موجة تفجيرات في سريلانكا تحصد مئات الضحايا

استهدفت كنائس وفنادق... واعتقال 8 خلال مداهمة في كولومبو

موجة تفجيرات في سريلانكا تحصد مئات الضحايا
TT

موجة تفجيرات في سريلانكا تحصد مئات الضحايا

موجة تفجيرات في سريلانكا تحصد مئات الضحايا

أسفرت سلسلة اعتداءات متزامنة استهدفت ثلاث كنائس وأربعة فنادق في سريلانكا اليوم (الأحد) عن مقتل 207 أشخاص وإصابة 450 آخرين، بحسب أحدث حصيلة أعلنتها الشرطة.   
ووقع انفجاران في كنيسة سانت أنتوني بكولومبو وكنيسة سانت سيباستيان في بلدة نيغومبو إلى شمال العاصمة.
وأوقف ثمانية أشخاص على صلة بسلسلة التفجيرات، وفق ما أعلن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي الذي قال في كلمة عبر التلفزيون: «حتى الآن، الأسماء التي لدينا محلية»، لكن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كانت لديهم «علاقات مع الخارج».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن مقتل العديد من مواطني الولايات المتحدة، وقال في بيان «نؤكد أن العديد من المواطنين الأميركيين بين القتلى»، دون تحديد عددهم.
وأضاف أن «الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداءات الارهابية في سريلانكا»، معتبراً أن هذه الاعتداءات «تظهر مجدداً الطبيعة الوحشية للإرهابيين المتطرفين الذين يريدون فقط تهديد السلام والأمن».
من جانبها، أفادت الحكومة البريطانية بأن مواطنين بريطانيين أصيبوا في الاعتداءات. وكتب المفوض السامي البريطاني لسريلانكا جيمس دوريس، على «تويتر»: «تكلمت في المستشفى اليوم مع بريطانيين أصيبوا في هذه الهجمات العبثية»، لكنه لم يدل بتصريحات حول عدد المصابين.
وذكرت وكالة برس أسوسييشن للأنباء نقلاً عن وزارة الخارجية السريلانكية أن ثلاثة بريطانيين وشخصين يحملان الجنسيتين الأميركية والبريطانية ضمن القتلى، فيما كشفت الدنمارك عن مقتل 3 من رعاياها.
وأصيب ما لا يقل عن 160 شخصاً في الاعتداء على كنيسة سانت أنتوني ونقلوا إلى مستشفى كولومبو الوطني، بحسب ما أعلن أحد مسؤولي المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقتل شخص على الأقل في فندق «سينامون غراند هوتيل» القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء في كولومبو، وفق ما أوضح مسؤول في الفندق، مشيراً إلى أن الانفجار وقع في مطعم.
وبالإضافة إلى كنيسة نيغومبو، استهدفت كنيسة ثالثة تقع في باتيكالوا (شرق)، وقال مسؤول في المستشفى المحلي إن 300 شخص أصيبوا بجروح فيها.
وبعد ساعات على التفجيرات الستة، استهدف تفجير سابع فندقاً قرب حديقة الحيوان الوطنية، الموجودة في منطقة قريبة من العاصمة كولومبو، بينما قتل انتحاري ثلاثة شرطيين حينما فجّر نفسه في مبنى بالضاحية الشمالية للعاصمة كولومبو.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الشرطة ألقت القبض على 8 أشخاص خلال مداهمة منزل في العاصمة السريلانكية.
ولم تعرف في الوقت الحاضر طبيعة التفجيرات، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
لكن قائد الشرطة الوطنية بوجوت جاياسوندارا حذر أجهزته قبل عشرة أيام بأن حركة متشددة هي «جماعة التوحيد الوطنية» تخطط لتنفيذ «اعتداءات انتحارية على كنائس كبرى والمفوضية الهندية العليا».
وظهرت هذه الحركة العام الماضي بقيامها بأعمال تخريب ضد تماثيل تابعة للديانة البوذية التي تعد غالبية سكان الجزيرة.
وأعرب الرئيس مايثريبالا سيريسينا عن إحساسه بالصدمة، فيما أعلن وزير المال مانغالا ساماراويرا على تويتر أن الهجمات أوقعت «العديد من الابرياء» مرجحا أن تكون «محاولة منسقة للتسبب بالقتل وإثارة الفوضى».
وجاء في نداء بالإنجليزية نشرته كنيسة سانت سيباستيان في نيغومبو في صفحتها على «فيسبوك»: «اعتداء على كنيستنا، نرجوكم أن تأتوا لمساعدتنا إن كان أفراد من عائلتكم فيها».
وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة.
ويشكل البوذيون 70 في المائة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 في المائة من الهندوس و10 في المائة من المسلمين و7 في المائة من المسيحيين.
ويعتبر الكوثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية.
غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009.
وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأمم المتحدة.
وبعد عقدين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للجزيرة، قام البابا فرنسيس بزيارتها في يناير (كانون الثاني) 2015، وأحيا فيها قداسا حضره مليون شخص تجمعوا في كولومبو.
واعتبرت الشرطة التي أوردت عدد المليون آنذاك، أنه أكبر حشد خلال حدث علني، فيما أفاد الفاتيكان من جانبه بحضور أكثر من نصف مليون شخص.
وشدد البابا في عظته على حرية المعتقد من دون قيود في بلد عانى من توترات إثنية ودينية.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.