علماء العالم ينشرون أول صورة التقطت للثقب الأسود

كتلته 6 ملايين كتلة الشمس ويبعد 54 مليون سنة ضوئية عن الأرض

المؤتمر الصحافي الذي بثت خلاله صورة الثقب الاسود (إ.ب.أ)
المؤتمر الصحافي الذي بثت خلاله صورة الثقب الاسود (إ.ب.أ)
TT

علماء العالم ينشرون أول صورة التقطت للثقب الأسود

المؤتمر الصحافي الذي بثت خلاله صورة الثقب الاسود (إ.ب.أ)
المؤتمر الصحافي الذي بثت خلاله صورة الثقب الاسود (إ.ب.أ)

أعلن فريق علمي دولي، أمس (الأربعاء)، تحقيق إنجاز في مجال الفيزياء الفلكية، بالكشف عن أول صورة تم التقاطها على الإطلاق لثقب أسود باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب، ما يتيح فرصة لفهم أفضل لهذه «الوحوش السماوية» التي تتمتع بقوة جاذبية هائلة لا يفلت منها أي جسم، أو ضوء.
وظهر الثقب الأسود في الصورة بخصائصه الحرارية وحوافه المظللة التي تنحني بالقرب منها أشعة الضوء المارة في الكون. وبدا الثقب مثل قرص متوهج بألوان البرتقالي والأصفر والأسود. وهو يظهر كبقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت.
وتمت إذاعة الخبر بشكل متزامن في مؤتمرات صحافية بواشنطن وبروكسل وسانتياغو وشنغهاي وتايبيه وطوكيو، بينما نشر العلماء الصورة في مجلة «استرونوميكال جورنال ليترز» المعنية بالدراسات الفلكية.
وكشف عن صورة الثقب الأسود، شيفرد دويلمان، مدير مشروع «إيفنت هورايزن تليسكوب» الذي عرضها في مؤتمر صحافي لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية بواشنطن.
وقال دويلمان: «لقد رأينا ما كنا نعتبره شيئاً غير مرئي... لقد رأينا والتقطنا صورة للثقب الأسود». وكان مشروع «إيفنت هورايزون تليسكوب»، وهو مشروع دولي مشترك بدأ عام 2012 قد أشرف على البحث في محاولة لرصد بيئة الثقب الأسود باستخدام شبكة عالمية من 8 أجهزة التليسكوب الراديوية المتمركزة على الأرض المنتشرة حول العالم. وتحقق هذه الشبكة العالمية دقّة في التفاصيل يستطيع العلماء من خلالها على سبيل المثال قراءة صحيفة في نيويورك وهم في برلين.
وقال العلماء إن الصورة تظهر الغاز (في الثقب) وهو ساخن إلى عدة ملايين من الدرجات، نتيجة تأثير جزء من قوة الجاذبية الشديدة التي يمتلكها الثقب.
وقالت جيسيكا ديمبسي، نائبة مدير مرصد «إيست أسيان» الفلكي في هاواي، التي أسهمت في اكتشاف الثقب الأسود، في حديث نقلته وكالة «أسوشييتد برس»، إن «الصورة تساعد العلماء في تأكيد نظرية النسبية العامة لأينشتاين». وأضافت أن أينشتاين توقع قبل قرن مضى أن يكون شكل الثقب متناظراً، وهو ما عثر عليه العلماء الآن.
وصرح أيفي لوب مدير «مبادرة الثقب الأسود» في جامعة هارفارد الذي لم يشارك في البحث، بأن الجاذبية تولد وتخلق تأثيرات «مضحكة»، حيث يرى المشاهد الضوء من خلف الثقب الأسود، لأن الضوء ينحني ويدور حول الثقب الأسود نفسه.
وتمثل الصورة شكلاً للثقب الأسود في المجرة المسماة «إم 87» التي تقع على مسافة 54 مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية تساوي 9.5 تريليون كيلومتر تقريباً. وتبلغ كتلة الثقب نحو 6 ملايين كتلة الشمس.
وقال العلماء إن التقاط أول صورة لثقب أسود يجسد التعاون بين أكثر من 200 باحث على مستوى العالم. وتُعرف الثقوب السوداء بأنها «موطن اللامعقول» بشرياً، إذ إن كتلة هذه الثقوب مضغوطة بشدة وتجعل من المستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها، بما في ذلك الضوء. والثقوب السوداء لا تُرى، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها. وترتفع درجة حرارة هذه الثقوب كثيراً، مما يجعلها تسطع بشكل مميز تستطيع التلسكوبات المتطورة رصده.
وتتعدد أحجام الثقوب السوداء، وتتشكل عند انهيار نجوم هائلة في نهاية دورة حياتها. وعلى سبيل المثال فلكي تتحول الكرة الأرضية إلى ثقب أسود يجب أن تتحول إلى كرة نصف قطرها 0.9 سنتيمتر، وكتلتها كتلة الأرض الحالية، أي أن مادتها تنضغط لجعلها بلا فراغات بينية في ذراتها وبين جسيمات أنوية ذراتها، وذلك يجعلها صغيرة ككرة الطاولة في الحجم بينما تبقى كتلتها الهائلة على ما هي عليه.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.