الأرجنتين ترفع فوائد ديونها بشكل حاد لإنقاذ «البيزو»

الأرجنتين ترفع فوائد ديونها بشكل حاد لإنقاذ «البيزو»
TT

الأرجنتين ترفع فوائد ديونها بشكل حاد لإنقاذ «البيزو»

الأرجنتين ترفع فوائد ديونها بشكل حاد لإنقاذ «البيزو»

أنهت العملة المحلية في الأرجنتين (البيزو) تداولاتها أول من أمس على ارتفاع بعد أن طرح البنك المركزي للبلاد ديونا قصيرة الأجل بأسعار فائدة أعلى، في محاولة لوقف خسائر العملة التي جنتها الخميس الماضي.
وتعاني العملة الأرجنتينية من ضغوط في ظل ارتفاع مستويات التضخم وانكماش الاقتصاد في عام سيشهد تنظيم انتخابات.
وارتفع البيزو أول من أمس بـ1.8 في المائة، ليساوي الدولار 41.75 مقابل العملة الأرجنتينية، بعد أن وصلت العملة الأميركية الخميس إلى 42.5 بيزو.
وضعف البيزو بشكل حاد الأسبوع الماضي موسعا خسائره منذ بداية العام إلى نحو 10 في المائة، وهو ما يجدد مخاوف من موجة مبيعات أخرى بعد أن خسر نحو نصف قيمته أمام العملة الأميركية في 2018.
وباع البنك المركزي الأرجنتيني أول من أمس 104.865 مليار بيزو (2.539 مليار دولار) من الأوراق المالية Leliq»» بمتوسط فائدة سنوي بـ56.756 في المائة، بحسب متداولين، وهو ما يرتفع بشكل حاد عن متوسط فائدة الخميس الذي بلغ 51.862 في المائة.
وتقول وكالة رويترز إن الفائدة المرتفعة على أوراق Leliq»» تشجع المتداولين في السوق على بيع الدولارات لشراء هذه الديون التي تهيمن عليها عملة البيزو وهو ما يدعم العملة الأرجنتينية.
ويواجه ماكري تحديات اقتصادية صعبة قبل انتخابات عامة حاسمة في أكتوبر (تشرين الأول). وتعاني الأرجنتين واحدا من أعلى معدلات التضخم في العالم بلغ نحو 50 في المائة العام الماضي. وفي استطلاع نشره البنك المركزي الأربعاء رفع خبراء اقتصاديون توقعاتهم للتضخم في 2019 إلى 31.9 في المائة.
وفي أول شهرين من العام الحالي، أنفق البنك المركزي نحو مليار دولار لمحاولة إضعاف البيزو بعد أن ارتفعت قيمته إلى مستويات تجاوزت نطاق تداول تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي.
ويتوقع محللون أن يواصل البيزو التراجع ليصل إلى نحو 48 مقابل الدولار بحلول نهاية العام.
وفي يونيو (حزيران) أعلن صندوق النقد الدولي عن موافقته منح الأرجنتين أكبر قرض في تاريخه بقيمة 50 مليار دولار، ووافقت المؤسسة الدولية على زيادة القرض إلى 57.1 مليار دولار في محاولة لإنقاذ عملة البلاد «البيزو» من الانهيار المستمر.
وسيساعد قرض الصندوق الأرجنتين على سداد التزاماتها الخارجية والتي قدرت مؤخرا بـ28 مليار دولار في 2019.
والأرجنتين من الأسواق الناشئة التي واجهت مؤخرا اضطرابات بعدما تسبب الجفاف في انزلاق ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية إلى الركود. وبسبب مخاوف المستثمرين من عجز الأرجنتين عن خدمة ديونها الخارجية هذا العام، صار البيزو إحدى أسوأ العملات أداء خلال 2018. وفقدت العملة أكثر من 50 في المائة من قيمتها منذ بداية 2018.
وقالت مديرة صندوق النقد كريستان لاغارد إن البنك المركزي الأرجنتيني وافق في إطار اتفاق القرض على تحرير سعر صرف البيزو وعدم التدخل في سوق الصرف؛ إلا في حالات الضرورة القصوى.



واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
TT

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين، بهدف دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاع الطاقة النظيفة.

ووفقاً للإشعار الصادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي، ستزيد الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية والبولي سيليكون المصنوعة في الصين إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كما ستُفرض رسوم بنسبة 25 في المائة على بعض منتجات التنغستن، بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، بعد مراجعة الممارسات التجارية الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاء القرار بعد فترة تعليق طويلة، حيث أشار الممثل التجاري الأميركي، في سبتمبر (أيلول)، إلى احتمال اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة، في بيان: «زيادة التعريفات الجمركية هذه تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الضارة التي تنتهجها جمهورية الصين الشعبية. وستكمل هذه الإجراءات الاستثمارات المحلية التي أطلقتها إدارة بايدن-هاريس لتعزيز اقتصاد الطاقة النظيفة وزيادة مرونة سلاسل التوريد الحيوية».

وفي تقرير يوم الخميس، تم ذكر أن المسؤولين الأميركيين والصينيين سيعقدون اجتماعات تجارية هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، قبل نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي، شددت واشنطن القيود المفروضة على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة، بينما ردت بكين بحظر صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، إضافة إلى تشديد ضوابط صادرات الغرافيت.

وتهيمن الصين على سوق هذه المواد، وتعمل الولايات المتحدة على تأمين مصادر بديلة في أفريقيا وأماكن أخرى. ويعد التنغستن معدناً استراتيجياً حيوياً آخر تهيمن الصين على إنتاجه، وليست الولايات المتحدة، مما يجعل كوريا الجنوبية مورداً محتملاً. ويستخدم التنغستن في صناعات متنوعة مثل الأسلحة، وأنابيب الأشعة السينية، وخيوط المصابيح الكهربائية.

وانخفضت واردات الولايات المتحدة من المعدن من الصين إلى 10.9 مليون دولار في عام 2023 من 19.5 مليون دولار في العام السابق.

وبعد حظر بكين تصدير الغاليوم والمعادن الأخرى إلى الولايات المتحدة، يرى المحللون أن التنغستن قد يكون أحد المجالات التي قد ترد فيها الصين. وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تصاعدت التوترات التجارية، حيث كان قد تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية. بينما عدَّ الرئيس جو بايدن هذا النهج خاطئاً، وأبقى على التعريفات التي فرضها ترمب خلال ولايته الأولى مع تبني استراتيجية أكثر استهدافاً.

وقد شهدت الصين زيادة كبيرة في إنتاج المركبات الكهربائية الرخيصة والألواح الشمسية والبطاريات، في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لدعم هذه الصناعات في الولايات المتحدة. وتتهم أميركا الصين بدعم صادراتها بشكل غير لائق، ما يمنح مصنعي الألواح الشمسية وغيرها ميزة غير عادلة في الأسواق الخارجية، حيث تبيع هذه المنتجات بأسعار منخفضة بفضل الدعم الحكومي. كما تفرض الصين ضغوطاً على الشركات الأجنبية لتسليم التكنولوجيا.

وتشكل الصين أكثر من 80 في المائة من سوق الألواح الشمسية في جميع مراحل الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مما يجعلها تهيمن على هذا القطاع بشكل واضح. وقد جعلت اقتصاديات الحجم الضخم في صناعة الطاقة الشمسية المنتجات الصينية أقل تكلفة، بينما قامت بتوجيه سلاسل التوريد إلى داخل الصين. وقد دعت وكالة الطاقة الدولية الدول الأخرى إلى تقييم سلاسل توريد الألواح الشمسية الخاصة بها ووضع استراتيجيات للتعامل مع أي مخاطر.

وفي بداية عام 2018، فرضت إدارة ترمب تعريفات بنسبة 30 في المائة على واردات الألواح الشمسية الصينية، وقد تقدمت بكين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بدعم مشتريات المركبات الكهربائية بشكل غير عادل.

واختتمت التحقيقات التي دفعت الممثل التجاري الأميركي إلى اتخاذ قرار بزيادة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية بتقرير صادر في مايو (أيار)، مما أسفر عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات الكهربائية، الحقن، الإبر، القفازات الطبية، أقنعة الوجه، أشباه الموصلات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، وغيرها. كما تم رفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 100 في المائة بدلاً من 25 في المائة، في حين ارتفعت الرسوم الجمركية على بطاريات الليثيوم الصينية إلى 25 في المائة بعدما كانت 7.5 في المائة.