لا يزال ظهور زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في فيديو لمدة 18 دقيقة محل تحليل من خبراء، إذ ذكرت تقارير صحافية أن ظهوره يحاكي أسلوب زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن قبل قتله.
وذكر تقرير صحافي نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية أن كثيراً من الدبلوماسيين والمحللين يعتقدون أن البغدادي يعيش الآن إما في غرب العراق أو في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وظهر البغدادي في الفيديو مرتدياً سترة باللون الكاكي، وبجانبه كلاشنيكوف، في صورة تشبه الصور التي كانت تُلتقط لزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن قبل قتله.
ويرى الخبراء أن تشابه صورة البغدادي مع صورة بن لادن ربما يكون لأنه يريد تقديم نفسه على أنه من أكثر الشخصيات المتطرفة «إثارة للجدل»، وأنه يريد «جذب انتباه العالم».
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن الفيديو يظهر البغدادي بأنه مهتم بالشؤون اليومية للتنظيم، وأنه يدير شؤون التنظيم عن كثب.
وفي سياق متصل، أورد تقرير من وكالة «أسوشييتد برس» أن هدف البغدادي من ظهوره هو «إعلان رفض» لهزيمة «داعش»، والتحذير من «معركة طويلة» قادمة.
وتابع التقرير أن البغدادي أراد أن يؤكد، مثله مثل أسامة بن لادن، أنه «لا يزال على قيد الحياة»، عقب أنباء تناثرت في السنوات الأخيرة عن مقتله، كما أن ظهوره هو أشبه بـ«رسالة طمأنة» لأتباعه، وأن «المعركة لا تزال مستمرة».
وقال كولين ب. كلارك، الباحث في مركز «صوفان» الاستشاري للشؤون الأمنية، إن «الرسائل الصوتية والمرئية من قبل شخصيات مطاردة هي طريقها للحشد وتأكيد للأتباع لكي يستمروا... وفي بعض الحالات، يمكن أن تهدف هذه الرسائل إلى تحفيز المؤيدين لشن هجمات جديدة، إما كأفراد أو حتى مجموعات صغيرة».
ويعد البغدادي هو أكثر الشخصيات المطلوبة حالياً، وكان بن لادن، أحد أكثر الشخصيات شهرة في التاريخ الحديث، قد قام بتنظيم الكثير من الهجمات أبرزها هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة الأميركية.
وقال كلارك: «لقد تمكن بن لادن من استخدام أشرطة الفيديو والصوت. فعندما تم إصدار شريط جديد لـ(بن لادن)، توقف الجميع عما كانوا يفعلون للاستماع ورؤية ما أراد أن يقوله أكثر رجل مطلوب في العالم حينها».
وتابعت الوكالة أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، خليفة بن لادن، الذي له حضور أقل بكثير، أصدر أيضاً عدداً من البيانات الصوتية والمرئية من خلال الفيديو، وفي الغالب يظهر في ردائه الأبيض وعمامته.
واعتبرت الوكالة أن «داعش» حل محل تنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة، لكن «داعش» أقيم في مساحات واسعة على الأرض، الشيء الذي لم ينجح فيه تنظيم القاعدة من قبل.
وكان البغدادي قد هدد في الفيديو بشن المزيد من الهجمات «الإرهابية» حول العالم في فيديو استمر نحو 18 دقيقة.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد قال في مؤتمر صحافي أمس (الثلاثاء) إن الفيديو الذي ظهر فيه البغدادي لأول مرة منذ 5 سنوات تم تصويره في منطقة نائية، ولم يحدد في أي بلد تقع.
ونقلت صحيفة «التايمز» عن مسؤولين أجانب بأن التنظيم الإرهابي لديه نحو 15000 عنصر، مضيفة أن التنظيم لا يزال يشن هجمات في سوريا والعراق.
وأردف التقرير، نقلاً عن الناطق باسم قوات التحالف، الكولونيل سكوت راولينسون، قوله: «نحن مستمرون في مهمتنا لدحر (داعش)، وذلك من خلال تعقب مصادر تمويله وعملية تجنيد عناصر جديدة والتعاون لشن اعتداءات متطرفة أخرى».
تقارير: البغدادي يحاكي بن لادن والظواهري في ظهوره الأخير
أكدت رغبة زعيم «داعش» في «جذب انتباه العالم»
تقارير: البغدادي يحاكي بن لادن والظواهري في ظهوره الأخير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة