عبد الله السليمان الحمدان... الوزير السعودي الأشهر في الدولة الناشئة

كتاب جديد يتناول سيرته وتاريخه

عبد الله السليمان الحمدان... الوزير السعودي الأشهر في الدولة الناشئة
TT
20

عبد الله السليمان الحمدان... الوزير السعودي الأشهر في الدولة الناشئة

عبد الله السليمان الحمدان... الوزير السعودي الأشهر في الدولة الناشئة

يعد الشيخ عبد الله السليمان الحمدان أحد الشخصيات التي عاصرت مرحلة توحيد وتأسيس السعودية الحديثة، وعرف عنه أنه الوزير الأشهر في البلاد، وسجل اسمه كشخصية ثرية، ووردت سيرته في العديد من المصادر والمؤسسات البحثية داخل السعودية وخارجها، ونال شهرته بحكم معايشته مراحل البناء في الدولة السعودية الثالثة.
وقاد هذا النجاح والحضور الباحثين إلى الحديث عن شخصيته، ومنهم الدكتور عبد الرحمن بن سعد العرابي، في كتابه الذي صدر مؤخراً بعنوان: «عبد الله السليمان الحمدان... سيرة وتاريخ»، الذي أشار فيه إلى أن شخصية عبد الله السليمان الحمدان تمثل جزءاً هاماً ومؤثراً من التاريخ الوطني السعودي، وأن الشخصية التي تناولها «ليست واحدة، بل مكونة من شخصيات عدة، ففي الجانب الرسمي كان مسؤولين في مسؤول، ووزراء في وزير، وفي الجانب الذاتي هو كفاءات في كفاءة وقدرات في ذات واحدة، ومن الجانب الإنساني أناس في إنسان».
لقد حفلت سيرة وتاريخ وزير المالية الأشهر في الدولة الناشئة بالكثير من المحطات والأعمال اللافتة، وقد برز اسمه في اتفاقيات ومفاوضات اكتشاف النفط وتصديره التي وقعتها السعودية مع الشركات العالمية، إضافة إلى إنشاء التنظيمات الإدارية وتحولها إلى وزارات، وتوحيد الإدارة المالية بإنشاء وزارة المالية، وسك العملة وتأسيس مؤسسة النقد، كما سجل حضوراً في أدوار تنموية في البلاد الحديثة سواء أثناء عمله، أو بعد استقالته والمتمثلة في: مشروع الخرج الزراعي، وإنشاء مينائي جدة والدمام، وسكة حديد الرياض، كما كانت له جهود لافتة بنشر التعليم من خلال دعم مدرسة الصحراء في مسيجيد في منطقة المدينة المنورة التي تأسست عام 1946م، وهي أول مدرسة لأبناء البادية لإلحاقهم بالتعليم النظامي. وكان له حضوره أيضاً في توسعة المسجد النبوي بعد أن أصدر الملك عبد العزيز بياناً في 1949. يبشر الشعب فيه اعتزامه القيام بتوسعة الحرمين الشريفين، بدءاً من المسجد النبوي، وأصدر أوامره إلى الأمير سعود ولي العهد آنذاك، والأمير فيصل نائب الملك في الحجاز للإشراف على المشروع، كما كلفه الملك المؤسس بتوقيع عقد التأسيس لإذاعة لاسلكية تقام في بلاده الناشئة في منتصف 1949.
وبعدها بأشهر أصدر الملك عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتأسيس نظام إذاعي في بلاده وتم اختيار جدة لتكون مقراً لأول نظام إذاعي منشأ، وألحقت الإذاعة عام 1952. بوزارة المالية تحت مسمى إدارة الحج والإذاعة، حيث كانت الأولوية لنقل مناسك الحج إذاعياً لإسماعها إلى العالم، وبإشراف من وزير المالية الحمدان، وعندما أصدر الملك عبد العزيز عام 1934م، أمراً بإنشاء «وكالة الدفاع»، عين الحمدان وكيلاً لها وربطها بوزارة المالية، إضافة إلى أعمال أخرى، وعدت وكالة الدفاع مرحلة متقدمة لبناء قوة وتنظيمات عسكرية غير تقليدية.
ووافق الملك عبد العزيز على مقترح وزيره عبد الله الحمدان بتكوين شركة أميركية - إنجليزية لاستخراج المعادن، ووافق الملك على تأسيس شركة للمعادن باسم «نقابة التعدين العربية السعودية»، حظيت بدعم أميركي وبريطاني إلى جانب الحكومة السعودية، وتم توقيع اتفاقية التعدين عام 1934م، وبدأ الإنتاج من خام الذهب والفضة المركزة عام 1939م، بعد سنوات من أعمال البحث والتنقيب في منجم الذهب المعروف بـ«المهد».
وسجل الوزير الحمدان جهوداً في تأمين المياه من سكان جدة، بعد أن عانت المدينة من ندرة المياه لعدم وجود مصادر مياه صالحة للشرب والاستخدام البشري سوى ما تجود به مياه الأمطار وهي نادرة جداً، حيث كان السكان يقيمون في منازلهم مخازن لتلك المياه أطلق عليها «صهاريج»، وتم حل هذه المشكلة حيث أمر الملك عبد العزيز وزير ماليته بجلب المياه إلى جدة مهما كلفت من مبالغ ونفقات وفي أقصر وقت من خلال مشروع «عين العزيزية».
وبعد استقالته عام 1954. وخروجه من دائرة العمل الحكومي واصل الوزير عبد الله الحمدان جهوده لخدمة وطنه ومواطنيه من خلال العمل بمفرده لإنشاء أول مصنع للإسمنت في الأراضي السعودية احتضنته مدينة جدة كما حول السليمان آماله وحرصه على رؤية المدن السعودية تضم فنادق عالية المستوى إلى واقع، من خلال إنشاء أول فندق حديث يقام في أرض السعودية أطلق عليه فندق «بنك مصر»، ثم أسس فندق قصر الكندرة الذي عد آنذاك أول فندق من الدرجة الأولى في السعودية، ثم ألحقه بتأسيس فندق بالاس، ثم فندق البساتين مشكلاً بتلك البدايات لصناعة فندقية في كافة أنحاء السعودية، كما ساهم الحمدان بتحويل فكرة إنشاء جامعة في جدة إلى واقع من خلال إنشاء جامعة الملك عبد العزيز الأهلية، حيث تبرع بمزرعته شرق مطار جدة وقصوره فيها لتصبح مباني للجامعة وتخرج الفكرة من طور الخيال إلى عالم الحقيقة، كما كانت له جهود سابقة من خلال إنشاء مصنع كسوة الكعبة، وإلغاء الرسوم عن الحجاج وإنشاء أول ساعة للتوقيت بنيت حول المسجد الحرام في 1933. بأمر من الملك عبد العزيز تشاهد من مسافات بعيدة وتسمع دقاتها ممن هم حول المسجد والبعيدين عنه.
وبالإضافة إلى هذا الحضور للوزير الحمدان في النواحي التنموية في البلاد الناشئة كان له حضور سياسي أثناء مراحل التأسيس بإنجاز المهمات التي أوكلها إليه الملك المؤسس والتي تتعلق بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية الحياة اليومية داخل المناطق التي كانت هدفاً للملك عبد العزيز لضمها إلى دولته.
وقد نال الراحل الذي توفي في جدة عام 1965م، عن عمر يناهز الثمانين عاماً ثقة الملك عبد العزيز الذي قال عنه في أكثر من مناسبة: «عبد الله السليمان عصابة رأسي»، كما نال ثقة أبناء الملك المؤسس وأحفاده.


مقالات ذات صلة

رحلة باتجاه واحد

ثقافة وفنون رحلة باتجاه واحد

رحلة باتجاه واحد

حين يقرر الإنسان السفر، تراوده مشاعر القلق والترقب، لكنه يجد في التجربة مغامرةً وتجديداً

حمدي العطار (بغداد)
كتب تشارلي إنجلش

الكتب مهّدت لانتصار الغرب الحاسم في الحرب الباردة

يبدو اسم كتاب صحافي «الغارديان» البريطانية تشارلي إنجلش الأحدث «نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية» أقرب لعنوان رواية جاسوسيّة منه لكتاب تاريخ

ندى حطيط
كتب العالم اللغوي الهولندي سترومر ينجز قاموساً لـ«لغة الشلوح»

العالم اللغوي الهولندي سترومر ينجز قاموساً لـ«لغة الشلوح»

صدر حديثاً أول وأضخم قاموس شامل (التشلحيت - الفرنسية) في مارس (آذار) عام 2025 عن دار «بريل» للنشر (لايدن)، وهو ثمرة 4 عقود من العمل الدؤوب للعالم ، هاري سترومر.

نجاة تميم (امستردام)
ثقافة وفنون «الليلة الكبيرة»... الواقع والفانتازيا يمتزجان عبر لغة ساخرة

«الليلة الكبيرة»... الواقع والفانتازيا يمتزجان عبر لغة ساخرة

يستدعي عنوان رواية «الليلة الكبيرة» للكاتب محمد الفولي حالة من الحنين أو «النوستالجيا» لأوبريت مسرح العرائس الأشهر الذي يحمل الاسم نفسه وتربت عليه الأجيال

منى أبو النصر (القاهرة)
ثقافة وفنون عبد العزيز المانع

كرسي عبد العزيز المانع... إضافات ثريَّة إلى اللغة العربية

وأنا أكتب عن كرسي الدكتور عبد العزيز المانع في جامعة الملك سعود، وما أضافه هذا الكرسيُّ من إنجازات لهذه الجامعة العريقة، وبالتالي إلى لغتِنا العربية

عبد الجليل الساعدي

الكتب مهّدت لانتصار الغرب الحاسم في الحرب الباردة

تشارلي إنجلش
تشارلي إنجلش
TT
20

الكتب مهّدت لانتصار الغرب الحاسم في الحرب الباردة

تشارلي إنجلش
تشارلي إنجلش

يبدو اسم كتاب صحافي «الغارديان» البريطانية تشارلي إنجلش الأحدث «نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية» أقرب لعنوان رواية جاسوسيّة منه لكتاب تاريخ، لكن الواقع أن هذا النص المشغول بنفس روائي ظاهر يسجّل واحدة من أغرب حلقات تاريخ الحرب الباردة التي استخدمت فيها الكتب والمطبوعات المحظورة من قبل المخابرات الأميركيّة كسلاح لتقويض قبضة حكومات الكتلة الشرقية على مواطنيها، ونشر الثقافة الغربيّة في أوساطهم كنقيض للآيديولوجيّة الشيوعيّة.

تبدأ الحكاية من الخمسينات في القرن الماضي مع جيرزي جيدرويك الناشر البولندي المهاجر إلى فرنسا الذي أطلق «كولتورا – أي الثقافة» كمنبر أدبي دوري اجتمع حوله المثقفون البولنديون المعادون للنظام الشيوعي في وارسو.

لكن المجلّة تعثرت مالياً، إذ كان التمويل شحيحاً بالنظر إلى تعاطف كثير من المثقفين الفرنسيين مع التجربة السوفياتيّة، وكذلك ضعف المبيعات بسبب غلبة الفقر على الجاليات البولنديّة في المنافي بعد الحرب العالمية الثانية. وهكذا وجد جيدرويك نفسه يبحث عن منقذ لـ«كولتورا» على الجانب الآخر من الأطلسي، ليقع في براثن ضباط المخابرات المركزيّة الأميركيّة الذين كانوا ينقبون بحماس عن أسلحة جديدة في حربهم الباردة ضد الكتلة الشرقيّة.

العشرة آلاف دولار الأولى التي تلقتها «كولتورا» من المخابرات المركزيّة أصبحت فاتحة تعاون مع جيدرويك استمر لأربعين عاماً تالية، وتضمّن إلى الدّفعات المنتظمة للمجلة العملَ على ترجمة ونشر عشرات الكتب الأدبية والفكريّة المحظورة من قبل الحكومة الشيوعيّة، ومن ثم ابتداع طرق لتهريب طبعاتها بالإنجليزية والبولندية إلى داخل بولندا، وتنظيم شبكات على الأرض هناك لتنظم عملية تناقلها بين المتعلمين.

لم يكن جيدرويك سوى واحد من ناشرين أوروبيين أدارهم مكتب برنامج نشر الكتب في مركز الصحافة (الحرة) التابع لوكالة المخابرات المركزية وأداره حينئذ جورج ميندن الذي كان مثقفاً رفيعاً وعلى قناعة أكيدة بمضاء سلاح الكتب وقدرة الأدب على تحدي الدّوغما الشيوعية.

برنامج ميندن لم يكتفِ بنشر وتهريب المواد المطبوعة إلى ما وراء الستار الحديدي، بل أرسل للمنشقين - من خلال التهريب في ثلاجات الشاحنات التجارية - ماكينات تصوير ومطابع كاملة مع الحبر اللازم لتشغيلها، ليتولى هؤلاء بأنفسهم نشر وطباعة مواد تُبقي على التواصل الثقافي مع الغرب، وتهز قناعات المواطنين بالدعايات الرسميّة.

لقد شملت أنشطة نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية مختلف دول الكتلة الشرقيّة بما فيها الاتحاد السوفياتي نفسه، لكن البرنامج البولندي الذي يؤرخ له إنجلش كان دون شك الأكبر والأكثر نجاحاً. ودفعت المخابرات المركزية لعدد من الناشرين مقابل الكتب التي كانت تتسلمها منهم في باريس ولندن لتتولى تهريبها بعد ذلك إلى بولندا. وصلت الطرود التي يحملها مسافرون لأسباب مختلفة في أمتعتهم الشخصيّة، أو خُبئت في جوانب السيارات، أو أخفيت في أسقف مراحيض قطارات النوم التي كانت تسافر ذهاباً وإياباً بين باريس وموسكو وتتوقف في بولندا على الطريق، لتصل إلى أيدي أشخاص كانوا نشيطين في توزيع الكتب على الأرض، لا سيّما من بين النساء الأقل عرضة للملاحقة، وعبر شبكات من المكتبات الطائرة، أي التي تتناقلها الأيدي ولا تبقى على الرفوف، ضمت عشرات الآلاف من القراء الذين تتبع كل مجموعة منهم منسقاً يتولى مناقلة النسخ بينهم.

وبحسب نسخة من ترجمة بولندية لرواية جورج أورويل الشهيرة «1984» كانت ملكاً للكاتبة والمنشقة البولندية تيريزا بوغوكا وتحتفظ بها الآن إحدى المكتبات العامة في وارسو، فإن الكتب المعدة للتهريب وراء الستار الحديدي كانت تموه بأغلفة وصفحات أولى ذات موضوعات تقنية لا تثير الاهتمام كي تقلل من احتمال اكتشافها بالخطأ.

ومن اللافت أن المخابرات المركزية رغم ذلك الجهد كلّه لم تعمد إلى التأثير مباشرة على الخط التحريري للناشرين، واعتمدت دائماً عليهم في اختيار العناوين والموضوعات والكتاب المحليين، وساعدتهم كذلك في الحصول على حقوق أعمال روائية وفكرية مناهضة للفكر الشمولي من اختيارهم مثل «1984» و«مزرعة الحيوانات» لجورج أورويل، و«أرخبيل الغولاغ» لألكسندر سولجينتسين، و«عالم جديد شجاع» لألدوس هكسلي، و«دكتور زيفاغو» لبوريس باسترناك، وأعمال أخرى لمؤلفين مثل ناديجدا ماندلستام، وجوزيف برودسكي، وجون لو كاريه، وهانا أرندت، وكورت فونيغوت، وألبير كامو، وأجاثا كريستي وفيليب روث وفيرجينيا وولف وفاتسلاف هافيل، بالإضافة إلى نسخ من دوريات مثل «مانشستر غارديان ويكلي» و«ونيويورك ريفيو أوف بوكس».

يذكر إنجلش أن جيدرويك كلف من جهته عدداً من البولنديين المهاجرين بالكتابة في «كولتورا» ونشر لهم أعمالهم وعرّف الجمهور البولندي بهم، ومنهم جومبروفيتش الذي كتب يوميات تعد من تحف أدب الحداثة الأوروبية، وكذلك الشاعر تشيسلاف ميلوش، الذي منح لاحقاً جائزة نوبل للآداب.

أدار مكتب برنامج نشر الكتب في مركز الصحافة (الحرة) التابع لوكالة المخابرات المركزية جورج ميندن الذي كان مثقفاً رفيعاً مؤمناً بمضاء سلاح الكتب وقدرة الأدب على تحدي الدّوغما الشيوعية

استمر نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية حتى نهاية عقد الثمانينات رغم قطع التمويل عنه أكثر من مرّة، لكن من حسن حظ الناشرين البولنديين تحديداً أن زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جيمي كارتر، وكذلك ريتشارد بايبس كبير الخبراء بالشؤون الروسيّة في وكالة المخابرات المركزية كانا من جذور بولندية، فتدخلا دائماً لاستئناف التمويل.

لا يمتلك قارئ «نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية» إلا أن يتساءل عن القيمة الفعلية التي أسدتها أنشطة هذا النادي في إطار الحرب الباردة، أم أن كل الأمر كان مجرد هوس شخصي كبير لجواسيس بالقراءة والكتب؟

لا يمكن بالطبع تقديم إجابة محددة عن هذا السؤال، لكن عدد الأشخاص الذين قرأوا كتباً من الثقافة الغربيّة ولمنشقين شرقيين أيضاً أرسلتها المخابرات الأميركيّة كان في بولندا وحدها عدة ملايين، ومن هؤلاء كثيرون ممن كانوا يقرأون باللغة الإنجليزية ويعتبرون بلادهم جزءاً من فضاء أوروبا الغربيّة لا مجرد جرم تابع لروسيا، ولذلك فقد كان استمرار تدفق أعمال الأدب الفرنسي والبريطاني والأميركي إلى أيديهم مهماً لديمومة هذا الوعي عبر العقود. والحقيقة أن من بين هؤلاء كانت بداية النهاية للإمبراطورية السوفياتية. إذ إن جهود الحكم الشيوعي في وارسو لقمع نقابيي حركة تضامن - التي بدأت من أحواض بناء السفن في غدانسك عام 1980 - لم تفلح في وقف اندفاعة الشعب البولندي للمطالبة بالحريات والحياة الأفضل، قبل أن تنتقل شرارة تمردهم إلى ألمانيا الشرقية المجاورة لينهار جدار برلين 1989 ويعاد توحيد الألمانيتين، في وقت كانت هيكلية الحكم في موسكو منخورة بالفساد وغير قادرة على وقف عاصفة التغيير التي بدأت من بولندا، وسحقت الاتحاد السوفياتي نفسه في 1991.

ربما لم يشهد إريك بلير (جورج أورويل) أو بوريس باسترناك تلك الدراما التاريخية المذهلة، لكن أعمالهما – ضمن آخرين – كانت حاضرة دائماً، وحتماً من أمضى معاول الهدم التي أسست المناخ لانتصار الغرب الحاسم في الحرب الباردة.

* Charlie English, «The CIA Book Club: The Gripping New History of the Best-Kept Secret of the Cold War», William Collins, 2025.