«مهرجانات بيت الدين» في عيدها الـ35 تستعيد فناني الاغتراب

غابريل يارد مع ياسمينة حفيدة أسمهان في الافتتاح

TT

«مهرجانات بيت الدين» في عيدها الـ35 تستعيد فناني الاغتراب

الدورة الخامسة والثلاثون لـ«مهرجانات بيت الدين» ليست كسابقاتها، لا من حيث البرنامج ولا المؤتمر الصحافي ولا الفنانين المشاركين. هكذا يطّور المهرجان أداءه بليونة طيعة، تبعاً للوضع الاقتصادي الذي يزداد صعوبة، من خلال استعادة الفنانين اللبنانيين الذين باتت لبعضهم شهرة عالمية في المغتربات. ويعكف المهرجان على ابتكار برنامجه، بالتعاون مع مواهب كبيرة، لا تزال قليلة الحضور على المسارح اللبنانية، ويستفيد من حالة يفترض أنها سلبية للاستثمار في نتاجات محلية.
خمسة وثلاثون عاماً... يبدو أن اللجنة المنظمة أرادت المناسبة مفصلاً، وتخلت عن المؤتمر الصحافي الكلاسيكي، وحولت اللقاء مع الإعلام إلى حفل صغير لكنه دال للتعريف الحي بالحفلات والفنانين الشباب الذين سيكونون نجوم صيف 2019. كل التفاصيل درست بعناية من المنزل القديم والأنيق إلى المنصة الصغيرة ومكان جلوس الحضور، امتداداً إلى القاعة المجاورة التي ازدانت ببعض البوسترات لتصلح كخلفية للقاءات الصحافية، والبيانو الذي جعل العزف الحي جزءاً من هذا التقديم يتجاوز الشفاهة في القول وعرض الأفلام المختصرة التي تعرف بالبرنامج إلى وصلات صغيرة وعينات فنية عما سيشاهده المتفرج في بيت الدين. ولهذه الغاية حضر فنانون من فرنسا ولندن وربما أماكن أخرى للمشاركة في الحفل العيّنة.
وزير السياحة أفيديس كيدانيان، له رأي في المهرجانات لا يبدو أنه إيجابي ولم يفصح عنه، لكنه مع ذلك داعم. وهو على أي حال منذ توليه مسؤولية الوزارة، لم يظهر حماساً، خاصة أنه فوجئ بتزايد عدد المهرجانات فيما الميزانية تشح والمطالب تتكاثر وعليه أن يوزع بالعدل والقسطاس. وزير الثقافة محمد داود في أول مؤتمر صحافي لمهرجان يحضره أثنى على بيت الدين واعتبره «أهم المهرجانات وأكثرها غنى»، مع تحية إلى رئيستها نورا جنبلاط لـ«شغفها وتفانيها في تقديم الأرقى ووضعها في مستويات عالمية باستقطاب نجوم من مختلف المهرجانات».
وقبل أن تعرض نورا جنبلاط البرنامج تحدثت بإيجاز شديد وبكلمات قليلة عن صعوبات 35 سنة من الثقافة والفنون كانت عبارة عن «مواجهة اليأس بالأمل والانغلاق بالانفتاح».
وفي قصر الأمير بشير الشهابي التاريخي في بيت الدين كالمعتاد ستنطلق المهرجانات هذه السنة في الثامن عشر من يوليو (تموز) وتستمر حتى العاشر من أغسطس (آب) بوتيرة متسارعة لعشرة عناوين على البرنامج، حيث سيكون الافتتاح مع عرض لغابريـال يارد الذي كان حاضراً في المؤتمر والمغنية ذات الصوت الحنون ياسمينة جنبلاط حفيدة الفنانة الراحلة أسمهان، ترافقهما الأوركسترا الفيلهارمونيّة اللبنانيّة. وعزف يارد مقطوعة مقتطعة من الحفل خلال المؤتمر الصحافي، وغنت جنبلاط، لجدتها أسمهان «يا حبيبي تعالى الحقني شوف إيه الي جرى لي من حبك». ليشرح كل بدوره كيف تمت هذه الشراكة التي تختمر منذ سنين إلى أن تفتقت عن مجموعة من تسع أغنيات كتبتها جنبلاط بنفسها ستغنيها في هذا الحفل، إضافة إلى أغنيات مختارة من ريبرتوار أسمهان. ويارد هو مؤلف موسيقي لبناني مقيم خارج وطنه منذ خمسين سنة حائز على جائزة أوسكار ومؤلف لموسيقى تصويرية سينمائية شهير ومعروف. وحفله مع هذه الشابة المغامرة تجربة منتظرة لمن يحبون المزج المحترف والعميق بين الموسيقات الشرقية والغربية.
شرح يارد: «التقيت بياسمينة جنبلاط يوم كنت مقيماً في لندن قبل 15 عاماً. كانت مهتمّة بإعادة إحياء أغنيات جدّتها أسمهان. وكنت في تلك الحقبة منشغلاً بصناعة الأفلام ولم أك واثقا من كوني الشخص المناسب لمساعدتها، نظراً لإلمامي القليل بالموسيقى الشرقيّة. ولكنّ صداقة وطيدة نشأت بيننا وأصبحنا نلتقي بين الحين والآخر. بعد مضي 13 عاماً، قررت أن أسجّل بصوت ياسمينة أغنية أسمهان (يا حبيبي تعالى الحقني) دون أي مرافقة موسيقيّة فأذهلني نقاء صوتها البلوّري الأنيق الفريد من نوعه وبدأت أؤلّف وأوزّع وأعدّل الأغنية الأصليّة لكي تتخذ شكلاً فريداً».
وفي العشرين من يوليو (تموز) أي بعد يومين من حفل يارد وياسمينة، حفل لجيرار دوبارديو هذه المرة بعيداً عن شهرته السينمائية ليغني على المسرح أغنيات صديقته باربارة، ويرافقه في العزف على البيانو جيرار داغير.
وقد تكون المفاجأة هي عودة جبران خليل جبران إلى المهرجانات في ميوزيكل لكن هذه المرة بالإنجليزية عبر كتابه «الأجنحة المتكسرة»، وباللغة الإنجليزية، ومع الفنانين نديم نعمان ذي الأصول اللبنانية الآتي من بريطانيا، ودانا الفردان التي تأتي هي الأخرى وفي جعبتها تجربتها الخاصة في التأليف الموسيقي.
وتصل المسرحية إلى مسقط رأس جبران بعد جولة ناجحة في لندن بمواكبة من فريق عمل وست أند وأسرة العرض. وهي من إعداد نديم نعمان ودانا الفردان أخرجها بروناغ وأنتجها علي مطر وأشرف على هندستها جو دايفسون. وتحدث نعمان خلال المؤتمر عن تجربته، وغنى إحدى الأغنيات، وقال إنه يقدم العمل بالإنجليزية «لأن الشرق لا يحتاج إلى دروس من جبران، لكن الغرب يحتاج إلى ذلك». وفي الثلاثين من يوليو لمحبي الموسيقى الكلاسيكية نجمان من نجوم الاغتراب يعودان للقاء الجمهور حيث يقدم عبد الرحمن الباشا وبيلي عيدي حفلاً موسيقياً مزدوجاً بالعزف على البيانو. وبالطبع وللسنة العشرين سيعود كاظم الساهر إلى بيت الدين، للقاء الجماهير العريضة التي تتقاطر سنوياً لسماعه. والموعد هذه السنة هو أيام الأول والثاني والثالث من أغسطس. وفي السادس من أغسطس نجم شاب جديد صاعد من العائلة الرحبانية الذي بات معروفاً رغم عمره الفني القصير. عمر الرحباني حضر المؤتمر ومعه والده عدي ووالدته احتفاء به. تحدث عمر عن أنه سيقدم في حفله الموسيقي جزءاً من أسطوانته التي لقيت إعجاباً في لبنان وبريطانيا «باسبور» وكذلك باقة من الأغنيات الرحبانية. وفي الثامن من أغسطس حفل لمحبي البلوز مع فرقة «مونداي بلوز باند» المؤلفة من محترفين وهواة. وقدم كمال بدارو من الفرقة مقطعاً موسيقياً فرحاً وبهيجاً أثار حبوراً في القاعة، قائلا إنه «يريد أن يثبت للجميع أن البلوز ليست موسيقى حزينة أبداً» وقد نجح في مهمته ونال تصفيقاً حاراً. ولمحبي الطرب العربي وعشاق عبد الحليم حافظ تحديداً حفل الختام في العاشر من أغسطس يحييه الفنان المغربي عبده شريف، ترافقه الأوركسترا اللبنانية الشرقية، وذلك احتفالاً بمرور 90 سنة على ولادة العندليب الأسمر.
وككل سنة إلى جانب الحفلات ثمة معارض تستمر طوال فترة الحفلات، وهذه السنة معرض صور عن الطائفة الدرزية لجاك داباغيان بالتعاون مع «المعهد الفرنسي» في دير القمر، ومعرض للفنان المصور المعروف عمار عبد ربه، عنوانه «سوريا، بلدي الذي لم يعد موجوداً».
وهكذا يكون الإعلان عن برنامج «بيت الدين» هو فاتحة الإعلانات لموسم الصيف المهرجاني المنتظر.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».