واشنطن متفائلة بنجاح القمة الأميركية ـ الكورية الشمالية الأسبوع المقبل

الإعلام في بيونغ يانغ يتحدث عن «منعطف تاريخي»

TT

واشنطن متفائلة بنجاح القمة الأميركية ـ الكورية الشمالية الأسبوع المقبل

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله بنجاح قمته الثانية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي ستنعقد في هانوي في 27 و28 فبراير (شباط)، مؤكداً أن بيونغ يانغ ستلتزم بوقف إطلاق الصواريخ وإنهاء برنامجها النووي. وتعتبر الإدارة الأميركي القمة التاريخية الأولى التي عقدت بين الرئيسين ترمب وكيم في سنغافورة يونيو (حزيران) الماضي، أحد أهم إنجازاتها، وانتصاراً دبلوماسياً بارزاً. وقال ترمب من حديقة البيت الأبيض، أول من أمس، إنه يأمل أن تحظى القمة المرتقبة بـ«الحظ الجيد» نفسه الذي حظيت به القمة الأولى العام الماضي، مشيراً إلى أنه تم إنجاز الكثير في سنغافورة.
وأكد ترمب، أن كوريا الشمالية «التزمت بعدم إطلاق المزيد من الصواريخ، وبوقف التجارب النووية»، مضيفاً: «سنسترجع رفات أبطالنا الكبار الذين شاركوا في الحرب الكورية، وقد استعدنا رهائننا، وسننجح».
وكان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركية، قال في مؤتمر صحافي في وارسو الأسبوع الماضي: إن إدارة ترمب تريد «الوصول إلى أبعد ما يمكن في طريق تحقيق النجاح من القمة الثانية بين الزعيمين ترمب وكيم، وتهدف إلى وضع مجموعة من الأهداف الملموسة، بما في ذلك عملية نزع السلاح النووي».
وبدا أن بيونغ يانغ تشاطر واشنطن تفاؤلها؛ إذ أكدت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية، أمس، أن الدولة الشيوعية أمام «منعطف تاريخي مهم». وأفاد مقال في صحيفة «رودونغ سينمون»، بأنه «حان الوقت لنستعد ونتحرك سريعاً للبحث عن هدف أكبر في وقت نواجه هذه اللحظة الحاسمة». وأضاف: إن «بلدنا تواجه منعطفاً تاريخياً مهماً».
وفي وقت سابق هذا الشهر، قال الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»: إن كوريا الشمالية ستتحول إلى «قوة اقتصادية عظيمة» بقيادة كيم. وأضاف: إن الزعيم الكوري الشمالي «قد يفاجئ البعض، لكنه لن يفاجئني لأنني بت أعرفه، وأفهم بشكل تام القدرة التي يمتلكها».
ودعا مقال «رودونغ سينمون» الكوريين الشماليين إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز اقتصاد البلاد. وأضاف: إن كوريا الشمالية تتحول إلى «دولة اشتراكية قوية»، مشيراً إلى أنه «يجب تصنيع كل منتج لكي تشرق بلدنا»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت كوريا الشمالية التي تمتلك الجزء الأكبر من الثروات المعدنية في شبه الجزيرة، في الماضي أغنى من جارتها الجنوبية. لكن عقوداً من سوء الإدارة رافقها انهيار الاتحاد السوفياتي أدت إلى فقرها.
وفي 2017، حظر مجلس الأمن الدولي الصادرات الرئيسية من كوريا الشمالية (الفحم وغيره من الموارد المعدنية، والثروة السمكية، ومنتجات الأقمشة)؛ بهدف منعها من الحصول على العملة الصعبة رداً على مسعى بيونغ يانغ لتطوير برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».