إرهابي شيكاغو «مختل العقل» يعتذر

وقع في حيلة «إف بي آي»

عادل داود بملابس السجن (شيكاغو تربيون)
عادل داود بملابس السجن (شيكاغو تربيون)
TT

إرهابي شيكاغو «مختل العقل» يعتذر

عادل داود بملابس السجن (شيكاغو تربيون)
عادل داود بملابس السجن (شيكاغو تربيون)

بعد سبعة أعوام منذ اعتقاله أول مرة وكان عمره 18 عاماً، وبعد مرافعات عن إصابته بأمراض عقلية، وبعد إساءاته إلى القاضية وإلى محاميه، اعتذر عادل داود، أمام القاضية في شيكاغو. وقالت صحيفة «شيكاغو تربيون» أمس، إن عادل داود (25 عاماً) يواجه السجن لأربعين عاماً، اعتذر عمّا سماه «خطأ غبي» عندما كان «مراهقاً ساذجاً يحاول تكوين صداقات ويتأثر بالذين حوله». وحسب الصحيفة، كان يرتدي بدلة السجن البرتقالية وقد قُيّدت يداه، وهو يقف أمام القاضية شارون كولمان، عندما تحدث عن يوم محاولته تفجير قنبلة «كجزء من حيلة دبّرتها شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)»، وقال: «أضحك، أحياناً، على غبائي في ذلك الوقت. هل أنا حقاً كنت ذلك الصبي؟». وقال داود إنه «شخص مختلف الآن»، بعد السنوات السبع التي انقضت منذ اعتقاله. وأضاف أنه كان «مجنوناً لفترة لا يعلم مداها إلا الله». لكنه وجد العلاج والأدوية في أثناء وجوده في السجن. وأنه أدرك أيضاً أن معتقداته «كانت مضلّلة بشكل رهيب عمّا أعرف عن الدين الإسلامي والعنف». وأضاف أنه يعتذر، ليس فقط للقاضية، ولمحاميه اللذين كان قد أساء إليهما، ولكن، أيضاً، إلى عائلته، وإلى الجالية المسلمة في شيكاغو، و«هي جالية مسالمة، أنا اشتركت في تشويه سمعتها». وفي الأسبوع الماضي، أمام نفس القاضية، قال محامي داود إنه مصاب بأمراض عقلية. لكن، قال ممثل الادعاء إن داود خطط لتفجيرات «كان يمكن أن تقتل مئات من الأبرياء»، وطلب من القاضي الحكم على داود بالسجن 40 عاماً. في تلك المرافعة، قال ممثل الادعاء إن داود «مدفوع للانتقام لما اعتبره حرب الغرب على المسلمين».
في الجانب الآخر، قال محامو الدفاع إن داود قضى سبع سنوات خلف القضبان، وإن هذا يعادل «ربع حياته». وطلبوا إطلاق سراحه بعد تطوير برنامج علاجي لاحتياجاته الصحية العقلية. وقالوا إنه يأمل في الالتحاق بالجامعة في العام القادم.
حسب صحيفة «شيكاغو تربيون»، كانت شرطة «إف بي آي» قد اعتقلت داود في عام 2012 بعد محاولة تفجير ما كان يُعتقد أنها قنبلة حقيقية خارج حانة في شيكاغو. وكانت شرطة سرية من «إف بي آي» قد وضعت له حيلة، وتعاونت معه، وأعطته قنبلة مزورة.
في العام الماضي، اعترف داود بتهم تتعلق بالإرهاب. بما في ذلك خطة قتل شرطي سري من «إف بي آي»، حسب وثائق الدفاع في ذلك الوقت، واستغلت شرطة «إف بي آي» «حالة داود العقلية الهشة. وحرضوا المراهق آنذاك على المشاركة في المؤامرة من خلال تعزيز آرائه الدينية المضللة، وبمساعدته على مزيد من التطرف».
وكانت علاقة «إف بي آي» مع داود قد بدأت عام 2012 عندما كان عمره 18 عاماً.
وحسب وثائق الدفاع، «حثته الشرطة السرية على الموافقة على مؤامرات مشؤومة، مع العلم أنه يعاني من اضطرابات نفسية وقابلية للإحباط». حسب الدفاع، «تملك شرطة (إف بي آي) كل الحق في سؤال موكلنا عن نياته الإرهابية، وعن خطط كان يريد تنفيذها. لكن بدلاً من ذلك، شرعت شرطة (إف بي آي) في عملية لاذعة، حددت هدفها، وأشركت موكلنا، وأمدّته بالسلاح».
وفي عام 2016، قالت نفس القاضية، كولمان، إن داود «غير مؤهل عقلياً للمحاكمة»، وإنه «كان يعتقد بصدق أن شخصيات غامضة تطارده، وتريد أن تؤذيه».
وكان داود نفسه قد أطلق تصريحات غريبة، منها أن القاضية «حيوان زاحف سفاح»، وأن محاميه لا يريدون، حقيقةً، الدفاع عنه، وأنهم «يتعاونون مع الشيطان» ضده.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.