قتلى وجرحى باشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة في مصر

مصادر بالأوقاف لـ «الشرق الأوسط»: سيطرنا على منابر جمعيات الإسلاميين

اشتباكات ضارية بين قوات الأمن المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة نصر أمس (رويترز)
اشتباكات ضارية بين قوات الأمن المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة نصر أمس (رويترز)
TT

قتلى وجرحى باشتباكات بين أنصار «الإخوان» والشرطة في مصر

اشتباكات ضارية بين قوات الأمن المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة نصر أمس (رويترز)
اشتباكات ضارية بين قوات الأمن المصرية ومؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة نصر أمس (رويترز)

تضاربت الأنباء في مصر أمس بشأن أعداد القتلى جراء مواجهات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، فبينما أعلنت وزارة الصحة عن مقتل ستة متظاهرين، قال تحالف يقوده الإخوان إن 17 على الأقل قتلوا خلال المظاهرات التي دعا لها تحالف دعم الشرعية تحت شعار «الشعب يشعل ثورته».
وبدا ملحوظا ارتفاع حدة المواجهات بين أنصار الإخوان وقوات الأمن على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد أن أعلنت السلطات الجماعة «تنظيما إرهابيا» على خلفية استهداف مديرية أمن للشرطة شمال الدلتا 23 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، خلف 16 قتيلا معظمهم من أفراد الشرطة.
وغطت أحياء في القاهرة أمس سحب دخان أسود كثيف نتج عن إحراق المحتجين إطارات السيارات لعرقلة تقدم قوات الشرطة.
وقالت وزارة الصحة المصرية في بيان مقتضب إن ستة متظاهرين قتلوا أمس وأصيب 42 آخرون في الاشتباكات التي شهدتها المحافظات، لكن شهود عيان وقادة في تحالف دعم الشرعية قالوا إن 17 متظاهرا قتلوا في مظاهرات أمس، معظمهم في العاصمة القاهرة خلال مواجهات في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) وحي المعادي (جنوب القاهرة)، وحي الألف مسكن، واثنين آخرين في محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) ومتظاهرين في الإسكندرية، وآخر في الإسماعيلية (شرق القاهرة)، ومتظاهرا في السويس.
وأشارت مصادر إخوانية إلى أن المواجهات التي وقعت بين قوات الأمن والمتظاهرين في الفيوم (80 كيلومترا جنوب العاصمة) شهدت مقتل متظاهرين وإصابة 15 آخرين بينهم أربع حالات في حالة الخطر.
كما شهدت مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين خلفت قتيلا واحدا على الأقل، في ظل أنباء غير مؤكدة عن سقوط آخر. وقال شهود عيان إن أنصار الإخوان تبادلوا إطلاق الرصاص الحي مع قوات مكافحة الشغب.
وتحدث شهود عيان أيضا عن تبادل لإطلاق النار بين المتظاهرين وقوات الأمن في حي العمرانية بمحافظة الجيزة، وبحي الزيتون في القاهرة. كما أشعل المحتجون النار في بعض المقاهي بحي عين شمس.
وتواجه الشرطة مظاهرات أنصار جماعة الإخوان منذ شهرين بحجة مخالفتها لقانون التظاهر المثير للجدل، مما أدى إلى مواجهات عنيفة، لكن إعلان الجماعة «تنظيما إرهابيا» زاد من حدة المواجهات على نحو لافت.
وتواصل جماعة الإخوان مظاهراتها المناهضة للسلطات، احتجاجا على عزل الرئيس السابق مرسي في الثالث من يوليو الماضي، لكن السلطات وسياسيين يقولون إن الجماعة تسعى من خلال العنف لتعطيل استحقاقات خارطة المستقبل التي تبدأ في منتصف الشهر الحالي بالاستفتاء على دستور جديد للبلاد.
وأحرقت سيارات للشرطة في محافظة الجيزة المتاخمة للقاهرة، والفيوم، والبحيرة (شمالي غرب القاهرة) والإسكندرية وبني سويف. وقطع أنصار جماعة الإخوان شوارع رئيسة في العاصمة. وقال شهود عيان إن المتظاهرين أشعلوا النيران في عدد من السيارات الخاصة بشارع بحي المعادي.
وبخلاف الأسابيع الماضية، اتسعت رقعة البؤر الساخنة في القاهرة وغطت تقريبا معظم الأحياء، في ظل وجود أمني مكثف. وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية إن قوات الأمن ألقت القبض على 122 متظاهرا، وبحوزتهم قنابل محلية الصنع، وكميات من زجاجات المولوتوف، والأسلحة النارية، والبيضاء.
وتابع في بيان رسمي أمس إنه «خلال المتابعات الأمنية لتحرك أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي في محاولتهم اليائسة للعبث بأمن البلاد ونشر الفوضى، فقد تصدت الأجهزة الأمنية بشكل حاسم وفوري لتجمعات إخوانية محدودة بكل من محافظات القاهرة، والجيزة والإسكندرية والفيوم والإسماعيلية، وقنا».
وأضاف أن الإخوان استخدموا في بعض تجمعاتهم أسلحة نارية، والخرطوش، وزجاجات المولوتوف، وألعابا نارية، وأسلحة بيضاء، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين، ورجال الشرطة، بعضهم إصابته خطيرة.
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من التعامل والسيطرة على الموقف في تلك الأحداث، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لملاحقة العناصر المشاركة والمحرضة.
وقال مصدر أمني في الإسماعيلية إن الأجهزة الأمنية بالمحافظة ألقت القبض على أحد عناصر جماعة الإخوان وبحوزته 14 عبوة ناسفة محلية الصنع معدة للاستخدام.
وقال محمود بدر مؤسس حملة تمرد التي دعت للمظاهرات التي انتهت بالإطاحة بمرسي، إن أنصار الإخوان حاصروا منزله بمدينة شبين القناطر، مشيرا إلى أن الأهالي تصدوا لهم.
وتعكس حدة المظاهرات التي اندلعت أمس حجم التحديات التي يمكن أن تواجهها قوات الأمن لتأمين الاستفتاء على الدستور المقرر يومي 14 و15 الحالي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.