«أوبر» تقترب من شراء «كريم» في صفقة بـ3.1 مليار دولار

يتوقع الإعلان عنها خلال الأسبوع الجاري

«أوبر» تقترب من شراء «كريم» في صفقة بـ3.1 مليار دولار
TT

«أوبر» تقترب من شراء «كريم» في صفقة بـ3.1 مليار دولار

«أوبر» تقترب من شراء «كريم» في صفقة بـ3.1 مليار دولار

بعد جولات من المفاوضات بدأت منذ يوليو (تموز) الماضي، تقترب شركة «أوبر تكنولوجيز» الأميركية من الاستحواذ على منافستها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «كريم»، وذلك بهدف دمج خدماتهما لنقل الركاب في المنطقة.
وتعتزم شركة «أوبر تكنولوجيز» الإعلان عن الصفقة، التي قدرت بنحو 3.1 مليار دولار نقداً وأسهماً، من أجل شراء منافستها «كريم نيتويركس» الأسبوع الحالي على أقرب تقدير، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ» الأميركية، نقلاً عن مطلعين.
وقالت المصادر المطلعة، مشترطة عدم الكشف عن هوياتها، إن الشركة الأميركية العملاقة لتوصيل الركاب ستدفع 1.4 مليار دولار نقداً، و1.7 مليار دولار في شكل أوراق مالية قابلة للتحول إلى أسهم، إلى «كريم». ووفقاً لوثيقة شروط الاتفاق التي اطلعت عليها الوكالة، سيتم تحويل الأوراق المالية إلى أسهم «أوبر» بسعر يعادل 55 دولاراً للسهم.
ووفقاً للمعلومات الصادرة أمس، فإن مساهمين في شركة «كريم»، تمت مطالبتهم بالموافقة على الصفقة بحلول مساء الاثنين، من بينهم «الشركة الاستثمارية» للأمير الوليد بن طلال، وشركة «راكوتين» اليابانية للتجارة الإلكترونية، ويتوقع أن يتم الإعلان عن الصفقة اليوم. وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بـ«أوبر» و«كريم»، إلا أنهما امتنعا عن التعقيب.
ويأتي استحواذ «أوبر» على «كريم»، قبيل طرحها العام الأولي الوشيك، الذي قد يكون واحداً من أكبر الاكتتابات في بورصة نيويورك على الإطلاق. ومن المتوقع أن تتقدم بملف علني للقيام بطرح عام أولي في أبريل (نيسان) في عملية إدراج قد ترفع قيمة الشركة بمقدار كبير، يصل إلى 120 مليار دولار، وفقاً لمصادر مطلعة، في الوقت الذي تسعى إلى الاستحواذ على «كريم» لضم القيمة الإضافية للشركة قبيل الطرح، وإنهاء المنافسة الكبيرة بينهما، في منطقة تعتبر من أكثر المناطق استخداماً لمنتجات الاقتصاد التشاركي. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط بيئة خصبة لنجاح أي مشروع يعتمد على التكنولوجيا، نظراً للتوسع الكبير في استخدام التكنولوجيا من قبل شعوب المنطقة، التي تسيطر فئة الشباب على النسبة الأكبر من شرائح مجتمعاتها، في ظل البنية التحتية المتقدمة الموجودة في دول منطقة الشرق الأوسط.
وقدرت قيمة «كريم» بنحو مليار دولار في عام 2016، ما جعلها واحدة من أكثر الشركات التكنولوجية الناشئة قيمة في الشرق الأوسط. ولدى الشركة مليون قائد سيارة في أكثر من 90 مدينة في 15 دولة، وفقاً لموقعها الإلكتروني.
وتسعى «أوبر» التي يقع مقرها في الولايات المتحدة، إلى إيجاد مصادر جديدة للنمو، في ظل المنافسة الشديدة التي تخوضها أمام منافسين مثل شركة «ليفت»، وشركات أخرى في المنطقة.
وكانت الشركتان قد بحثتا عدة هياكل محتملة للاتفاق، يدير بمقتضى أحدها رؤساء «كريم» الحاليون النشاط المدمج الجديد، مع الاحتفاظ بإحدى أو كلتا العلامتين التجاريتين المحليتين للشركتين، في الوقت الذي يدعو مقترح آخر إلى استحواذ «أوبر» على تطبيق خدمات نقل الركاب «كريم» في الشرق الأوسط.
وأفادت المعلومات التي صدرت في وقت سابق، بأن «أوبر» قالت خلال محادثاتها مع «كريم»، إنها تريد امتلاك أكثر من نصف الشركة المدمجة، إن لم تشترِ «كريم» كلية. وتشهد عمليات الشركتين نمواً متواصلاً في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتطلع فيه الشركتان إلى زيادة الرقعة الجغرافية لهما، من خلال الدخول إلى أسواق جديدة، عبر تشغيل خدمات النقل التشاركي في تلك المدن، خصوصاً مع ازدياد الطلب على المواصلات في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يذكر أن «كريم» هي شركة تعمل بمفهوم ما يسمى «الاقتصاد التشاركي» الوليد في المنطقة، وتأسست في يوليو 2012، وتعمل في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا وباكستان. بينما تعد «أوبر» أول شركة تقدم فكرة خدمات التوصيل عبر تطبيق الإنترنت عالمياً. تأسست في عام 2010، وقدمت أكثر من مليار رحلة، وتوفر خدماتها في الشرق الأوسط عبر عدد كبير من مدن المنطقة، مع وجود خطط للتوسع في مدن أخرى.


مقالات ذات صلة

الرئيس التنفيذي لـ«أوبر»: ندرس شراكات في قطاع النقل الجوي والمركبات ذاتية القيادة

الاقتصاد دارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لـ«أوبر» (تصوير: عبد العزيز النومان)

الرئيس التنفيذي لـ«أوبر»: ندرس شراكات في قطاع النقل الجوي والمركبات ذاتية القيادة

كشفت شركة «أوبر» للنقل التشاركي أنها تدرس فرص عقد الشراكات في قطاع النقل الجوي المتقدم بما يشمل طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شمال افريقيا مطالِب بوقف التعامل مع شركات «النقل الذكي» في مصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«واقعة تحرش جديدة» في مصر تصعّد الحملة ضد شركات «النقل الذكي»

تصاعدت وتيرة الحملة ضد شركات «النقل الذكي» في مصر خلال الساعات الماضية، بعد تكرر وقائع مضايقات ومحاولات خطف تسبب فيها سائقوها، ودخل مشاهير وبرلمانيون على الخط.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)

واقعة اعتداء جديدة تعيد الجدل حول تطبيقات النقل الذكي في مصر

أثارت واقعة جديدة لسائق تابع لأحد تطبيقات النقل الذكي في مصر، حالة من الغضب والاستياء، بعد ما تم تداوله حول محاولة اختطاف والاعتداء على إحدى السيدات.

سارة ربيع (القاهرة)
تكنولوجيا تم تصميم حسابات «أوبر» الخاصة بالشباب لتوفير مزيد من المرونة للعائلات عند تنقلهم مع المحافظة على الأمان (شاترستوك)

«أوبر للشباب» خدمة جديدة حصرية للمراهقين في السعودية

مبادرة جديدة من «أوبر» للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً تسمح بطلب توصيلات خاصة بهم بإشراف أولياء الأمور إلى جانب مجموعة من ميزات الأمان.

نسيم رمضان (لندن)
العالم مشاة يسيرون أمام صف من سيارات الأجرة في وسط سيدني (أ.ف.ب)

الحكم على أوبر بتعويضات 178 مليون دولار لسائقي الأجرة الأستراليين

حصل سائقو سيارات الأجرة الأستراليون المتأثرون بصعود شركة أوبر العملاقة لخدمات النقل التشاركي على تعويضات بقيمة 178 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.