تعيش العاصمة التونسية على وقع الدورة 35 من معرض تونس الدولي للكتاب، وتفتح صفحات الكتب والمؤلفات من 5 إلى 14 أبريل (نيسان) الحالي أمام آلاف الزائرين الباحثين عن «خير رفيق» والشغوفين بالنهل من المعارف المختلفة. المعرض يحمل للمرة الثالثة على التوالي شعار «نقرأ... لنعيش مرتين»، وهذا الشعار، كما يقول شكري المبخوت مدير المعرض، «مثقل بالدلالات»، وهو يؤكد على أن الكتب تهدينا أكثر من حياة، وتهبنا عمراً أطول مما نعيشه في الواقع، على حد تعبيره.
ويضيف المبخوت أن معرض تونس الدولي للكتاب استعاد كثيراً من بريقه السابق، وساهم في تعزيز مكانة الكاتب والناشر التونسيَيْن، وذلك من خلال مراعاة الجوانب الفكرية والثقافية والتربوية في برمجة مختلف أنشطة المعرض.
وتسجّل هذه الدورة مشاركة 319 عارضاً من 24 بلداً، من بينهم 116 عارضاً من تونس، و121 عارضاً عربياً وأجنبياً، بالإضافة إلى مشاركة 12 جمعية ومنظمة ومؤسسة. وتحل بولندا ضيف شرف أنشطة الأطفال، خلال هذه الدورة، وبرمجت الهيئة المديرة للمعرض أكثر من 60 لقاءً ثقافياً بمشاركة أدباء ومثقفين وكُتّاب من مشارب متنوّعة، فيما تستضيف ولاية (محافظة) بنزرت (شمال تونس) ممثلة عن الجهات لتعرّف بكتابها ومخزونها الثقافي والتراثي.
ويطرح معرض تونس الدولي للكتاب موضوع «الحريات الفردية والمساواة»، وهذا ما سيجعل الجدل الثقافي والسياسي يعود إلى الواجهة، خصوصاً أن هذه المسألة مطروحة للنقاش حالياً في تونس، وهي تثير جدلاً وتطرح قراءات مختلفة ولا يوجد حولها أي إجماع.
وفسرت هيئة المعرض هذا الخيار في طرق أبواب هذا الموضوع المثير للجدل والنقاش والحوار الحاد بإيمانها بأن «النشاط الثقافي في المعرض يسعى إلى فتح فضاءات للحوار تنطلق من الكتب والمصنفات الفكرية والأدبية». واعتبرت أن هذا الاختيار يحاول الربط بين شواغل المجتمع التونسي وآراء الكتاب والمفكرين بهدف إقامة صلة بين معرض تونس الدولي للكتاب ومحيطه الثقافي والاجتماعي من جهة، وفتح قنوات التواصل بين المفكّرين والجمهور من جهة ثانية.
ومن المنتَظَر برمجة مجموعة من الأنشطة الثقافية والفكرية حيث سيتم تسليط الضوء من خلال هذا المعرض على «واقع الفكر الماركسي بعد مائتي عام»، و«الشباب والحريات الفردية»، و«حقوق السجين وكرامته في تونس»، و«المساواة بين الجنسين»، وهي محاور تصبّ كلها في مجال الحريات الفردية، مما سيجعل الحوار مستفيضاً حولها. ويكرّم المعرض، خلال هذه الدورة، مجموعة من الفنانين والنقاد والكُتّاب التونسيين، من بينهم الناقد الثقافي أحمد حاذق العرف، والفنانة المسرحية جليلة بكار، والفنان المسرحي توفيق الجبالي، والشاعرة والروائية فضيلة الشابي، والكاتب المسرحي فرج شوشان.
انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب وسط جدل حول الحريات الفردية والمساواة

انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب وسط جدل حول الحريات الفردية والمساواة

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة