أفاد المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» اليوم (السبت)، بأن القوات المدعومة من الولايات المتحدة توغلت في آخر جيب لتنظيم «داعش» وإن قتالا شرسا جار الآن.
وتوغلت «قوات سوريا الديمقراطية» من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق. وقال المكتب الإعلامي في نشرة جرى توزيعها على الصحافيين، إن ثلاثة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية أصيبوا حتى الآن.
وتوقع مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديقراطية أن تنتهي المعركة ضد «داعش» في الباغوز «قريبا».
وبات التنظيم الذي كان في العام 2014 يسيطر على على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، محاصراً في نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة واعتداءاته الدموية.
وأعلن بالي في تغريدة «بدأت قواتنا التحرك العسكري والاشتباك مع الإرهابيين لاستكمال تحرير (البقعة الأخيرة) نهائيا». وقال إن الهجوم بدأ «بعد أن استكملت قواتنا إجلاء المدنيين من الباغوز وتحرير مقاتلينا الذين كانوا مختطفين لدى داعش، لم يتبق في الباغوز سوى الإرهابيين».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بالي، قوله «بدأ الهجوم عند الساعة السادسة (16,00 ت غ) وسينتهي حين ينتهي آخر داعشي» مشيراً إلى أن «القصف بالسلاح الثقيل قد بدأ».
وتقود «قوات سوريا الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، منذ سبتمبر (أيلول) هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لطرد التنظيم من شرق دير الزور. وعلّقت عملياتها العسكرية منذ أسبوعين، مع اتهامها التنظيم باستخدام المدنيين المحاصرين، كـ«دروع بشرية».
وأجلَت «قوات سوريا الديموقراطية» في الأيام العشرة الأخيرة، آلاف الرجال والنساء والأطفال بينهم عدد كبير من الأجانب وغالبيتهم من عائلات المقاتلين، من المنطقة الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، أوقفت «قوات سوريا الديموقراطية» أكثر من خمسة آلاف عنصر من التنظيم كانوا في عداد نحو 52 ألف شخص خرجوا منذ ديسمبر (كانون الأول) من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
وأكد بالي خروج «آخر دفعة من المدنيين اليوم» مضيفاً أن «أولئك الذين خرجوا أكدوا أنه لم يبقَ أحد والذين بقوا لا يريدون الخروج. الأشخاص الذين بقوا في الباغوز هم دواعش».
وقال «إذا تبين لنا أثناء التقدم أن هناك مدنيين سنعمل على عزلهم أو تجنيبهم الاشتباك. ونحن مرغمون على أن نكمل».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد ميداني، قوله مساء أمس «بحسب المعلومات ليس هناك مدنيون، لكن هناك وحدة خاصة لإجلائهم في حال تبيّن وجود البعض في الداخل».
وكان القائد العام لـ«قوات سوريا الديموقراطية» مظلوم كوباني توقّع الخميس في مقطع فيديو نُشر على موقع «فيسبوك»، إعلان «الانتصار الكامل على داعش» خلال أسبوع.
واستبق الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعلان «قوات سوريا الديموقراطية» انتهاء المعركة ضد تنظيم «داعش».
وقال متوجها إلى قوات أميركية في ألاسكا أثناء رحلة عودته من فيتنام أول من أمس (الخميس)، «استعدنا السيطرة، كنتم تسمعون أنه (تمّت استعادة السيطرة على) 90 في المئة، 92 في المئة من (أراضي) الخلافة في سوريا. أما الآن فباتت 100%. استعدنا السيطرة»، بحسب تصريحات نشرها موقع البيت الأبيض الرسمي.
وفي 19 ديسمبر، أعلن الرئيس الأميركي بشكل مفاجئ قراره سحب الجنود الأميركيين المتمركزين في سوريا (عددهم ألفا جندي)، في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن تنظيم «داعش» هُزم. وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق أن الجيش الأميركي سيُبقي نحو مئتي جندي في سوريا.
وتقع بلدة الباغوز على الضفاف الشرقية لنهر الفرات بمحاذاة الحدود العراقية، ويُحاصر المتطرفون في بقعة عند أطرافها الشرقية.
وتطوق قوات سوريا الديموقراطية البلدة من جهتي الشمال والغرب، فيما تتواجد قوات النظام السوري جنوباً على الضفة الغربية للفرات، والقوات العراقية شرقا على الجهة المقابلة من الحدود.