الجيش اليمني يتقدم في صعدة ويصد هجمات للميليشيات بتعز

مقتل وجرح 36 حوثياً في حجة... واستعادة مواقع في حجور

TT

الجيش اليمني يتقدم في صعدة ويصد هجمات للميليشيات بتعز

ذكرت مصادر عسكرية يمنية رسمية أن رجال قبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة الحدودية تمكنوا أمس من استعادة مواقع جنوب المديرية بعد معارك ضد الميليشيات واكبتها ضربات جوية لتحالف دعم الشرعية على مواقع الجماعة وتعزيزاتها في الجبهة الشرقية.
وفيما أدت المعارك إلى مقتل 30 حوثياً وجرح 6 آخرين على الأقل، حققت قوات الجيش اليمني تقدماً جديداً في محافظة صعدة؛ حيث المعقل الرئيسي للجماعة الحوثية، وصدت هجمات للجماعة غرب محافظة تعز.
في غضون ذلك، أفاد الموقع الرسمي للجيش بأن الميليشيات شنت أمس قصفاً عنيفاً بمختلف الأسلحة على مواقع قوات الجيش الوطني المتمركزة في منطقتي الجبلية والفازة في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، في وقت أفشلت فيه القوات محاولة تسلل نفذتها الميليشيات على مواقع الجيش بمنطقة الفازة.
وأكد الموقع أن الميليشيات رفضت تسليم خرائط الألغام أو الدخول في نقاش حول شكل السلطة المحلية والأمنية طبقاً لاتفاقية السويد بإعادة موظفي الدولة الرسميين في مرحلة ما قبل الانقلاب.
وقال الموقع إن الفريق الحكومي المشارك في مشاورات السويد طالب رئيس المراقبين الأمميين الجنرال مايكل لوليسغارد، بتحديد موقف واضح إزاء مراوغة ميليشيات الحوثي الانقلابية وعدم تنفيذ اتفاق السويد والتزامها بتعهداتها.
وفي محافظة حجة التي وصلت إليها تعزيزات عسكرية للجيش بغرض فك الحصار الحوثي عن قبائل حجور، ذكرت مصادر قبلية وأخرى عسكرية أن 30 حوثياً قتلوا وجرح 6 على الأقل في معارك ضارية مع قبائل حجور، وكشفت عن غارات لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية، في مديرية كشر شمال محافظة حجة.
وأكدت المصادر أن رجال القبائل استعادوا قرية بني شوس في الجبهة الجنوبية لكشر بعد أسبوعين من استيلاء الميليشيات عليها، كما صدوا هجوماً حوثياً عنيفاً على جبل جمانة الاستراتيجي في منطقة بني رسام في الجبهة نفسها. وقتل في المواجهات 10 حوثيين - بحسب المصادر - واغتنم رجال القبائل أسلحة وذخائر بعد هروب الميليشيات باتجاه مديرية أفلح الشام المجاورة، في حين شنت مقاتلات التحالف غارات جوية استهدفت عربة تقل عناصر من الميليشيات، في منطقة القرعة شمال شرقي العبيسة، في الجبهة الشرقية من مديرية كشر، كما استهدفت بغارة أخرى عربة للميليشيات غرب المندلة، ما أسفر عن مقتل 20 عنصراً حوثياً على الأقل. وفي سياق ميداني متصل، أفشلت قوات الجيش الوطني، أمس، عدداً من محاولات التسلل لعناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة تعز، بمنطقة العريش في جبهة عبدان شرق المدينة، وفي محيط معسكر الدفاع الجوي، ومحيط جبل هان والمطار القديم في الجهة الغربية.
وفي جبهات صعدة، حررت القوات أمس مواقع استراتيجية في مديرية رازح، وأحكمت قوات «اللواء السابع حرس حدود» بقيادة العميد بشير الشرعبي السيطرة الكاملة على منطقة «قلة زيد» وقريتي «القد» و«الحصن» في منطقة مسن القد الاستراتيجية بمديرية رازح وذلك بعد يوم من تحرير قرى «أحمد علي» و«صدام» و«دمنان» بإسناد من طيران التحالف الداعم للشرعية.
في السياق نفسه، انتزعت الفرق الهندسية لقوات الجيش الوطني أكثر من 50 لغماً أرضياً وعبوة ناسفة من المناطق التي تم تحريرها، بحسب ما أورده الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر نت».
وكانت القوات الحكومية تمكنت من تحرير مناطق استراتيجية جديدة في مديرية الصفراء شمال محافظة صعدة، بعد معارك مع الحوثيين، وهي مناطق «شعاب الحنكة وسلسلة جبال بني أمية في منطقة النقعة» كما حررت - بحسب مصادر عسكرية رسمية - جبل نواف الاستراتيجي، الذي يطل على مناطق الرزامات والنقعة، وظهران الجنوب في الأراضي السعودية.
وفي محور علب، كشف العميد عبده فارع البرح، قائد اللواء العاشر عن خطة عسكرية لما بعد تطهير باقم بمحافظة صعدة من ميليشيات الحوثي الانقلابية، وعن سير المعارك في جميع المحاور وما حققته قوات الجيش الوطني من انتصارات كبيرة على الأرض في معاركه ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال البرح لـ«الشرق الأوسط» إن «مديرية باقم تعدّ شبه محررة بالكامل، وخطتنا العسكرية تم رسمها وإعدادها مسبقاً من قبل قيادة الجيش الوطني في محور علب، وهي الوصول إلى مركز مديرية باقم». وأضاف: «كل خطة عسكرية لا يتم إعدادها واعتمادها إلا بعد التشاور ومناقشتها مع قيادة الجيش الوطني في المحور ومع قوات التحالف من أجل اتخاذ الأساليب التكتيكية المناسبة لإنجاح الأعمال القتالية». وأوضح أنه «يجري تطهير المناطق المحررة من الألغام المزروعة في المنازل والطرقات والمزارع والمرافق في مديرية باقم». وبين أن «العمليات العسكرية في صعدة تجري في 5 محاور، وجميع تلك المحاور حققت تقدمات وانتصارات كبيرة على الأرض، وتمكنت القوات من السيطرة على مناطق شاسعة واستراتيجية لها أهمية عسكرية كبيرة لدى الميلشيات الانقلابية، وأصبحت الآن في قبضة الجيش الوطني». وتابع: «الآن أصبح تحرك الميليشيات الانقلابية محدوداً؛ حيث إنها أصبحت محاصرة في مناطق ضيقة ومرصودة ومكشوفة للجيش الوطني وقوات التحالف العربي، ويتم استهدافها بسهولة. أما بالنسبة لجبهة باقم (محور علب) التي هي قطاع مسؤوليتنا، فقد تم إحراز انتصارات وتقدمات كبيرة جداً رغم صعوبة ووعورة طبيعة الأرض والتضاريس والجبال الكبيرة الممتدة والجروف والوديان المتوسطة بين تلك الجبال المحيطة على امتداد الطريق الرئيسية من منفذ علب حتى وسط مديرية باقم». من جانبه، قال العميد عبد اللطيف الضبياني، قائد «لواء مهام الاقتحامات 126» تحت قيادة قوة نجران، لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف المقبل هو قرية وائلة التي تعدّ مصدر الإمداد لميليشيات الحوثي».
وأكد أن «الجيش الوطني يسير بخطى ثابتة وبخطط عسكرية وبتنسيق مع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية»، مشيراً إلى وجود «خطة عسكرية شاملة وتنسيق مع قوات التحالف لتحرير ما تبقى من تلال قبالة قرية وائلة التي أصبحت في مرمى الجيش».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».