كاترين دونوف جدة إرهابي في آخر أفلامها

ترفض الاحكام المسبقة بأنها ممثلة «باردة» أو «نار تحت الجليد»

لقطة من فيلم دونوف الجديد
لقطة من فيلم دونوف الجديد
TT

كاترين دونوف جدة إرهابي في آخر أفلامها

لقطة من فيلم دونوف الجديد
لقطة من فيلم دونوف الجديد

بعد الاستقبال الفاتر الذي واجهه الفيلم عند عرضه، خارج المسابقة، في مهرجان برلين السينمائي الأخير في ألمانيا، ينزل إلى الشاشات الفرنسية فيلم «الوداع لليل»، آخر أفلام المخرج أندريه تشيني وبطولة كاترين دونوف. إنهما اسمان كفيلان باجتذاب الجمهور، بالإضافة إلى أن موضوع الفيلم يستهوي الجمهور المشحون بالخوف من الإسلام. لكن النتيجة ضعيفة والسيناريو لا يمكن أن يقنع ضفدعة.
ودونوف التي فرض عليها التقدم في السن أن تنتقل من أدوار المحبوبة الشابة إلى أدوار الأم، تدشن حالياً مرحلة القبول بأدوار الجدة. لكنها دائماً تلك السيدة الجميلة التي لا تتنازل عن أناقتها وزينتها. وهي في هذا الفيلم تؤدي شخصية مورييل، المرأة الحيوية التي تملك مزرعة لتربية الخيول والتدريب على الفروسية. ويحدث أن يأتي حفيدها أليكس لزيارتها وقضاء أيام قلائل عندها في المزرعة (يقوم بالدور كاسي موتيل كلين). يقول لها إنه جاء ليودعها لأنه ينوي السفر للاستقرار والعمل في كندا. ونرى الجدة سعيدة جداً بوجوده عندها.
لكن الحفيد مثقل بنفسية هشة بسبب فقدانه والدته في حادث غرق وعجز والده عن إنقاذها. ثم زواج أبيه من امرأة ثانية ونسيان الزوجة الأولى. ثم تمضي الأحداث لنكتشف أن الشاب قد اعتنق الإسلام، وهو على علاقة بليلى وجماعتها من المتشددين، وهي شابة مسلمة تحلم بالجنة، تشجعه على التطرف والالتحاق بقائد مجموعتها الذي يخطط لعملية إرهابية. (تقوم بالدور الممثلة علية عمامرة). إن الحفيد لا يتورع عن سرقة النقود من جدته لكي يتم الإنفاق على المخطط الإرهابي. وهو لا ينظر إلى ما قام به على أنه عمل غير أخلاقي، لأن ليلى تؤكد له أن سرقة الكفار حلال.
بهذه الأفكار النمطية المسبقة عن دوافع التطرف، يبدو المخرج الفرنسي تشيني واقعاً في فخ السذاجة التي لا تليق بتاريخه. أما كاترين دونوف، فهي عندما تكتشف حقيقة ما يدور في بال حفيدها، تعجز عن تغيير قناعته وتضطر للإبلاغ عنه. ولعل قبولها هذا الدور يأتي من رغبتها في الاستمرار على الشاشة، وكذلك التنويع في الشخصيات التي تؤديها. وجرياً على عادتها، فإنها تستقبل الصحافيين في فندق أنيق من فنادق الضفة اليسرى لنهر السين. يستغرب السياح اليابانيون القلائل حين يجدون النجمة الشقراء تلتفت نحوهم لتستأذنهم: «هل يزعجكم أن أدخن سيجارة؟».
ملامحها ما زالت تشبهها رغم العديد من عمليات الشد والنفخ. وكان المخرج الراحل فرنسوا تروفو يقول إن المرء لا يمكنه تحويل نظره عن وجه كاترين دونوف الجميل. إن نصف القرن الذي أمضته في مهنة التمثيل لم يعلمها التروي. وهي تتكلم بسرعة وتبتلع نهايات العبارات. كما أنها تتهرب من الحديث عن أدوارها الأخيرة وتمضي في الكلام عن هوايتها في التجوال بأسواق التحف القديمة. ثم حين يكون لا بد من قول رأيها دورها في «الوداع لليل»، تقول إنه ثامن فيلم لها مع المخرج أندريه تشيني الذي تصفه بأنه شقيقها في السينما. وقد ابتدأ مشوار التعاون المثالي بينهما في عام 1981 مع فيلم «فندق أميركا».
لبت البطلة رغبة مخرجها وصبغت شعرها بلون قاتم. تخلت لضرورات الدور عن فساتينها القصيرة وأحذيتها ذات الكعوب العالية وارتدت سترة كاكية واسعة وجزمة من الكاوتشوك. كيف تتصرف صاحبة مدرسة الفروسية حين تكتشف أن حفيدها الوحيد يبتعد عنها ليصلي في حظائر المزرعة، ويعقد لقاءات سرية مع أشخاص غرباء ويستعد للالتحاق بـ«داعش»؟ الدور يتطلب فهماً عميقاً وتحضيرات مسبقة وأداء من نوع قابل للإقناع. وهي صفات قد لا تتوفر للنجمة الفرنسية التي اعتمدت في مسيرتها على جمالها أكثر من موهبتها. مع هذا، فإن هناك ما بقي يستهوي المخرجين في دونوف، وهو كونها امرأة حرة حرية عميقة في أفكارها وتصرفاتها. وهذه الحرية هي التي تشجعها على قبول أدوار تتحدى فيها طاقتها.
بعد هذا الفيلم، تشاركت دونوف مع مواطنتها جولييت بينوش في فيلم بعنوان «الحقيقة» للمخرج الياباني كوريدا. وجاء في الأخبار أن الدور مكتوب لها ومفصل على مقاساتها. وسعى المخرج لأن يلحق الفيلم بمهرجان «كان» السينمائي القريب. كما اختار المخرج سيدريك كاهن دونوف للظهور في فيلمه الجديد «عيد عائلي». ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هناك فيلم من النوع الكوميدي بعنوان «غابة جميلة»، جرى تصويره في جزيرة «الرينيون» الفرنسية لمخرج شاب في أول أفلامه هو فنسان ديديين. ومع كل هذا النشاط يحق للممثلة أن تبدي ضيقها بالبطاقات الجاهزة التي يلصقها النقاد عليها، وأشهرها أنها «باردة»، أو أنها «نار تحت الجليد»، وآخرها «المرأة بالغة الحرية». وهي تعترف بأن المرء يتغير مع العمر، بمعنى أنه يتخلى عن أمور كثيرة كان يعتبرها أساسية، دون أن يتخلص من القلق. إنه عندما يكبر يقلق لأسباب مختلفة عن تلك التي كانت تشغله في السابق. تعترف أيضاً بأن المرأة في سنها لا تعود تلقي مهمومة كثيراً بجمالها وبصورتها، لكن هذا لا ينفي أن الشكل هو مشكلة تواجه الممثلة في كل يوم.


مقالات ذات صلة

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.