جيني إسبر: الدراسة ليست ضرورية ليبرع الممثل في مهنته

تشارك في تصوير مسلسلَي «سلاسل الذهب» و«الحرملك»

الممثلة جيني إسبر تجسّد في مسلسل «الحرملك» دور المسؤولة عن خان الجواري
الممثلة جيني إسبر تجسّد في مسلسل «الحرملك» دور المسؤولة عن خان الجواري
TT

جيني إسبر: الدراسة ليست ضرورية ليبرع الممثل في مهنته

الممثلة جيني إسبر تجسّد في مسلسل «الحرملك» دور المسؤولة عن خان الجواري
الممثلة جيني إسبر تجسّد في مسلسل «الحرملك» دور المسؤولة عن خان الجواري

قالت الممثلة السورية جيني إسبر، إن الدراسة ليست ضرورية ليبرع الممثل في مهنته. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «برأيي، الموهبة والجهد في العمل يشكّلان عنصرين أساسيين في مشوار الفنان بشكل عام. فمعهد التمثيل يسهم دون شك في تكوين شخصية الفنان على قواعد وركائز مهمة، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع يختلف تماماً وهو أمر لمسته شخصياً بعد دراستي في معهد التمثيل الأوكراني».
وتشير إسبر التي عرفها المشاهد العربي في أعمال درامية سورية ولبنانية ومصرية إلى أن الممثلين من الجيل القديم والذين يعدّون اليوم مدارس تمثيل بخبراتهم وأدائهم المحترف، غالبيتهم لم يدخلوا الجامعات للتخصص في التمثيل، إلا أن موهبتهم الفذّة هي التي وقفت وراء سطوع نجمهم. وتتابع: «إنهم يختلفون كثيراً عن نجوم التمثيل اليوم فهم يتمتعون بقدرات تمثيلية هائلة سببها شغفهم وحبّهم لهذه المهنة. كما أنهم رغم كل النجاحات التي حققوها لا يزالون يتمتعون بالتواضع. وعندما نقف أمام أحد منهم نشعر بأنه لا يزال ينقصنا الكثير كي نتشبّه بهم أو أن نحظى بجزء من حرفيتهم».
وجيني التي تنشغل حالياً في تصوير عدة أعمال درامية بينها «سلاسل الذهب» و«الحرملك» لا تؤكّد ولا تنفي إمكانية عرض أحدها في موسم رمضان المقبل، وتعلّق: «هذا الموضوع لا يمكنني البتّ أو التحكّم فيه لأنه لا يعود لي. فلديَّ حالياً نحو 5 أعمال درامية لم يتم عرضها بعد لسبب أو لآخر. ولذلك لا أعرف ما إذا كان أحد هذه الأعمال التي أصورها سيكون عرضها متاحاً في موسم رمضان المقبل».
وتجسّد جيني إسبر في «الحرملك» الذي يتناول حقبة تاريخية من أيام السلاطين في سوريا، دور المسؤولة عن خان الجواري في القصر. وعما إذا كان المسلسل يشبه في حبكته وأحداثه العمل التركي «حريم السلطان» تردّ: «هناك تشابه ضئيل بينهما، إذ إن البيئة التركية تختلف عن تلك السورية». وعن «سلاسل الذهب» تقول: «هو أيضاً يحكي عن البيئة الشامية وعن صائغ محنّك (بسام كوسى) يتزوج من عدة نساء، وأنا واحدة منهن آتية من عائلة فقيرة، فيقرر والدي أن يزوجني كي يتخلّص من حملي الثقيل عليه. ومن هنا تنطلق المفارقات والأحداث التي تجعلني أتواجه مع زوجته الأولى في أجواء مشوّقة».
وعما إذا كانت تحنّ اليوم إلى الأعمال الكوميدية بعدما شاركت في مسلسل «صبايا» في أجزائه الثلاثة ترد: «أهوى كثيراً التمثيل في أعمال كوميدية، إذ أشعر بأنها تصل إلى قلب المشاهد وتلامسه عن قرب. وهي بالمقابل تتطلب جهداً من الممثل لأن المبالغة في الأداء قد تفشل العمل. وفي المقابل أحب الأعمال التراجيدية رغم أنها تسرق مني طاقة أكبر. فبرأيي هناك خيط رفيع بين الاثنين، وتكمن خصائص كل منهما في الأداء المتقن».
ومن سلسلة «الهوى والجدى» تشارك جيني إسبر في خماسية بعنوان «حب للإيجار» فتلعب دور فتاة مغلوب على أمرها تظلمها بيئتها فتعمل في مجال عرض الأزياء فتأخذ حياتها نمطاً مختلفاً يضعها على طريق شائك وغير مستقيم. وعما إذا كان هذا النوع من الأدوار تتردد في الموافقة عليه كي لا تتأثر صورتها لدى المشاهد تقول: «لم أعد أخاف هذا النوع من التجارب بعد مئات الأعمال التي سبق وشاركت فيها بحيث صار المشاهد يعرفني عن كثب. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تسهم مباشرةً في التقريب بين الفنان ومعجبيه. فحياتنا الخاصة ككواليس أعمالنا التمثيلية صارت متاحة على الملأ. وهي تجتاح هذه الوسائل مما أسهم في اختصار المسافات بيننا». وعن رأيها في انتشار هذه الظاهرة تردّ: «أجدها سيفاً ذا حدّين، فأنا محظوظة من ناحية كوني أعيش في زمن وسائل التواصل الاجتماعي مما أسهم في انتشار اسمي بشكل أكبر وأسرع، إلا أنها في المقابل تتطلّب مني مسؤولية كبيرة. فأي خطأ نقترفه من خلالها في استطاعته أن يؤثّر على مسيرتنا. فالفضاء الرقمي مفتوح أمام الجميع وهناك من يستخدمه بطريقة خاطئة. وهو الأمر الذي لا أحبه في هذا الموضوع. كما أنني أجده خطيراً أحياناً كثيرة لأنه يستطيع أن يؤثّر على شريحة اجتماعية كبيرة مرة واحدة. الأمر الذي أحاول قدر الإمكان حماية ابنتي منه كي لا تقع في السطحية وتتماهى معها كأنها من ضروريات حياتنا اليوم».
وعن متابعتها لأعمال الدراما العربية بشكل عام تقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أنا من المتابعات لأعمال الدراما في موسم رمضان بشكل خاص، إذ قبله أكون منشغلة في التحضير والتصوير لأعمالي. وبصراحة تلفتني حالياً إنتاجات شركة (الصباح إخوان) فهي استطاعت أن تؤسس لدراما عربية جديدة ترتكز على عناصر فنية لبنانية. هذا الأمر أسهم في إعطاء الممثل اللبناني حقّه وتكوين هالة فنية جميلة حوله. وأنا بالمناسبة معجبة بالممثلة نادين نسيب نجيم وكذلك بالممثل عادل كرم وكثيرين غيرهما ممن استطاعت (الصباح إخوان) أن تسلط الضوء على موهبتهم الفذّة، فاختارت الأشخاص المناسبين للمكان والدور الملائمين لهم».
وعما يزعجها على الساحة اليوم تقول: «هناك كمية لا يستهان بها من الوقاحة يمارسها البعض على من هم أقدم منهم في هذه المهنة. وهو أمر مؤسف جداً أن يفقد هؤلاء حدودهم مع الآخرين ويتصرّفوا بشكل غير لائق معهم».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».