مؤتمر مجالس «التعاون الإسلامي» يشدّد على «مركزية القضية الفلسطينية»

TT

مؤتمر مجالس «التعاون الإسلامي» يشدّد على «مركزية القضية الفلسطينية»

بعد غياب إيران عن أشغال المؤتمر الـ14 لـ«اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي»، الذي احتضنه البرلمان المغربي، انتقد الأردن عدم دعوة البرلمان السوري إلى المؤتمر، الذي اختتم أشغاله أمس، والذي شدد مشروع بيانه الختامي على «مركزية القضية الفلسطينية والقدس».
وقال عبد الكريم الدوغمي، رئيس وفد البرلمان الأردني، أمس، خلال جلسة العمل الثانية للمؤتمر، التي عقدت بمجلس النواب المغربي: «أسجل عتبي على الرئيس الحبيب المالكي (رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس الدورة الحالية) لعدم دعوة البرلمان السوري، الذي كان حاضراً في هذا المؤتمر في طهران، وكان حاضراً أيضاً في اتحاد البرلمان العربي».
وانتقد المسؤول الأردني المؤتمر ككل «لعدم قدرة (اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي) على حل ولو مشكلة واحدة من المشاكل، التي تعاني منها الدول الإسلامية»، محملاً أميركا والإمبريالية العالمية المسؤولية عن تلك المشكلات. كما انتقد الدوغمي «شيطنة» المقاومة الفلسطينية واللبنانية ونعتها بـ«الإرهاب».
من جهته، قال قاسم أبو هاشم، عضو مجلس النواب اللبناني، لـ«الشرق الأوسط»، إنه كان هناك تباين بين أعضاء الاتحاد حول الصياغة النهائية للبيان الختامي بسبب خلافات حول عدد من القضايا؛ «أبرزها الوضع الإنساني في سوريا، والجزر الثلاث. إلا إنه جرى التوافق على عدم إثارة النقاط الخلافية، وأن تناقش بين أعضاء الاتحاد ومنظمة التعاون الإسلامي لإيجاد صيغ جديدة لحلها».
وكان عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، قد جدد دعم بلاده الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن «2216» والقرارات الدولية ذات الصلة. وحمل في مداخلته أمام المؤتمر، مساء أول من أمس، «الميليشيا الحوثية الإرهابية، التابعة لإيران، كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية، والمعاناة الإنسانية الناتجة عنها»، موضحاً أن «السعودية لم تغفل الجانب الإنساني، ومد يد العون للمحتاجين، وحرصت على أن تكون أول من استجاب لنداء الأمم المتحدة العاجل لإغاثة اليمن»، لافتاً إلى أن «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» نفذ خلال الفترة الماضية أكبر خطة استجابة للإغاثة الإنسانية في تاريخ الأمم المتحدة لمساعدة الشعب اليمني، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة لليمن منذ عام 2014 أكثر من 13 مليار دولار، بالإضافة إلى تبرعها أخيراً بمبلغ 500 مليون دولار مساعدات إنسانية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن تركيا سعت إلى أن يعتمد المؤتمر قراراً بشأن الوضع الإنساني في اليمن، تقدمت به خلال انعقاد اللجنة التنفيذية للاتحاد؛ إذ طلب الوفد التركي خلال الجلسة المغلقة، التي عقدتها اللجنة الاثنين الماضي، اللجوء إلى التصويت للحسم فيه بعد اعتراض الوفد السعودي على القرار. إلا إن المالكي والأمين العام للاتحاد محمد القريشي نياس تحفظا على اللجوء إلى التصويت، وعلى تخصيص اليمن وحده بالقرار.
واقترح المالكي أن تعد الأمانة العامة للاتحاد ملفاً عن الأوضاع الإنسانية في البلدان المتضررة من الحروب في اجتماع مقبل، حلاً للخلاف.
من جهة أخرى، قال آل الشيخ إن القضية الفلسطينية تعد في مقدمة اهتمامات المملكة، مذكراً بموقفها الثابت تجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا السياق، دعا آل الشيخ إلى تضافر الجهود في سبيل التصدي لجميع أشكال الإرهاب ومنظماته، مشيراً إلى أن «السعودية قادت الكثير من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة، بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية».
وشدد مشروع البيان الختامي للدورة الـ14 للمؤتمر على «مركزية القضية الفلسطينية والقدس في اهتمامات الأمة الإسلامية».
أما في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، فقد أكد البيان «مسؤولية جميع الدول في الابتعاد عن استخدام العنف والتطرف العنيف، أو التهديد باستعماله ضد سلامة أراضي دولة أخرى، أو استقلاله السياسي». ورفض العقوبات الجائرة المفروضة على البلدان الإسلامية. كما تطرق البيان إلى الوضع في ليبيا والوضع الإنساني في سوريا ومالي... وغيرها من القضايا.


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».