مؤتمر وزاري أفريقي في مراكش: الأمم المتحدة المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء

شاركت فيه 36 دولة منها 8 من أصل 15 في مجموعة «سادك»

ناصر بوريطة يتحدث في المؤتمر
ناصر بوريطة يتحدث في المؤتمر
TT

مؤتمر وزاري أفريقي في مراكش: الأمم المتحدة المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء

ناصر بوريطة يتحدث في المؤتمر
ناصر بوريطة يتحدث في المؤتمر

قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، خلال مؤتمر صحافي في مراكش أمس، في ختام أعمال المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء: إن المؤتمر «مهم ونوعي»، مشيراً في هذا الصدد، إلى مشاركة دول عرفت مواقفها تطوراً في السنوات الأخيرة. كما تحدث بوريطة عن توقيت تنظيم المؤتمر، فقال: إنه يأتي بعد أيام من الطاولة المستديرة الثانية حول الصحراء في جنيف، تحت إشراف المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر، وفي سياق محاولات لإبعاد أفريقيا عن المواقف الواضحة والرزينة المعبر عنها في الدورة العادية الحادية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي بنواكشوط.
وأكد بوريطة، أن البيان الختامي الذي توج أعمال المؤتمر تضمن نقطاً مهمة، أولها أن المظلة الوحيدة للتعاطي مع قضية الصحراء هي الأمم المتحدة، وبالتالي لا مجال لأي مسار موازٍ أو مبادرات جانبية. أما ثانيها فتتعلق بالقرار 693 الصادر عن قمة الاتحاد الأفريقي بنواكشوط، الذي يشير إلى أن آلية «الترويكا»، المكونة من الرئيس السابق، والحالي، والمقبل للاتحاد الأفريقي، ينبغي أن تدعم وتواكب مجهودات الأمم المتحدة فيما يتعلق بقضية الصحراء. وثالثها أن «الترويكا» ليست أداة لوضع حلول وخلق مسارات أخرى لحل النزاع، بل للتعبير عن الدعم ومواكبة جهود الأمم المتحدة في الموضوع.
ويأتي انعقاد مؤتمر مراكش بموازاة مع انعقاد المؤتمر التضامني مع جبهة «البوليساريو» الانفصالية، الذي انطلقت أعماله أيضاً أمس في بريتوريا، ويتواصل اليوم، والذي نظمته مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية (سادك) بإلحاح من جنوب أفريقيا والجزائر.
تجدر الإشارة إلى أن 8 من أصل 15 دولة مكونة للمجموعة الأفريقية، شاركت في مؤتمر مراكش، وهي أنغولا، وملاوي، وزامبيا، ومدغشقر، والكونغو، وجزر القمر، وتانزانيا، وسوازيلاند.
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن عدد الدول المشاركة في مؤتمر بريتوريا لم يتجاوز 22 دولة، منها 13 دولة أفريقية، وباقي الدول من خارج القارة مثل فنزويلا والأوروغواي.
في غضون ذلك، قال بوريطة: إن المغرب منطقه واضح، مشيراً إلى أن قمة نواكشوط حسمت الأمور وأوضحت المحددات. وأشار بوريطة إلى أن هناك رفضاً في مؤتمر مراكش الوزاري لأي محاولات لتقسيم أفريقيا حول هذه القضية، ورفض لكل المحاولات للالتفاف على قرار قمة نواكشوط، والرجوع إلى وضعية ما قبل انعقادها.
وجدد المشاركون، في بيانهم الختامي للمؤتمر، التفافهم حول التنفيذ البنّاء والفعال لآلية «ترويكا» الاتحاد الأفريقي، بشكل يحمي، ويدعم ويحافظ على نزاهة العملية السياسية الجارية ضمن الإطار الحصري للأمم المتحدة، تحت إشراف مجلس الأمن ورعاية الأمين العام، بهدف الوصول إلى «حل سياسي واقعي، عملي ودائم لقضية الصحراء الغربية، يقوم على التوافق»، كما جاء في القرار 2440 لمجلس الأمن.
وسجل المشاركون إدراكهم «ضرورة تعزيز الوحدة وجمع الشمل وتوحيد الجهود لتحقيق أفريقيا المرجوة، مع تأكيد تعلقهم بالاختيار الاستراتيجي لرؤساء الدول والحكومات لتجاوز أسباب الانقسام والتجزئة والتشرذم التي تهدد وحدة القارة، وإدراكهم الحاجة المستعجلة للقارة، لمواجهة القضايا ذات الأولوية، بما في ذلك التنمية البشرية المستدامة والتكامل الأفريقي والرفاه للمواطنين، في إطار أجندة 2063».
كما جدد المشاركون تأكيد التزامهم الثابت بأفريقيا موحدة، مستقرة، دينامية ومزدهرة، تتحدث بصوت واحد، تستجيب للتحديات متعددة الأبعاد لعالم اليوم والغد المعقد.
ودعا المشاركون إلى تفعيل الرؤية الحكيمة والمنسقة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية، المكرسة في الدورة العادية الحادية والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي، التي انعقدت بنواكشوط، بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء. ورحبوا، في هذا السياق، باعتماد القرار 693، الذي أعاد التأكيد على حصرية الأمم المتحدة إطاراً لإيجاد حل سياسي مقبول، واقعي وعملي ومستدام لقضية الصحراء. كما أوصوا بالحفاظ على روح ونص القرار 693، باعتباره ثمرة مشاورات معمقة من رئيس المفوضية الأفريقية وموضوع توافق آراء رؤساء الدول والحكومات، مع مراعاة دورها التأسيسي في العودة إلى الصفاء في عمل الاتحاد الأفريقي.
ورحب المشاركون بإنشاء آلية «ترويكا» الاتحاد الأفريقي بموجب القرار 693، التي تتألف من الرئيس السابق، والحالي، والمقبل للاتحاد، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتوفير الدعم الفعال لجهود الأمم المتحدة.
وشكلت فعاليات المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء فرصة للتأكيد على مضمون القرار رقم 693، المعتمد في قمة نواكشوط، الذي أكد حصرية معالجة الملف من طرف الأمم المتحدة، مستبعداً كل مسار موازٍ. وتميزت أعمال المؤتمر بمشاركة وفود 37 دولة أفريقية، من المجموعات الإقليمية الخمس للقارة. وفي حين ترأس وفد تونس سفيرها بالمغرب، وترأس وفد ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، شهد المؤتمر غياب مصر، وموريتانيا، والجزائر.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصر التي ترأس حالياً الاتحاد الأفريقي، غابت عن مؤتمر مراكش، لكنها لم تحضر اجتماع بريتوريا، والشيء نفسه بالنسبة لموريتانيا.
ولاحظت ورقة تقديمية لأشغال المؤتمر، استعرضت سياق تنظيمه والأهداف منه، أنه على الرغم من هذه الجهود المتقدمة والفعالة التي تشيّد مناخاً من الثقة داخل الاتحاد الأفريقي، تبحث بعض الممارسات على معاكسة روح رسالة القرار 693. ولذلك؛ جاءت ندوة مراكش لتشكل جواباً على هذا السياق.

وبخصوص أهداف الندوة، تحدثت الورقة عن فرصة لإبراز التوافق الأفريقي حول القرار 693، وتأكيد الدعم الأفريقي للمسلسل السياسي الجاري في إطار الأمم المتحدة، في أفق «حل سياسي واقعي، عملي ودائم لقضية الصحراء الغربية، يقوم على التوافق».
وبالنسبة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، فانعقاد هذا المؤتمر هو جزء من الرؤية الحكيمة والمتبصرة للدول الأفريقية، لتعزيز وحدة القارة ورفض أي محاولة لتحريفها عن أولوياتها الملحة، المتمثلة في التنمية البشرية المستدامة والاندماج الإقليمي والعيش الكريم لمواطنيها.
وتضمن برنامج المؤتمر إلقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي كلمة افتتاحية، قبل أن يتناول رؤساء وفود 29 دولة الكلمة، فأكدوا مكانة المغرب على الصعيد الأفريقي، ودعم بلدانهم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل لقضية الصحراء، انسجاماً مع القرار 693، الذي صادق عليه رؤساء الدول والحكومات في قمة الاتحاد الأفريقي بنواكشوط.
وقال بوريطة: إن «المصلحة العليا لأفريقيا تنادينا، نحو التوحد، وتمنع علينا أن نخطئ المعركة. فيما كلمة السر هي ذاتها، وتتعلق بالوحدة، الانسجام والتناسق. التناسق مع أنفسنا كأفارقة، مع المنظمة التي توحدنا ومع الشركاء».
واستشهد بوريطة بخطاب العاهل المغربي محمد السادس، الذي ألقاه، في 2017، بمناسبة عودة المغرب إلى عائلته الأفريقية، والذي بسط فيه خريطة طريق المملكة داخل الاتحاد الأفريقي، وجاء فيه: «إن هدفنا ليس إثارة نقاش عقيم، ولا نرغب إطلاقاً في التفرقة، كما قد يزعم البعض. وستلمسون ذلك بأنفسكم: فبمجرد استعادة المملكة المغربية مكانها فعلياً داخل الاتحاد، والشروع في المساهمة في تحقيق أجندته، فإن جهودها ستنكبّ على لمّ الشمل، والدفع به إلى الأمام».
واعتبر بوريطة أن مؤتمر



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.