ترمب يدعو الأوروبيين إلى نقل «داعشييهم» من سوريا

التنظيم الإرهابي جّند أكثر من 14 ألفاً بينهم 3 آلاف أجنبي

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تحاصر مسلحي تنظيم «داعش» في الباغوز آخر معاقلهم في دير الزور (أ.ف.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تحاصر مسلحي تنظيم «داعش» في الباغوز آخر معاقلهم في دير الزور (أ.ف.ب)
TT

ترمب يدعو الأوروبيين إلى نقل «داعشييهم» من سوريا

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تحاصر مسلحي تنظيم «داعش» في الباغوز آخر معاقلهم في دير الزور (أ.ف.ب)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن تحاصر مسلحي تنظيم «داعش» في الباغوز آخر معاقلهم في دير الزور (أ.ف.ب)

في اليوم نفسه الذي انتقد فيه قادة أوروبيون، في «مؤتمر الأمن الأوروبي»، الرئيس دونالد ترمب، لأنه كما قالت أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، «يعامل أصدقاءه وكأنهم أعداؤه»، وفي منتصف الليل بتوقيت واشنطن، ومع بداية صباح جديد في أوروبا، وكأنه يريد لفت انتباه الأوروبيين، غرد ترمب في موقع «تويتر»، وحذر الأوروبيين من خطر «داعش»، وخص «الداعشيين» الأوروبيين المعتقلين في سوريا. وفي التغريدة، التي بدا فيها ترمب وكأنه حريص على أمن الأوروبيين، قال إن «(الداعشيين) قد يحاولون التسلل إلى أوروبا. ولقد حذرت دولاً أوروبية لتسلم المئات من مسلحي تنظيم داعش، وإجراء محاكمات لهم». وأضاف أنه يتعين على بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ودول أوروبية أخرى، «استعادة أكثر من 800 من مسلحي (داعش) معتقلين في سوريا». وذلك لأن «(الخلافة) جاهزة للسقوط، والبديل ليس جيداً». وحذر الأوروبيين بأن الولايات المتحدة قد تضطر لإطلاق سراح هؤلاء «الداعشيين». وأضاف: «نفعل الكثير، وأنفقنا الكثير، وحان الوقت كي يتدخل آخرون، ويقومون بالمهمة التي يستطيعون فعلها». وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس الأحد، «إن أرقام الأمم المتحدة توضح أن تنظيم داعش يظل يجند بين 14 ألفاً و18 ألفاً من المسلحين في العراق وسوريا. وأن من بينهم 3 آلاف أجنبي». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن «قوات سوريا الديمقراطية»، الحليفة للقوات الأميركية في سوريا، تعتقل 130 رجلاً وامرأة وطفلاً فرنسياً. وأن هناك نحو 250 رجلاً لم يعتقلوا، وكذلك نساء وأطفال. وأن أكثر من 300 (داعشي) فرنسي قتلوا».
بالنسبة إلى بلجيكا، فإن من أصل أكثر من 400 «داعشي» بلجيكي توجهوا إلى سوريا منذ 2012، يوجد نحو 150 منهم في سوريا والعراق. يضاف إلى هؤلاء 160 طفلاً ولدوا لزوجين أحدهما على الأقل بلجيكي. وبالنسبة لألمانيا، عاد ثلث «الداعشيين» الذين كانوا سافروا إلى سوريا أو العراق، ويبلغ عددهم جميعاً أكثر من 1050 «داعشياً».
بالنسبة لبريطانيا، من أصل نحو 900 «داعشي» بريطاني ذهبوا إلى العراق وسوريا، عاد نحو 400، معظمهم من النساء والأطفال. وقد لاحق القضاء 40 منهم. وتطبق بريطانيا أيضاً برامج لمعالجة التطرف.
بالنسبة لروسيا، سافر نحو 4500 مواطن روسي للقتال في الخارج «إلى جانب الإرهابيين». وتورد السلطات الروسية أرقاماً متضاربة في بعض الأحيان عن هؤلاء العائدين. وبالنسبة لكوسوفو، سافر نحو 300 من مواطنيها إلى سوريا والعراق. ويظل هناك 145 شخصاً، نصفهم من النساء والأطفال.
ورغم أن ترمب لم يقل في تغريدته إنه إذا لم تقبل الدول الأوروبية «داعشييها»، سترسلهم الولايات المتحدة إلى سجن غوانتانامو في القاعدة العسكرية الأميركية في كوبا، كان مسؤولون في واشنطن أدلوا بتصريحات صحافية عن ذلك. ففي الأسبوع الماضي، أكدت صحيفة «ميليتاري تايمز» في واشنطن، التي تتابع الأخبار العسكرية، أن «مسؤولين قالوا إن سجن غوانتانامو سيحصل على سجناء جدد لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات. وذلك لتوقع تنفيذ خيار واحد مع سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا. وهو مصير المئات من (داعش) هناك». وأشارت الصحيفة إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية»، المتحالفة مع القوات الأميركية، كانت حذرت بأنها «لن تتمكن من الاستمرار في احتجاز مقاتلي (داعش) بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا». وفي الأسبوع الماضي، قالت الخارجية الأميركية إن مقاتلي «داعش»، «إذا لم يُعادوا إلى أوطانهم، يمكن استخدام القاعدة الأميركية في غوانتانامو، حيثما كان ذلك قانونياً. ومناسباً». وأضافت الخارجية، في بيان وزعته وكالة «أسوشتيد برس»: «الاستراتيجية الوطنية في الحرب ضد الإرهاب تؤكد، في وضوح، أن معتقلات النزاع المسلح، بما في ذلك في غوانتانامو، تظل أداة مهمة، وفعالة، لمكافحة الإرهاب». وقال بيان الخارجية الأميركية إن «إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلادهم الأصلية، وضمان مقاضاتهم واحتجازهم هو أفضل حل لمنعهم من العودة إلى ساحة المعركة». ونقلت صحيفة «ميليتاري تايمز» قول مسؤول أميركي إن غوانتانامو هي «خيار الملاذ الأخير». وإن العسكريين الأميركيين في المنطقة حددوا 50 مقاتلاً من بين أكثر من 900 مقاتل تحتجزهم «قوات سوريا الديمقراطية» الحليفة، وإن هؤلاء «عاليو القيمة»، ويمكن نقلهم إلى غوانتانامو، إذا لم يتم ترحيلهم إلى أوطانهم.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.