الشركات الألمانية العملاقة ستستغني عن مائة ألف وظيفة

عمال شركة {توسن كورب} العملاقة خلال إضراب في دورتموند في فبراير الماضي (رويترز)
عمال شركة {توسن كورب} العملاقة خلال إضراب في دورتموند في فبراير الماضي (رويترز)
TT

الشركات الألمانية العملاقة ستستغني عن مائة ألف وظيفة

عمال شركة {توسن كورب} العملاقة خلال إضراب في دورتموند في فبراير الماضي (رويترز)
عمال شركة {توسن كورب} العملاقة خلال إضراب في دورتموند في فبراير الماضي (رويترز)

بينما تعرض ألمانيا حاليا على العمّال من كافة الجنسيات مئات آلاف الوظائف الشاغرة، لكن في المقابل فإن قسما من شركاتها العملاقة المدرجة أسهمها في مؤشر «داكس» الألماني الرائد تنوي تسريح عشرات آلاف الموظفين لديها لأسباب ثلاثة رئيسية هي، مواجهة التباطؤ الاقتصادي وإعادة هيكلة أعمالها وأنشطتها الدولية، فضلا عن تحديث بنيتها التحتية الإنتاجية للمحافظة على مستوى عال من التنافسية محليا وخارجيا.
وضمن برنامج ادخار سيغطي الأعوام العشرة القادمة تريد شركات ألمانية كبيرة تسريح مائة ألف موظف لديها لتوفير 20 مليار يورو (22.4 مليار دولار) حسب خبراء أسواق العمل في برلين.
في هذا الإطار يقول الخبير سيمون سينيك في وزارة العمل ببرلين إن ما يحصل داخل الشركات الألمانية الكبرى ليس إلا إعادة تموضع في أسواق العمل والتجارة معا. فمن جهة زادت هذه الشركات معاشات موظفيها نحو 3.1 في المائة خلال 2018، ومن جهة أخرى تريد احتواء تكاليف طواقمها العمالية لتحويلها إلى زيادة في الاستثمارات داخل قطاع البحث والتطوير. وفي الوقت نفسه يتم التخطيط لتوظيف الأيادي العاملة الجديدة صاحبة الكفاءة.
ويتابع: «نتوقع أن تؤدي استراتيجيات هذه الشركات الادخارية إلى الاستغناء عن خدمات مائة ألف موظف في ألمانيا سيتم تسريحهم على دفعات سنوية تمتد طوال الأعوام العشرة المقبلة. وفي حال جرى دمج مصرفي دويتشه بنك وكوميرس بنك معا فعلينا أن نتوقع زيادة إضافية في حركة التسريح هذه تتراوح بين 20 و30 ألف موظف».
ويختم بالقول: «تعتبر فولكسفاغن الألمانية بين أهم الشركات التي قررت الاستعانة بعملية التسريح للتأقلم مع عصر جديد من إنتاج السيارات يتميز بثورة تكنولوجية لا سابق لها، ففي عام 2016 قررت فولكسفاغن تسريح 30 ألف عامل بحلول عام 2020، ولغاية عام 2023 تنوي التخلص من 5 إلى 7 آلاف موظف إضافي. ورغم كل شيء لا يمكننا الربط بين موجات التسريح التي تجرف معها آلاف الموظفين ووضع كارثي لسوق العمل المحلية. على العكس، في موازاة حركة التسريح هذه، تعرض الشركات وظائف جديدة ومهنا جديدة تتناسب مع عصرنا الرقمي. ومن المتوقع أن تستقبل شركة فولكسفاغن عشرة آلاف موظف جديد تدريجيا. أما شركة بي إم دبليو فهي تخطط لادخار 12 مليار يورو بحلول عام 2022 من دون أن تقوم بأي عملية تسريح هذا العام».
في سياق متصل تشير الخبيرة ستيفاني فوغل من مرصد الأبحاث الاقتصادية في برلين إلى أن شركات عملاقة مثل دويتشه بوست وتوسن كروب تعاني من ضغوط سببتها تكاليف العمل العالية لديها. فشركة البريد الألماني دويتشه بوست لديها 520 ألف موظف حاليا. ولقد سبق أن أعلنت عن برنامج لادخار 400 مليون يورو سنويا. وللآن لا تنوي تسريح موظفيها. على العكس هي تستعد لتجنيد خمسة آلاف موظف جديد. وفي مطلق الأحوال تدرس إدارتها برنامج إعادة هيكلة بطابع اندماجي مع عدة قطاعات تجارية وطنية. وقد يؤول تفعيل هذا البرنامج إلى تسريح مئات الموظفين من شركة البريد الألماني.
وتختم: «يرسو عدد الموظفين لدى شركة توسن كروب على 161 ألفا، ومع أن إدارتها قررت تسريح ألفي عامل، إلا أن العدد النهائي قد يتخطى بسهولة هذا السقف. وبالنسبة لعملاقة الطاقة الألمانية آر دبليو إي فهي قد تسرّح 5 آلاف موظف مقارنة بـ2900 موظف في شركة سيمنز و12 ألف موظف لدى شركة باير الصيدلانية التي تعمل على تسريع تفعيل برنامج التسريح والانتهاء منه بحلول عام 2021، خصوصا بعد شرائها شركة مونسانتو.
ومن غير الواضح بعد ما سيكون مصير 3200 موظف لدى شركة لوفتهانزا للطيران الذين لا يوجد لديهم الكفاءات الضرورية لرقمنة أنشطتها كما يجب».


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مجموعة «لوتاي» الصينية تبحث إنشاء مصنع في مصر

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
TT

مجموعة «لوتاي» الصينية تبحث إنشاء مصنع في مصر

رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال لقائه وفد شركة «لوتاي» الصينية في مقر الهيئة بالقاهرة (هيئة الاستثمار المصرية)

أعلنت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، أن مجموعة «لوتاي» الصينية، أكبر مُنتج للأقمشة المصبوغة والقمصان في العالم، تبحث خطة لتأسيس مصنع لها في مصر على مساحة نصف مليون متر مربع، وبتكلفة استثمارية تبلغ 385 مليون دولار.

وأوضح بيان صادر عن الهيئة، اليوم الاثنين، أن «الشركة تسعى إلى إنشاء سلسلة توريد كاملة في مصر، بدايةً من تصنيع الغزول، إلى الأقمشة، نهايةً بالملابس، مع توجيه كامل المنتجات إلى السوق الخارجية بمعدل تصدير 100 في المائة، لتسهم في تحقيق استراتيجية وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، المتمثلة في الاستثمار من أجل التصدير».

وأكد ليو ديمينج، مدير إدارة التسويق العالمي للشركة، أن «السوق المصرية تلبي كل احتياجات الشركة؛ من استقرار اقتصادي، واستدامة النمو، وتوافر العمالة المدرَّبة كماً وكيفاً، بالإضافة إلى عمق العلاقات بين مصر والصين، ما يسرع من تدفق الاستثمارات الصينية إلى مصر».

من جهته أكد حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن السوق المصرية تمتلك كل عوامل نجاح الاستثمارات الجديدة، بينما يقوم قانون الاستثمار ولائحته التنفيذية بدور المُحفز والمُشجع للاستثمارات الجديدة، مشيراً إلى أن متوسط نمو الاقتصاد المصري دائماً ما يتجاوز متوسط النمو في المنطقة.

وأشار هيبة إلى أن «مصر تتميز بوفرة في العمالة المُدربة والماهرة، كما ترتبط باتفاقيات تجارية تغطي 3 مليارات نسمة حول العالم، ما يضمن تدفق البضائع والخدمات المصرية دون قيود، وتُعدّ التكلفة الاستثمارية الخاصة بالإنشاءات والترفيق والخدمات الأساسية ضمن الأقل عالمياً».

واستعرض الرئيس التنفيذي للهيئة نُظم وحوافز الاستثمار المختلفة التي يجري إعدادها وفق احتياجات كل مشروع، مؤكداً أن مجموعة «لوتاي» الصينية مؤهلة للحصول على الحد الأقصى للحوافز المالية والتنظيمية التي يُقرها قانون الاستثمار، حيث تتماشى خطط الشركة مع التوجهات التنموية للحكومة المصرية من حيث توطين التكنولوجيا، والتشغيل الكثيف للعمالة، والاستثمار من أجل التصدير، وتنمية المناطق الأولى بالتنمية، كما أن المصنع الجديد لمجموعة «لوتاي» مؤهل للحصول على الرخصة الذهبية، وهي موافقة جامعة لكل التصاريح التي تحتاج إليها الشركة من أجل بدء النشاط حتى التشغيل الكامل والإنتاج، ويجري إصدارها خلال 20 يوم عمل فقط.