صور شخصية نادرة من الألبومات الخاصة بالأمير محمد علي، تبرز كل مجموعة منها جانباً جديداً من حياة أشهر أمراء الأسرة العلوية الذي حمل ألقاباً كثيرة اكتسبها من حياته الشخصية وهواياته، وليس مكانته الرسمية، فلقب بـ«ابن بطوطة عصره»، نظراً لحبه للسفر، وزيارة كثير من الدول، كما لُقب أيضاً بـ«المقتني الأعظم»، حيث كان يحب جمع المقتنيات الفنية والثقافية من البلاد التي يزورها.
صور الأمير الشخصية التي تعرض للمرة الأولى ضمها معرض «أفندينا» الذي ينظمه متحف قصر المنيل، بالتعاون مع جمعية أصدقاء متحف قصر المنيل، ويستمر لمدة 3 شهور.
ويضم المعرض 17 صورة شخصية من الألبوم الخاص بالأمير محمد علي، قسمت إلى مجموعات، تروي كل منها قصة تبرز جانباً مختلفاً من حياته ومراحل إنشاء قصره التراثي. وتركز إحدى مجموعات الصور على علاقته بعائلته، فيما تبرز مجموعة أخرى هواياته المتنوعة، التي كان من بينها تربية الخيول العربية، كما تسلط بعض الصور الضوء على رحلاته الخارجية التي زار فيها كثيراً من بلدان العالم.
ومن جانبه، يقول الدكتور ولاء الدين بدوي، مدير عام المتحف، لـ«الشرق الأوسط»: «صور الأمير محمد علي الموجودة بالمعرض هي صور شخصية من ألبومه الخاص، وهي من مقتنيات المتحف، وتعرض للمرة الأولى على الجمهور. ولأنها صور شخصية صغيرة الحجم، قمنا بنسخها ًإلكترونياً، وقمنا بتكبيرها بتقنيات تكنولوجية حديثة لضمان جودتها ونقائها، ثم قسمناها إلى مجموعات».
وأضاف: «وضعنا كل مجموعة على حامل عرض مستقل، وهي طريقة عرض معروفة في متاحف العالم، حيث تكون كل مجموعة صور قصة مختلفة تسلط الضوء على جانب من حياة الأمير، ومنها مجموعة تسلط الضوء على علاقته بعائلته، وأخرى عن هواياته، ومجموعة عن رحلاته إلى بلدان كثيرة، وكذلك مجموعة عن مهامه الرسمية».
ووثقت صور المعرض بعض رحلات الأمير إلى الدول الأوروبية، مثل رحلته إلى إنجلترا عام 1886 ميلادية، وإيطاليا عام 1887، وزيارته للإمبراطور النمساوي عام 1888، ورحلته إلى ألمانيا وروسيا في العام نفسه، ورحلته إلى فرنسا 1889، ثم كل من النرويج والسويد والدنمارك وبلجيكا وبولندا عام 1890. وتنوعت رحلات الأمير لتشمل معظم قارات العالم، حيث زار البوسنة عام 1900، واليابان 1909، وأميركا الجنوبية 1926، وأستراليا 1928، كما زار كلاً من الهند وجزر جاوا الإندونيسية عام 1929.
ولد الأمير محمد علي توفيق عام 1875 ميلادية، ووالده هو الخديوي محمد توفيق الأول الذي حكم مصر في الفترة ما بين 1879 و1892 ميلادية، وهو أحد أبناء أسرة محمد علي الكبير، ووالدته هي الأميرة أمينة إلهامي، إحدى أميرات الأسرة العلوية، وهو أيضاً الشقيق الأصغر للخديوي عباس حلمي الثاني الذي حكم مصر في الفترة من 1892 إلى 1914 ميلادية.
وشغل الأمير محمد علي منصب ولي العهد لعرش مصر والسودان مرتين: الأولى في الفترة من 1892 إلى 1899 ميلادية، والثانية من 1936 حتى 1952، وكان وصياً على العرش إلى أن بلغ الملك فاروق السن القانونية للحكم. وتوفي الأمير محمد علي في المنفى بمدينة لوزان السويسرية عام 1955.
وكان للأمير محمد علي كثير من الهوايات التي دفعته إلى تأليف كثير من الكتب. فبجانب عشقه للرحلات، وجمع التذكارات والقطع الفنية والثقافية من البلاد التي يزورها، كان أيضاً يحب تربية الخيول، وقد قام بنشر كثير من الكتب في مجالات مختلفة، بينها كتابان عن تربية الخيول، وكثير من الكتب عن رحلاته.
وتطرق في كتابه بعنوان «ذكريات الشباب»، الذي صدر باللغة الفرنسية عام 1950، إلى حبه للرحلات، وكتب قائلاً: «أعرف خمس قارات، أنا أؤمن بأن المرء يجب أن يسافر صغيراً، فليس هناك ما هو أكثر تنويراً من رحلة، لأنها تتيح للمرء أن يفهم حضارات الدول الأجنبية وملابسهم وديانتهم وأسلوب حياتهم وجمال طبيعتهم».
بدورها، تقول هدير عادل، رئيس قسم المعارض المؤقتة بالمتحف، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمير محمد علي كان يحرص على جمع القطع الفنية المختلفة من البلاد التي يزورها، ولدينا ضمن مقتنيات المتحف كثير من القطع التي تؤرخ ليس لرحلاته فقط، وإنما تؤرخ لثقافات وفنون مختلفة في حقبات تاريخية متنوعة، كما كان يتعامل مع معظم هواياته بجدية وإخلاص، ومن بينها هواية تربية الخيول، حيث كان يمتلك (إسطبلاً) لتربية الخيول ملحقاً بالقصر».
معرض صور «أفندينا» في القاهرة يحتفي بحياة الأمير محمد علي
أبرز رحلاته الأوروبية ومراحل إنشاء قصره
معرض صور «أفندينا» في القاهرة يحتفي بحياة الأمير محمد علي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة