صادرات الصين خلال فبراير بأدنى مستوى في 3 سنوات

TT

صادرات الصين خلال فبراير بأدنى مستوى في 3 سنوات

هبطت الصادرات الصينية لأدنى مستوى في ثلاث سنوات خلال فبراير (شباط)، في الوقت الذي انخفضت فيه الواردات للشهر الثالث على التوالي، بما يشير إلى المزيد من التباطؤ في الاقتصاد.
وأظهرت بيانات من الجمارك أن صادرات فبراير هبطت 20.7 في المائة على أساس سنوي، في أحدث تراجع منذ فبراير 2016. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا انخفاضاً نسبته 4.8 في المائة بعد قفزة غير متوقعة في يناير (كانون الثاني) بلغت 9.1 في المائة.
وانخفضت الواردات 5.2 في المائة على أساس سنوي، مقارنة مع توقعات محللين لانخفاض نسبته 1.4 في المائة. وكانت الواردات انخفضت 1.5 في المائة في يناير.
وبذلك تكون الصين قد حققت فائضاً تجارياً بلغ 4.12 مليار دولار للشهر، مقارنة مع توقعات بتحقيق 26.38 مليار دولار.
وباتت الصين تواجه وضعاً معقداً وهي تخوض حرباً تجارية مع واشنطن أدت إلى تبادل فرض رسوم جمركية مشددة بمليارات الدولارات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال ريموند يونغ المحلل في مصرف «إيه إن زد» إن «الأرقام التي نشرت أمس تعزز وجهة نظرنا التي تفيد بأن الانكماش الاقتصادي في الصين بدأ». وأضاف أن «القليل من الأسباب تدفع إلى توقع ارتفاع في الأمد القصير».
وتواجه الصين التي تستهدفها حرب تجارية بدأتها الولايات المتحدة، تباطؤاً في النمو الاقتصادي الذي انخفض العام الماضي إلى 6.6 في المائة، وكان الأدنى منذ 28 عاماً. وأعلن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، الثلاثاء الماضي، عن هدف مخفض بشكل طفيف للنمو في 2019 يتراوح «بين 6 و6.5 في المائة».
وسجلت الصناعات التحويلية في فبراير أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات. وفي الشهر السابق، كاد مؤشر مهم للأسعار في القطاع الصناعي يصل إلى الانكماش.
غير أن احتياطات الصين من النقد الأجنبي ارتفعت في فبراير إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر، حيث أسهمت أنباء المفاوضات بين بكين وواشنطن بشأن الحرب التجارية المحتدمة بين الجانبين منذ العام الماضي في طمأنة المستثمرين نسبياً بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما دعم من عملة اليوان.
وزادت الاحتياطات من النقد الأجنبي، التي تُعدّ الأكبر على مستوى العالم، بـ2.26 مليار دولار في فبراير إلى 3.090 تريليون دولار، بحسب ما أظهرته بيانات البنك المركزي الصيني الخميس، وهو أعلى مستوى للاحتياطي منذ أغسطس (آب) 2018.
وتعهدت الصين الثلاثاء بزيادة مرونة سعر صرف اليوان، وهو ما أعطى مؤشراً على تعديل في السياسة النقدية للبلاد، وتحديداً لنظام سعر الصرف المدار في الوقت الراهن.
وفي أحدث تطورات في الحرب التجارية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس أن المفاوضات التجارية مع الصين تحرز تقدماً، معرباً عن تفاؤله بشأن إنهاء المواجهة التي استمرت ثمانية أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم. وأبلغ ترمب الصحافيين في البيت الأبيض أنّ المحادثات «تسير بشكل جيد».
وتتهم واشنطن بكين بممارسات تجارية غير عادلة بينها سرقة الملكية الفكرية، كما أنها تطالبها بإصلاحات في النظام الاقتصادي. لكن من غير المتوقع أن تقوم الصين بإصلاحات بارزة دون التعرض لضغوط معركة تجارية طويلة الأمد.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.