بدأت محكمة حوثية في محافظة الحديدة اليمنية إجراءات ما سمته "محاكمة 62 أجنبيا ويمنيا في مقدمهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب" بتهمة قتل القيادي في الجماعة ورئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد في خطوة قابلها الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية.
وذكرت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أن محكمتها الابتدائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة والإرهاب في محافظة الحديدة عقدت يوم أمس (الأربعاء)، أولى جلسات محاكمة المتهمين بمقتل رئيس ما تسميه "المجلس السياسي الأعلى" صالح علي الصماد ومرافقيه.
وأوكلت الجماعة المحاكمة لأحد القضاة الموالين لها ويدعى أمين علي زبارة وأفادت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أن قرار الاتهام الذي تلاه رئيس استئناف النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة الحديدة وضاح سلطان القرشي تضمن اتهام 62 متهما أولهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وانتهاء بالمتهم معاذ عبد الرحمن عباس، من دون أن تذكر أسماء أخرى.
وكشفت المصادر الحوثية عن أن 10 متهمين بمقتل الصماد مسجونون احتياطيا فيما يعد البقية- على حد زعمها- فارين من وجه عدالة الميليشيات.
وكان صالح الصماد القيادي الحوثي الذي تحاول الجماعة أن تجعل منه بطلا عبر إحياء ذكرى مقتله وتنظيم الفعاليات الطائفية في مختلف مناطق سيطرتها لقي مصرعه قبل عام في عملية نوعية لطائرات تحالف دعم الشرعية بعد ما استهدفت موكبه أثناء وجوده في الحديدة لتحشيد المقاتلين.
وبحسب المصادر الحوثية، فإن المحكمة الانقلابية "أقرت في ختام جلسة المحاكمة الأولى السير في إجراءات نظر القضية فيما يتعلق بالمتهمين المحبوسين احتياطيا، وإرجاء السير في نظر القضية بالنسبة للمتهمين الفارين من وجه العدالة وعددهم 47 أجنبيا وخمسة يمنيين والاكتفاء بالنشر عنهم في وسائل الإعلام" لمطالبتهم بالحضور إلى المحكمة.
وفي حين قابل الناشطون اليمنيون الإجراء الحوثي بالتهكم والسخرية كانت الميليشيات الحوثية شنت حملة اعتقالات في الحديدة طالت العشرات من المواطنين بعد أن اتهمتهم الجماعة بالمشاركة في التخطيط لعملية مقتل الصماد.
ومنذ أيام دفعت الجماعة الحوثية كافة قادتها ومسؤوليها في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها على إقامة فعاليات وندوات في ذكرى مقتل الصماد وتنفيذ زيارات إلى قبره في ميدان السبعين لإهدائه أكاليل الورد، إضافة إلى إلزام كافة الجهات الحكومية الخاضعة للجماعة بما فيها المدارس لإحياء المناسبة.
وتسعى الميليشيات إلى تخليد الصماد باعتباره بطلا من وجهة نظرها بعد أن أقامت المسابقات الرياضية باسمه والفعاليات الثقافية وأطلقت اسمه على عدد من المنشآت الحكومية والقاعات فضلا عن إنشاء جائزة باسمه وتخريج دفعات مقاتلين وطلبة يحملون اسم "دفعة الصماد".
وأمام المصروفات الضخمة التي يتم إهدارها على هذه المناسبات، ما زال موظفو القطاع الحكومي اليمني بمناطق الانقلاب من دون رواتب لمدة سنتين، باستثناء بعض القطاعات التي تدفع رواتبها الحكومة اليمنية الشرعية، أما الميليشيات فاكتفت بإعلان دفع نصف راتب من دون أن تلتزم بذلك.
على صعيد منفصل، أصدرت الميليشيات في صنعاء تعميما إلى مكاتب التربية والتعليم في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها يقضى بإلغاء الأسماء الأجنبية للمدارس والمعاهد بحسب ما جاء في وثيقة تداولها الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطبقا لمصادر تربوية في صنعاء تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن هذا القرار للميليشيات جاء استجابة مباشرة لتوجيه زعميها عبد الملك الحوثي الذي أوصى قادة الجماعة بإزالة كافة المظاهر التي تهدد – بحسب زعمه- ثقافة المجتمع الحوثي، ومنها الأسماء الأجنبية.
وطلبت الميليشيات كما جاء في التعميم من إدارات المدارس والمعاهد الإسراع بتغيير هذه الأسماء وتقديم الأسماء البديلة إلى سلطات الجماعة في التربية والتعليم للموافقة عليها أم رفضها.
وسيكون وفق القرار الحوثي من غير المسموح أن تطلق أسماء دول أو منظمات أجنبية على المدارس من قبيل "الأميركية أو الباكستانية أو التركية أو الأندلس أو إكسفورد أو كمبردج أو يالي".
ورجحت مصادر تربوية في صنعاء أن الجماعة تسعى إلى إطلاق مسميات طائفية على كافة منابر التعليم العام والأهلي بما يتواءم والثقافة الإيرانية التي جاء بها مؤسس الجماعة حسين الحوثي في ملازمه الخمينية.
ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء في سبتمبر(أيول) 2014 أقدمت على تبديل أسماء العشرات من المنشآت الحكومية والقاعات والمدارس والمساجد وأطلقت عليها مسميات طائفية.
الحوثيون يعكفون على محاكمة ترمب في الحديدة... واليمنيون يسخرون
أصدروا تعميما بمنع الأسماء الأجنبية للمدارس والمعاهد
الحوثيون يعكفون على محاكمة ترمب في الحديدة... واليمنيون يسخرون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة