سنوات السينما: This Gun For Hire

ألان لاد في «مسدس للإيجار»
ألان لاد في «مسدس للإيجار»
TT

سنوات السينما: This Gun For Hire

ألان لاد في «مسدس للإيجار»
ألان لاد في «مسدس للإيجار»

This Gun For Hire
(1942)
‫الطابور الأميركي الخامس

‫يتردد على نحو شبه موثوق أن المخرج الفرنسي المبدع جان - بيير ملفيل، استوحى الصورة التي رسمها لبطله ألان ديلون في «الساموراي» (1967) من تلك التي جسدها ألان لاد في هذا الفيلم البوليسي للمخرج فرانك تاتل.‬
تاتل لم يبلغ الشهرة مطلقاً، رغم أنه حقق بضعة أفلام جيدة (من أصل أكثر من 70 فيلماً)، مثل «المفتاح الزجاجي» و«سرقت مليوناً» و«ساعات ما قبل الفجر». «هذا المسدس للإيجار» أحد أفضل ما حققه والأشهر بينها. مأخوذ عن رواية للكاتب غراهام غرين، ومعالج بإيقاع ممتاز ويعتبره المؤرخون إحدى العلامات البارزة في ذلك الصنف من الأفلام البوليسية المسمّى «فيلم نوار».
ألان لاد لم يكن نجماً من قبل ولم يصبح نجماً إلا من بعد أن لعب بطولة هذا الفيلم. هو القاتل المحترف فيليب رافن الذي يعمل لمنظمة يكتشف لاحقاً أنها طابور خامس يسعى لبث الفوضى في البلاد وبيع مواد كيمائية بطريقة غير قانونية للأعداء. لكن في البداية فرانك مهتم فقط بالحصول على أجره عن آخر عملية قام بها. رئيسه المباشر هو ويلارد (البدين الممتاز ليرد غريغار) الذي يعطيه أجره (1000 دولار) بأوراق نقدية يسهل كشفها. الغاية هي إيقاعه في شرك البوليس للتخلص منه.
البوليس هنا مجسد بشخصية مايكل كران (روبرت برستون) الذي يسعى لتقويض المنظمة؛ لذلك سيرسل صديقته إيلين غراهام (فيرونيكا لايك) للتجسس، وهي تلتقي فرانك الذي أدرك ما يحاك ضده، وأن البوليس في أعقابه.
سيتبع ذلك مطاردات ثم اقتحام فرانك معقل المنظمة ومواجهته ويلارد ورئيسه الخفي انتقاماً، ثم المزيد من المطاردات. لكن، وعلى نحو موازٍ، هناك ذلك الخط العاطفي الذي يبدأ ولا يكمل دربه. فإيلين تفهم وضع فرانك وتفهم خلفيته كطفل أسيئت معاملته فتمرد وتحول إلى قاتل وهي تكاد تنجح في تغييره، لكن عندما يدرك أن البوليس قد وصل إليه يعود إلى غريزة البقاء حيا بقوانينه الخاصة.
الفيلم ليس عملاً فنياً خالداً بطبيعة تكوينه ونسبة لمحدودية الحكاية التي يتولاها. هو فيلم ذو وظيفة يحققها على نحو صحيح مع شخصيات لا تغيب عن البال أهمها ثلاث هي شخصية فرانك وشخصية إيلين وشخصية ويلارد. هذا الأخير يردد أنه لا يستطيع تحمل رؤية مشهد عنيف، لكنه لا يمنع حدوثه إتماماً لغاياته. إيلين هي المرأة الطيبة التي تفهم أكثر من كل رجال الفيلم وفرانك، بالمعطف الواقي من المطر الذي اقتبسه ألان لاد أيضاً، هو الرجل البائس الذي لا يرى نهاية لحياته، لكنه مستمر فيها كما اعتاد عليها.
السياسة التي في الفيلم تمر من تحت رماده. هناك خونة أميركيون يعملون للعدو الخارجي والبطل ينتقل من البراءة التامة إلى الإدراك الجلي. ومن عدم الاكتراث لأي شيء وطني أو لأي دور يمكن لمواطن أن يؤديه خدمة لبلاده إلى شريك في محاولة إحباط المؤامرة. على الرغم من ذلك، وبعيداً عن الاستعارات السهلة، سيبقى فرانك منبوذاً من القانون، ومن أعداء القانون على حد سواء.
كان غراهام غرين نشر الرواية سنة 1936 تحت عنوان «مسدس للبيع»، وهو الكاتب الذي غرف من حكايات الغرب الجاسوسية الكثير من أعماله. الفيلم لاحقاً ما أعيد إنتاجه سنة 1958 تحت عنوان «طريق مختصرة للجحيم» (Short Cut to Hell) الذي قام بإخراجه الممثل جيمس كاغني، إنما من دون نجاح مميز. في عام 1991 قام المخرج التلفزيوني لو أنطونيو بتحقيق فيلم تلفزيوني بالعنوان الأصلي («هذا المسدس للإيجار») مع روبرت واغنر في الدور الأول. لكن لا أحد عرف كيف يمنح الشخصية ذلك المظهر الواقعي والمثير للتعاطف كما فعل ألان لاد.
قيمة تاريخية: (ممتاز)
قيمة فنية: (جيد)


مقالات ذات صلة

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

يوميات الشرق الممثل البريطاني راي ستيفنسون (أ.ب)

وفاة الممثل البريطاني راي ستيفنسون نجم «ثور» و«ستار وورز»

توفي الممثل البريطاني راي ستيفنسون الذي شارك في أفلام كبرى  مثل «ثور» و«ستار وورز» عن عمر يناهز 58 عامًا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
سينما جاك ليمون (يسار) ومارشيللو ماستروياني في «ماكاروني»

سنوات السينما

Macaroni ضحك رقيق وحزن عميق جيد ★★★ هذا الفيلم الذي حققه الإيطالي إيتوري سكولا سنة 1985 نموذج من الكوميديات الناضجة التي اشتهرت بها السينما الإيطالية طويلاً. سكولا كان واحداً من أهم مخرجي الأفلام الكوميدية ذات المواضيع الإنسانية، لجانب أمثال بيترو جيرمي وستينو وألبرتو لاتوادا. يبدأ الفيلم بكاميرا تتبع شخصاً وصل إلى مطار نابولي صباح أحد الأيام. تبدو المدينة بليدة والسماء فوقها ملبّدة. لا شيء يغري، ولا روبرت القادم من الولايات المتحدة (جاك ليمون في واحد من أفضل أدواره) من النوع الذي يكترث للأماكن التي تطأها قدماه.

يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين يظهر بعد الحادثة في نيو مكسيكو (أ.ف.ب)

توجيه تهمة القتل غير العمد لبالدوين ومسؤولة الأسلحة بفيلم «راست»

أفادت وثائق قضائية بأن الممثل أليك بالدوين والمسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست» هانا جوتيريز ريد اتُهما، أمس (الثلاثاء)، بالقتل غير العمد، على خلفية إطلاق الرصاص الذي راحت ضحيته المصورة السينمائية هالينا هتشينز، أثناء تصوير الفيلم بنيو مكسيكو في 2021، وفقاً لوكالة «رويترز». كانت ماري كارماك ألتوايز قد وجهت التهم بعد شهور من التكهنات حول ما إن كانت ستجد دليلاً على أن بالدوين أبدى تجاهلاً جنائياً للسلامة عندما أطلق من مسدس كان يتدرب عليه رصاصة حية قتلت هتشينز. واتهم كل من بالدوين وجوتيريز ريد بتهمتين بالقتل غير العمد. والتهمة الأخطر، التي قد تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات، تتطلب من المدعين إقناع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سينما سينما رغم الأزمة‬

سينما رغم الأزمة‬

> أن يُقام مهرجان سينمائي في بيروت رغم الوضع الصعب الذي نعرفه جميعاً، فهذا دليل على رفض الإذعان للظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها البلد. هو أيضاً فعل ثقافي يقوم به جزء من المجتمع غير الراضخ للأحوال السياسية التي تعصف بالبلد. > المهرجان هو «اللقاء الثاني»، الذي يختص بعرض أفلام كلاسيكية قديمة يجمعها من سينمات العالم العربي من دون تحديد تواريخ معيّنة.


«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
TT

«وين صرنا؟»... التجربة الإخراجية الأولى للتونسية درة تلفت الأنظار

الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)
الممثلة التونسية درة وعلى يمينها حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مع أبطال فيلم «وين صرنا؟» خلال عرضه الأول في المهرجان أمس (إكس)

لم تكن الحياة في غزة سهلة أو حتى طبيعية قبل حرب السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لكن حتى هذه الأيام يحن لها الآن الناجون من القطاع ويتمنون استعادتها، ومنهم نادين وعائلتها أبطال الفيلم الوثائقي «وين صرنا؟» الذي يمثل التجربة الإخراجية والإنتاجية الأولى للممثلة التونسية درة زروق، والذي لفت الأنظار خلال العرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

يستعرض الفيلم على مدى 79 دقيقة رحلة نزوح نادين وطفلتيها التوأمتين وإخوتها وأمها من حي تل الهوى بمدينة غزة يوم 13 أكتوبر 2023 وصولاً إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب.

ويعتمد في مجمله على سرد أفراد العائلة في القاهرة لذكريات حياتهم في غزة قبل الحرب ومغادرتهم منزلهم قسراً بناء على أمر إخلاء من القوات الإسرائيلية، حاملين معهم أبسط المتعلقات الشخصية على أمل العودة قريباً وانتقالهم إلى مخيم النصيرات، ثم رفح.

وفي مقابل ارتياح مؤقت بالنجاة من قصف مكثف حصد آلاف الأرواح من بينهم جيرانها وأصدقاؤها، يعتصر الخوف قلب نادين بسبب زوجها عبود الذي لم يستطع الخروج مع العائلة وظل عالقاً في غزة.

ويظهر عبود في لقطات من غزة معظمها ملتقط بكاميرا الهاتف الجوال وهو يحاول تدبير حياته بعيداً عن الأسرة، محاولاً إيجاد سبيل للحاق بهم في القاهرة حتى يكلل مسعاه بالنجاح.

وفي رحلة العودة يمر عبود بشواطئ غزة التي اكتظت بالخيام بعدما كانت متنفساً له ولأسرته، والأحياء والشوارع التي دُمرت تماماً بعدما كان يتسوق فيها ويعمل ويعيل عائلته رغم الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، ويتساءل قائلاً: «يا الله... وين كنا ووين صرنا؟!».

وقالت الممثلة درة زروق مخرجة الفيلم قبل عرضه العالمي الأول، أمس (الجمعة)، في دار الأوبرا المصرية ضمن الدورة الخامسة والأربعين للمهرجان: «أبطال الفيلم ناس حقيقية من فلسطين... كلنا عملنا الفيلم بحب وإيمان شديد بالقضية الإنسانية اللي بنتكلم عنها».

وأضافت حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: «حبيت أقرب منهم من الجانب الإنساني، المشاعر؛ لأنهم عمرهم ما هيبقوا أرقام، هما ناس تستحق كل تقدير، وشعب عظيم».

وينافس الفيلم ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في المهرجان الذي يختتم عروضه يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني).