تقنيات مطورة لتحليل المشاعر الإنسانية «غير المحكيّة» في الإنترنت

أجهزتكم ستعرف عنكم أكثر مما تعرفون عن أنفسكم

تقنيات مطورة لتحليل المشاعر الإنسانية «غير المحكيّة» في الإنترنت
TT

تقنيات مطورة لتحليل المشاعر الإنسانية «غير المحكيّة» في الإنترنت

تقنيات مطورة لتحليل المشاعر الإنسانية «غير المحكيّة» في الإنترنت

لمعرفة المزيد عن التقنية القادرة على قراءة العواطف البشرية، شاهدوا الحلقة الأولى من مدوّنة «شود ذيس إكزيست؟» الصوتية التي تناقش تأثير التقنيات الناشئة على الإنسانية.
عندما نجلس مقابل شخص آخر على طاولة في أحد المقاهي ونسأله عن يومه، غالباً ما يردّ بجواب مهذّب مثل: «لا بأس». ولكن عندما يكذب هذا الشخص، يمكننا معرفة ذلك من تعبيره ونبرة صوته وتشنجاته وتقلّص عضلاته، لأنّ غالبية أحاديثنا ليست لغويّة.
يقرأ الناس المعاني الضمنية - الأدلّة غير المحكيّة - لمعرفة الحقيقة ويغوصون في عمق ما يقوله الآخرون ليفهموا معناه. واليوم، مع إجراء الكثير من الأحاديث عبر النصوص الإلكترونية، بات الكثير من الرسائل التي تحمل نصوصاً ضمنية، تبوح بمعلومات أقلّ من أي وقت مضى.
تسعى رنا القليوبي، الشريكة المؤسسة لشركة «أفيكتيفا» Affectiva المتخصصة في تعليم تحليل المشاعر sentiment analysis للآلات، لتحسين الأدوات التي نستخدمها واستعادة عظمة تبادل الأحاديث مجدداً. وفي مقابلة لها مع موقع «كوارتز»، قالت رنا القليوبي إنّ «قسماً كبيراً من التواصل (93 في المائة منه) يضيع في الفضاء الإلكتروني.
ويعاني الناس اليوم من «العمى العاطفي»، ولهذا السبب، بتنا نرى تعاطفاً أقلّ حول العالم. ومن وجهة نظرها، فإن الحلّ لا يكون في التوقف عن استعمال التقنية التي تجرّدنا من إنسانيتنا، بل بتصميم أدوات تفهم البشر حقّاً.
- تقنية رصد العواطف
تبتكر شركة القليوبي أدوات للإبحار في المسافة القائمة بين اللغة والمعنى.
وتقنياً، تعمل رنا القليوبي وزملاؤها على جمع قاعدة بيانات لتعابير الوجه من حول العالم للحصول على صورة شاملة للتواصل البشري. حتى اليوم، جمع الفريق 7.7 مليون وجه من 87 بلداً، مع خمسة ملايين إطار وجهي. والفكرة هنا هي إثبات أنّ قدرة الآلات على قراءة النصوص الضمنية التي نكتبها، ستمكّنها من تلبية حاجاتنا بشكل أفضل وفي أوضاع مختلفة.
> رصد تجاوب التلاميذ في الصفوف الإلكترونية. لنتحدّث عن التعليم الإلكتروني مثلاً. تخيّلوا أنّكم تحضرون صفاً ما عبر الإنترنت وشعرتم بالضياع خلاله. عندها، سيفهم الكومبيوتر ضياعكم عبر الكاميرا من عبوسكم ونظرتكم المحتارة، وسيعمد إلى تنبيه النظام بشكل يدفع المادّة التي تدرسونها إلى التجاوب معكم حسب حاجتكم بإعطائكم مزيداً من الأمثلة أو مسائل أقلّ صعوبة للحلّ؛ حتى أنّه قد يغيّر المواضيع لتفادي الإحباط، تماماً كما قد يفعل أي أستاذ في غرفة صفّ عبر تغيير النشاطات أو التكتيكات بما يتناسب مع شكل استجابة الطلاب للمادّة.
في حال استطاعت الآلات قراءة النصّ الضّمني، إذن ستنجح في تلبية حاجاتنا بشكل أفضل وفي حالات كثيرة.
> تحليل حالات التوحد. بدأ استخدام عمل القليوبي حقّاً وفي مجالات مهمّة. يساعد التحليل الآلي للأحاسيس الأشخاص المصابين بالتوحد الذين يواجهون صعوبات في تحليل المعنى الضمني العاطفي في المحادثات، على فهم الحديث بشكل أفضل من خلال تفسير بيانات الطرف الآخر وتزويدهم بمعنى كلامه.
يمكن لجهاز يشبه النظارة، أن يرسل إشارة لمرتديه عندما يفوّت أدلّة مهمّة غير محكية وذلك كي لا يعتمد على الكلام فحسب في الحكم على موقف معيّن.
- مشاعر مستخدمي الإنترنت
> مشاعر المشاركين في ندوات الإنترنت. تستخدم رنا القليوبي أداتها الخاصة أيضاً في قياس مستوى تلقّي المستمعين خلال الندوات عبر الإنترنت. وعادة، يعجز المحاضر عن تبيان ما إذا كان المستمعون يركزون فيما يقوله عند التواصل مع مجموعة عبر الشبكة.
ولكن مع المساعدة التقنية، سيتمكّن من الإحساس بمدى انخراط الجمهور بمحاضرته، وبالتالي، سينجح في إيصال رسالته بفعالية أكبر. وأضافت رنا القليوبي قائلة إنّ عرض معلومات على شاشة المتحدّث تطلعه على مستويات مشاركة المتلقّين وفقاً لتعابيرهم، سيساعده في تقديم محاضرة أفضل.
استخدم المعلنون هذه الأداة أيضاً لاختبار ردود الجمهور على حملة إعلانية محتملة. في الوقت الذي كان فيه المتفرجون يشاهدون الإعلان، كانت تقنية «أفيكتيفا» تعمل على تحليل تعابير وجوههم. وهكذا، يحصل المروّجون على لمحة أفضل عن النجاح المحتمل لإعلانهم من خلال تحديد عدد إجابات المشاهدين غير المحكية في الوقت الحقيقي.
> تعابير ونظرات سائقي السيارات. تحدّثت رنا القليوبي أيضاً عن إمكانية تجهيز السيارات بتقنية لمراقبة نظر السائق وتعابير وجهه، كما تفعل «كيا» مع سياراتها اليوم. عندها، ستتمكّن السيارة من تنبيه السائق عندما يتشتّت انتباهه عن الطريق. كما ستصبح قادرة على تفادي الحوادث قبل حصولها وببساطة عبر التركيز على الحالة الذهنية للسائق وتنبيهه عندما يتشتت انتباهه أو يشعر بالدوار.
وترى القليوبي أن مجالات استخدام تقنيتها لا تعدّ ولا تحصى. ولكن مع استمرار عملها عليها، وتحسّن ترجمة هذه التقنية للمعلومات غير المحكية التي تتضمنها المحادثات، زاد تساؤل الباحثة حول أهمية الأحاديث التي تجريها في حياتها الخاصة، وتفكيرها بعدد المرّات التي اكتفت فيها بالكلمات الصادرة عن الأشخاص، وبأنّها لو تنبّهت لضعف قدرة اللغة على الإقناع، لفهمت أنّ ما كانوا يقولونه وما عنوه فعلاً هما أمران مختلفان.
- أخلاقيات التقنية
لا شكّ أن هناك احتمالات لا تنتهي، لتوظيف التقنية العاطفية في استخدامات خطرة أيضاً، ففي حال وقوعها في أيادٍ غير مسؤولة، يمكن استعمال هذه الأداة التي تقرأ وتحلّل المشاعر البشرية لأغراض التمييز والتلاعب ولاستغلال البيانات الخاصة بمشاعرنا.
> استخدامات شريرة. كانت القليوبي وزملاؤها قد تعهدوا بعد السماح باستخدام أداتهم لأغراض الأمن والمراقبة. وتجدر الإشارة إلى أن الفريق المبتكر أثبت وفاءه بعهده بعد رفض عروض مربحة لتوقيع اتفاقيات ترخيص على حساب مبادئ أفراده. وكشفت القليوبي أن شركة «أفيكتيفا» ترفض عروضاً أسبوعية لمستثمرين مهتمين بتطوير تقنية ذات أهداف بوليسية.
لا تخفي خبيرة «التقنية العاطفية» أي أسرار وتريد للجميع أن يعي المخاطر التي قد تخفيها أداتها، لأنها تعتقد أننا بحاجة للتفكير حول كيفية تطوير هذه الأدوات واستخدامها، وما قد تعنيه للمستقبل. وتعبّر رنا القليوبي بثقة عن أنّ هذه ليست إلّا البداية بالنسبة لأداتها التي ستؤثر حتماً على جميع الناس عندما تصبح مدمجة في كثير من الأجهزة التي نستخدمها.
إنّ أخلاقيات العمل التقني لا تعني المطورين فحسب، بل جميع من ينتهي به الأمر باستخدام منتجات لا يفهم آثارها أيضاً.
> الشفافية للحصول على كنز من البيانات. قبل كلّ شيء، تشدّد القليوبي على أهمية فهم المستخدمين وموافقتهم على إعطاء بيانات عن وجوههم عند استخدام أداة مشابهة. كما يتوجب على الشركات إظهار شفافية تامّة حول ما إذا كانت تجمع المعلومات ولأي أهداف، خاصة أن المعلومات التي تقدّم اليوم بشكل محصور يمكن أن تستغلّ علناً في المستقبل.
وعلى سبيل المثال، لا تعمل السيارات التي تستخدم أداة «أفيكتيفا» اليوم على تسجيل بيانات الوجه. في المقابل، قد يتيح تسجيلها لشركات التأمين استخدام تسجيلات تعابير الوجه للتأكد من مصداقية الحادث، أو يقدّم مساعدة فعالة للشرطة في تحقيقاتها. ويحب تذكر أن استخدامات البيانات تتكاثر وتتعدد، ولكنّها ليست جميعها لأهداف الخير.
- جمع وجوه كل العالم... تحليل الابتسامة والعبوس ورصد نبرة السخرية
> إزالة عيوب التقنية. تعتبر الاختزالية (اختزال كل الأمور والجوانب إلى حالة مبسطة) أحد العيوب الأخرى التي قد تشوب تقنية التحليل العاطفي. إذ يفترض بأداة قادرة على تمييز الاختلافات أن «تتعرّف» إلى جميع أنواع الوجوه في جميع الأماكن ومن بين عدد لا يعدّ ولا يحصى من الناس، لإعطاء المعنى الصحيح.
لكننا نرى في المقابل، أن الخوارزميات المبنية على مجموعة محدّدة من البيانات، تكون منحازة وقادرة على التعرّف على الوجوه التي رأتها بشكل متكرّر فقط، مما قد يؤدي إلى إعطاء الآلة لمعلومات خاطئة أو ظالمة.
ولكنّ تدريب الآلة على قراءة على جميع أنواع الوجوه يتطلّب جمع الكثير من البيانات من كثير من الأشخاص والثقافات، ويعني أيضاً فهم مجموعة كبيرة من التعابير وفي أماكن مختلفة.
> الابتسام والعبوس تعبيران عالميان. تتحكّم الثقافة بالتعابير التي تظهر على وجوهنا إلى حدّ ما. وترى القليوبي وزملاؤها أنّ الابتسام والعبوس هما تعبيران عالميان، ولكن التأثيرات الثقافية تزيد أو تلغي بعضاً من حدتهما. فقد توصّل الفريق مثلاً إلى أنّ الأميركيين اللاتينيين أكثر تعبيراً من الآسيويين من الشرق، وأن النساء حول العالم يبتسمن عامة أكثر من الرجال.
> السخرية - نبرة يصعُب رصدها. تحدّثت القليوبي أيضاً عما أسمته «الكأس المقدّسة» في مجالها وهي الخوارزمية المسؤولة عن رصد السخرية. فرغم اعتبارها نوعاً باهتاً من الطرافة، تستخدم السخرية نبرة تتعمّد إقناع الطرف الآخر بالرسالة المعاكسة، وهو نوع معقّد جداً من الرسائل.
يمكن القول إنّ السخرية هي نوع من الغمز الصوتي، وعندما تنجح أداة معينة في فهم هذا الوضع التواصلي المبطّن المصحوب غالباً بغمز حقيقي، سيعتبر هذا الأمر بمثابة الانتصار لتقنية التعلّم الآلي. ولكن لم يتضح حتى اليوم كيف ستنجح الآلة في فهم هذا التعبير وتوضيح فهمها له.
أدخلت شركة «أفكتيفا» منذ عامين نبرة الصوت في عمل أداتها، ولكن القليوبي لم تحدّد الوقت الذي يتطلبه الوصول إلى «الكأس المقدّسة». ولكنها تصف هذه الأداة بالجيدة، وترى أنّها تقنية تحلّل النبرة والتعابير بشكل دقيق في جميع الثقافات والشخصيات، ولكنّها لا تزال في منتصف طريقها نحو النجاح التام.

- « كوارتز»، خدمات «تريبون ميديا»


مقالات ذات صلة

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)
تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تتيح «فينغيج» قوالب وأدوات تخصيص سهلة بينما تستخدم «نابكن إيه آي» الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى تصميمات جذابة (فينغيج)

أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة

تخيل أن بإمكانك تصميم إنفوغرافيك أو تقرير جذاب بسهولة!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

أفضل موجّهات الإشارة الداعمة لشبكة «واي فاي 6» لعام 2024

موجه الإشارة «آرتشر إيه إكس 21»
موجه الإشارة «آرتشر إيه إكس 21»
TT

أفضل موجّهات الإشارة الداعمة لشبكة «واي فاي 6» لعام 2024

موجه الإشارة «آرتشر إيه إكس 21»
موجه الإشارة «آرتشر إيه إكس 21»

لم يمضِ وقت طويل منذ أن أصبحت شبكة «واي فاي 6» (Wi-Fi 6) هي المعيار اللاسلكي الأحدث في السوق، وعلى الرغم من نزولها من فوق عرش الشبكات اللاسلكية لصالح شبكة «واي فاي 7» (Wi-Fi 7)، فإن موجّهات الإشارة التي تدعم «واي فاي 6» تُقدم توازناً ممتازاً بين السعر والأداء الأفضل لمعظم المستخدمين.

جهاز «ديكو دبليو 7200»

موجهات إشارة متوافقة

وحتى الآن، لا تتوافق معظم الأجهزة الجديدة مع شبكة «واي فاي 7»؛ ولذا فإن شراء جهاز توجيه لاسلكي يدعمها الآن سيكون إلى حد كبير رهاناً على المستقبل، ومن ناحية أخرى، فإن شبكة «واي فاي 6» تتوافق مع كل الأجهزة الحديثة تقريباً، مثل «أبل تي في 4 كيه» (Apple TV 4K) و«بلاي ستيشن 5» (PlayStation 5).

صحيح أن الأجهزة التي تدعم شبكة «واي فاي 6» تتوافق مع موجهات الإشارة «واي فاي» القديمة، لكن إذا كنت ترغب في الاستفادة من إمكاناتها الكاملة لأداء أسرع وأفضل، فإنك ستحتاج إلى جهاز توجيه لاسلكي يدعم شبكة «واي فاي 6»، لتشغيل شبكتك اللاسلكية المنزلية، وهو الأمر الذي كان مكلفاً للغاية عندما ظهرت شبكة «واي فاي 6» لأول مرة.

ولكن الوضع تغيّر الآن، ففي الوقت الحالي، يمكنك عند التسوق العثور على عدد جيد من خيارات موجهات الإشارة التي تدعم شبكة «واي فاي 6» المتاحة بأقل من 100 دولار أميركي. بالإضافة إلى خيارات أخرى لشراء نظم الإشارة الشبكية (mesh systems)، وموجهات الإشارة المخصصة للألعاب (gaming routers) ومزيد من الأجهزة الأخرى.

جهاز «آر تي-إيه إكس 86 يو»

خيارات موجهات الإشارة

• موجه الإشارة «آرتشر إيه إكس 21» من شركة «تي بي-لينك» (TP-Link). الجهاز ذو القيمة الأفضل.

عندما يدعم جهاز التوجيه اللاسلكي شبكة «واي فاي 6»، فهذا يعني أنه قادر على استخدام ميزات مثل «OFDMA» (تعمل على تحسين أداء الشبكة اللاسلكية من خلال إنشاء قنوات اتصالات فرعية مُعدَّلة لخدمة أعداد الزبائن) و«1024-QAM» (تتيح زيادة معدل البيانات بنسبة 25 في المائة في نقاط الوصول، لخدمة الجهاز لعدد كبير من العملاء باستمرار) وذلك من أجل توفير سرعات عالية وزمن استجابة أقل في الشبكات المزدحمة التي تحتوي على عدد من الأجهزة المُتصلة، وهذا ينطبق حتى على الخيارات القيّمة ذات الأسعار المعقولة، ومن بين تلك الخيارات، فإن جهاز «آرتشر إيه إكس 21» هو الأفضل من حيث الأداء.

وقد حقق جهاز «آرتشر إيه إكس 21» أداءً ممتازاً في اختبارات السرعة التي تم إجراؤها في المنزل، ففي نهاية عدة أيام من الاختبارات داخل 5 أماكن في المنزل، كانت سرعة التحميل المتوسطة للجهاز، على شبكة ألياف تصل سرعتها إلى 300 ميغابت في الثانية، هي 299 ميغابت في الثانية تقريباً، وكان ذلك يشمل سرعات تنزيل مقبولة في الجزء الخلفي من ذلك المنزل، وهي منطقة عادةً ما تُصنف على أنها «ميتة»؛ إذ يكافح كثير من موجهات الإشارة التي تختبر هناك للبقاء متصلة. وقد أعيد اختبار الجهاز بعد ترقية شبكة المنزل إلى سرعات غيغابت، لكنه لم يكن قوياً بشكل كافٍ للاستفادة الكاملة من اتصال مثل هذا، إلا أنه استمرّ في توفير سرعات عالية وثابتة، مع متوسط سرعة تحميل بلغ 441 ميغابت في الثانية.

وكان مستوى الأداء هذا قوياً بما يكفي ليتفوق جهاز«آرتشر إيه إكس 21» على موديلات مماثلة من إنتاج شركات مثل «Netgear» و«Asus» و«D-Link»، بل حتى إنه نافس موجهات الإشارة الأكثر تطوراً، التي تبلغ تكلفتها أكثر بكثير، كما أنه سهل الإعداد، وذلك بفضل تطبيق «تيذر» (Tether)، الذي توفره شركة «تي بي لينك» المُنتِجة، والمتاح على أنظمة التشغيل «أندرويد» و«آي أو إس» الخاصة بأجهزة «أبل»، والذي يوفر أيضاً وصولاً سريعاً إلى إعدادات الشبكة الأساسية دون التعرض لكثير من الإعلانات، مثل بعض تطبيقات أجهزة التوجيه الأخرى.

وكل ذلك يجعل جهاز «آرتشر إيه إكس 21» اختياراً ممتازاً للغاية للمنازل الصغيرة ومتوسطة الحجم، وواحداً من أفضل الخيارات من حيث القيمة التي ستجدها، التي تدعم شبكة «واي فاي 6».

أفضل نظام شبكي

• جهاز «ديكو دبليو 7200» (Deco W7200) من شركة «تي بي لينك» - صاحب أفضل نظام شبكي.

كان هذا العام جيداً للغاية لشركة «TP-Link»، وذلك ليس بسبب جهاز «آرتشر إيه إكس 21» فحسب، بل هناك أيضاً جهاز «ديكو دبليو 7200» الذي حقق أداءً رائعاً في اختبارات السرعة التي قمنا بإجرائها، ليحصل على لقب أفضل جهاز توجيه شبكي (mesh system) لدينا لهذا العام، ومع وجود مكونات متعددة تعمل بصفتها فريقاً من أجهزة التوجيه داخله، لنشر إشارة أسرع وأكثر موثوقية عبر مساحة أكبر، ما يُمكن لجهاز توجيه واحد القيام به، فهو يعد اختياراً رائعاً للمنازل الكبيرة، كما أن تكلفته ليست كبيرة.

وما يميز «ديكو دبليو 7200»، إلى جانب دعمه الكامل لشبكة «واي فاي 6»، أنه نموذج ثلاثي النطاق مع نطاقي 2.4 و5 غيغاهرتز المعتادين، إضافة إلى نطاق 5 غيغاهرتز إضافي يستخدمه النظام اتصالاً خلفياً لاسلكياً مُخصَّصاً بين جهاز التوجيه الرئيسي والأجهزة الداعمة.

ويعد هذا الاتصال الخلفي مُخصص المفتاح لتحقيق أفضل أداء شبكي؛ لأنه يحافظ على فصل تلك الإشارات عن حركة مرور الشبكة العادية، وعلى الرغم من أن أجهزة التوجيه الشبكية ثلاثية النطاق هذه عادةً ما تصل تكلفتها إلى 300 دولار أميركي أو أكثر، فإن جهاز «ديكو دبليو 7200» يتيح لك ذلك مقابل نحو 200 دولار فقط.

وقد كان أداء الجهاز رائعاً عندما اختبرنا النظام، وفي الواقع، من بين جميع أجهزة التوجيه الشبكي التي اختبرناها في المنزل، كان هناك جهازان فقط حققا متوسط سرعات تحميل أسرع، الأول كانت تكلفته 200 دولار أكثر من سعر«ديكو دبليو 7200»، والآخر كانت تكلفته أكثر بثلاثة أضعاف، ما يجعل «ديكو دبليو 7200» ذا قيمة لا تقبل المنافسة وترقية أفضل وأكثر وضوحاً لمعظم المنازل، مقارنةً بإنفاق كثير من الأموال على شراء جهاز توجيه قياسي عالي القوة.

موجه إشارة للألعاب

• جهاز «آر تي-إيه إكس 86 يو» (RT-AX86U)، الذي تنتجه شركة «أسوس» (Asus) - أفضل جهاز توجيه واي فاي للألعاب.

تُعد شركة «أسوس» واحدة من الأسماء الرائدة في فئة أجهزة توجيه الواي فاي للألعاب؛ إذ تُقدم مجموعة متنوعة من أفضل أجهزة التوجيه السريعة والبارزة التي تحقق أداءً متميزاً وزمن استجابة منخفضاً وعناصر تحكم متقدمة لاتصالك، ويعد جهاز «آر تي-إيه إكس 86 يو» الذي تنتجه الشركة واحداً من أجهزة التوجيه الأكثر بساطة في تلك المجموعة، فهو لا يحتوي على أضواء متغيرة اللون أو تصميم ضخم ومتكلف، لكنه لا يزال من أفضل أجهزة توجيه الألعاب التي يمكنك شراؤها، وبغض النظر عن الألعاب، فهو من أفضل أجهزة التوجيه التي تدعم شبكة «واي فاي 6» التي يمكنك شراؤها، بلا شك.

وإلى جانب تقديم سرعات عالية وثابتة، فقد كان جهاز «آر تي- إيه إكس 86 يو» أفضل في إدارة زمن الاستجابة، مقارنةً بأي جهاز توجيه آخر قمنا باختباره معه، ويأتي الجهاز مع مجموعة كاملة من الأدوات لتحسين اتصالك أثناء اللعب، بما في ذلك محرك جودة خدمة تكيفي وقاعدة بيانات «Open NAT» لقواعد إعادة توجيه المنافذ الخاصة بالألعاب والمنصات، وهناك أيضاً وضع مخصص للعب مُصمَّم لإعطاء الأولوية الفورية للوصول إلى هاتفك.

وبعبارة أخرى، فإن جهاز «آر تي-إيه إكس 86 يو» يحقق جميع المتطلبات التي قد ترغب في الحصول عليها من جهاز توجيه للألعاب (باستثناء الأضواء متغيرة اللون التي تأتي بها أجهزة التوجيه الأخرى في هذا المجال)، والأهم من ذلك، أنه يستخدم شبكة «واي فاي 6» بشكل قوي، بما يكفي لضمان أنه حتى غير اللاعبين الموجودين في منزلك سيقدرون وجوده.

• مجلة «سي نت»، خدمات «تريبيون ميديا».