بدر بن عبد المحسن يتذكر غازي القصيبي: سبقني إلى هنا

الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن خلال أمسية «ناي» التي ألقى خلالها 12 قصيدة مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية
الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن خلال أمسية «ناي» التي ألقى خلالها 12 قصيدة مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية
TT

بدر بن عبد المحسن يتذكر غازي القصيبي: سبقني إلى هنا

الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن خلال أمسية «ناي» التي ألقى خلالها 12 قصيدة مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية
الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن خلال أمسية «ناي» التي ألقى خلالها 12 قصيدة مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية

عندما سألت «الشرق الأوسط»، الأمير بدر بن عبد المحسن، عن أهمية احتفالية الشعر التي كان «قصر اليونيسكو» في العاصمة الفرنسية مسرحاً لها، وعن الإضافات التي تمثلها بالنسبة إليه، جاء رده بأن «الشرق الأوسط» كانت «فاتحة وسباقة في الذهاب إلى الخارج»، وأن قراراً كهذا «كان يحتاج لإبداع معين وفكر مستنير». وأضاف الأمير - الشاعر أن «المرحوم غازي القصيبي، شاعر ودبلوماسي، وترشح لمنصب مدير عام المنظمة الدولية سبقني إلى هنا، وأسهم إسهامات كبرى في هذا الموضوع»، معتبراً أن «استمرار وتوسع هذا الخروج (مفيد)، بحيث نستطيع أن ننقل شعرنا وإبداعنا وإضافاتنا التي تظهر في المملكة إلى الخارج، وأن نوصله بالشكل الصحيح». وبأي حال، فإن الأمير بدر بن عبد المحسن إذ أكد حقيقة يعرفها الجميع بقوله «لسنا طارئين على الإبداع»، إلا أنه لم يرد حصر هذه الظاهرة بشخصه من خلال تأكيده أنه «من المهم أن تتوفر الفرص الكبرى للمثقفين والمبدعين والفنانين السعوديين لنقل إبداعاتهم إلى الخارج»، و«أن يساهموا معنا» في هذا المجال. وعند سؤاله عما إذا كانت هناك خطوات أخرى مقررة شبيهة بما شهده «قصر اليونيسكو»، اكتفى بالقول: «إن شاء الله».
كانت السهرة الشعرية في «اليونيسكو» لطيفة وناجحة بكل المعايير. فالصالة الكبرى كانت ممتلئة تماماً، لا بل إن العشرات، إما اضطروا للبقاء وقوفاً، أو للاستماع من خارج القاعة. وفي مقدمة الحضور، جلس وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان ومستشاروه والسفير السعودي الدكتور خالد العنقري والمندوب الدائم لدى اليونيسكو الدكتور إبراهيم البلوي ومدير مكتب مديرة عام اليونيسكو نيكولا كاسيانيديس وسفير فرنسا السابق في الرياض برتراند بيزانسينو وجيرار ميسترالليه الرئيس السابق لشركة «السويس» ورجل الأعمال فرنسوا توازي والأكاديمي جيل كيبيل ورئيس «معهد العالم العربي» جاك لانغ، يجاورهم السفراء والمندوبون في اليونيسكو ولدى فرنسا، والمغني الإماراتي حسين الجسمي وكثيرون غيرهم.
على أنغام البيانو، الذي رافق القراءات الشعرية، وفي ظل لعبة الإضاءة المتحركة، صعد الأمير ـ الشاعر ببطء، بقامته النحيفة إلى المنبر ليبدأ بكلمة مختصرة باح فيها بأنه «التقى» باريس للمرة الأولى في السبعينيات، وزراها مراراً بعد ذلك. وتساءل بخصوص الاحتفالية: «هل سيبقى شيء في ذاكرة باريس من هذا اللقاء؟ آمل ذلك». وقدم نفسه على أنه «مواطن من المملكة السعودية، هوايتي الرسم وعملي كتابة الشعر منذ أربعين عاماً». وبعد أن شكر اليونيسكو على الفرصة التي أتيحت له، بدأت القراءات الشعرية التي جاءت بالعربية الدارجة متبوعة بترجمة أنيقة إلى اللغة الفرنسية. ولدى الانتهاء من كل قصيدة، كانت القاعة التي تجمهر فيها كثير من المواطنين السعوديين والخليجيين تضج بالتصفيق والترحيب، خصوصاً لدى قراءة عدد من القصائد التي ذاع صيتها مغناة. وأولى الباكورة كانت قصيدة «أين تبدأ المدينة»، لتتبعها قصيدة «ناي» التي أعطت اسمها للسهرة الشعرية وليدة التعاون بين اليونيسكو ومؤسسة «مسك الخيرية».
شعر الأمير بدر بن عبد المحسن، الذي كتب فيه الكثير، يمتلك شيئاً أساسياً: الإحساس الذي يأخذ السامع، وينتقل به من قصيدة إلى قصيدة، تلونها الوجدانيات المرهفة وبعض الحزن في تلافيفها. وهل يمكن أن يكون هناك شعر من غير ألم الحب وعذاب الانتظار أو الفراق.
تقول «ناي» في قسمها الثاني: «قالت وش الوقت... ناظرت ليل عيونها... وصبح الجبين... ومرت ثواني صمت... وقلت الزمان أنتي... وكوني اللي تبين... من يومها ما عاد أناظر ساعتي... وش حاجتي... أعد الزمان... وهي الزمان الجاي...».
القاعة ازدادت حماساً عندما قرأ الشاعر قصيدة «على الغدير»، أو قصيدة «في الليالي الوضح»، أو «جمرة غضى» التي يغنيها محمد عبده. وفي منتصف السهرة، وبعد قصيدة «على الغدير»، صعد الفنان حسين الجسمي إلى المسرح ليشارك بدوره في السهرة بادئاً بأنغام البيانو، ثم علا صوته صادحاً قصيدة «على الغدير»، فتفاعل معه الجمهور ترحيباً وتصفيقاً. كذلك كانت حاله عند قراءة المقطعين الثاني والثالث من «جمرة غضى». وجاء في الثاني: «والله الجفا برد... وقل الفوا برد... والموعد المهجور لا ينبت الورد... يا حبي المغرور يللي دفاك شعور.. رد القمر للنور... وأحلى العمر في وعد... بردان بردان أنا تكفي.. أبي احترق بدفا...».
مفاجأة الحضور قبل التوجه إلى حفل الاستقبال، كان تلقي كل من حضر الاحتفالية كتاباً أنيقاً يتضمن القصائد مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية ورسوماً من ريشة الأمير وسيرة ذاتية.


مقالات ذات صلة

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق تسجيل «الورد الطائفي» لدى اليونيسكو يعكس قيمته بعدّه أحد عناصر الثقافة السعودية (الشرق الأوسط)

«الورد الطائفي» في قوائم «اليونيسكو»

أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث رئيس اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، نجاح السعودية في تسجيل.

عمر البدوي (الرياض) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الحنة ترمز إلى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته (الفنان العماني سالم سلطان عامر الحجري)

الحناء تراث عربي مشترك بقوائم «اليونيسكو» 

في إنجاز عربي جديد يطمح إلى صون التراث وحفظ الهوية، أعلنت منظمة «اليونيسكو»، الأربعاء، عن تسجيل عنصر «الحناء» تراثاً ثقافياً لا مادياً.

يوميات الشرق صابون الغار الحلبي الشهير من الأقدم في العالم (أ.ف.ب)

الحنّة والصابون الحلبي والنابلسي... «تكريم» مُستَحق

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، الحنّة والتقاليد المرتبطة بها، والصابون النابلسي، وصابون الغار الحلبي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.