مصر: مطالبة برلمانية بمعاقبة مروّجي الإشاعات

TT

مصر: مطالبة برلمانية بمعاقبة مروّجي الإشاعات

جدّد انتشار 13 إشاعة في مصر خلال أسبوع واحد فقط، مطالب بسن عقوبات رادعة ضد مروجي الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
وقال النائب أحمد درويش، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «لا بد من إقرار تشريع يحدد عقوبة مشددة على مروجي هذه الإشاعات»، مضيفاً أن «مروجي الإشاعات هم أكثر خطراً على مصر لأن هدفهم إحداث فتنة، خاصة أنهم يلعبون على ورقة الاحتياجات المجتمعية للمصريين». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حذر في وقت سابق من تعرض بلاده لما اعتبره «خطراً حقيقياً يسعى إلى تدمير الدولة من الداخل، عبر نشر إشاعات تستهدف فقد الأمل، والإحساس بالإحباط، وتحريك الناس للتدمير».
وأثارت 13 إشاعة، أعلنت عنها الحكومة المصرية أمس على مواقع إلكترونية وصفحات للتواصل الاجتماعي، تعلق بعضها بخصخصة قناة السويس لتمويل العاصمة الإدارية الجديدة، والاتجاه لتخفيف الأحمال الكهربائية خلال شهر رمضان، وحذف 10 ملايين مواطن من البطاقات التموينية»، جدلا بين المصريين، وهو ما دعا الحكومة إلى نفي هذه الإشاعات بشكل رسمي.
وقالت وزارة الكهرباء إنه «لا نية على الإطلاق لتخفيف الأحمال الكهربائية خلال شهر رمضان»، مشيرة إلى «نجاح مصر في رفع كفاءة شبكات الكهرباء، بما يسمح بتأمين احتياجات المواطنين من الكهرباء على مدار شهور السنة، كما أن إنتاج الكهرباء في مصر أصبح يحقق فائضاً يزيد عن الحاجة الفعلية للاستهلاك»، مشددة على أن «كل ما يثار في هذا الشأن إشاعات لا أساس لها من الصحة، تستهدف إثارة غضب المواطنين، والنيل من جهود الدولة في تطوير قطاع الكهرباء».
من جانبها، أكدت هيئة قناة السويس أنه «لا صحة على الإطلاق لخصخصة قناة السويس من أجل تمويل العاصمة الإدارية الجديدة، والقناة ليس لها علاقة بعملية تمويل مشاريع العاصمة الإدارية الجديدة»، مشددة على أن «القناة ستظل دائماً وأبدا ملكاً للدولة والشعب المصري».
بدوره، أكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أنه تواصل مع وزارة التموين والتجارة الداخلية بشأن ما تردد في بعض المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، حول وجود اتجاه لحذف 10 ملايين مواطن من منظومة البطاقات التموينية، عقب انتهاء شهر رمضان، باعتبارهم غير مستحقين للدعم. وقالت الوزارة إنه «لن يتم حذف أي مواطن يستحق الدعم التمويني، وعملية الاستبعاد تتم وفقاً لمعايير محددة، تهدف بالأساس إلى توجيه الدعم لمستحقيه الفعليين».
وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر جميع وسائل الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
واعتاد المصريون على انتشار أخبار وأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية، بعضها ينتمي إلى تنظيم «الإخوان» الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً، تتعلق بأحوالهم المعيشية. لكن سرعان ما يتم نفيها رسمياً. وقد هرب المئات من أنصار «الإخوان» إلى دول خارجية، حيث تم توفير الحماية الكاملة لهم، مع امتلاكهم منصات إعلامية تُبث من هناك، تهاجم الدولة المصرية يومياً. في هذا السياق، أكد النائب درويش أن «تنظيم (الإخوان) يواصل بث أكاذيبه للتأثير على المصريين وبث الذعر، خصوصاً في الأمور التي تتعلق بالكهرباء، وبطاقات التموين والدعم».
في غضون ذلك، نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تداول لحوم صينية مصنعة، غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالأسواق، مؤكدة أن «مصر لا تستورد أي لحوم من الصين نهائياً». كما نفت الوزارة أيضاً ما تردد عن انتشار بطيخ مسرطن بالأسواق، يحتوي على مادة بيضاء من الداخل، موضحة أن «وجود بعض ثمار بطيخ بلون أبيض، أو مجوفة من الداخل، هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية تسمى (القلب الأجوف)، وليس لها أي خطورة على صحة الإنسان»، مشددة على صحة وسلامة كافة المحاصيل الزراعية المتداولة بالأسواق المصرية، وخضوعها للرقابة والفحص، وأن كل ما يُثار في هذا الشأن «إشاعات تستهدف إثارة القلق والذعر بين المواطنين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.