت بالرائعة، بعد تنظيف المكان وتأهيله ليليق بالمناسبة الثقافية.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.