سائقو السيارات في لندن يقضون 227 ساعة على الطرقات سنوياً

الازدحام المروري يكلّف الشعب البريطاني مليارات الجنيهات سنوياً

لندن هي المدينة الأكثر ازدحاماً
لندن هي المدينة الأكثر ازدحاماً
TT

سائقو السيارات في لندن يقضون 227 ساعة على الطرقات سنوياً

لندن هي المدينة الأكثر ازدحاماً
لندن هي المدينة الأكثر ازدحاماً

يقضي سائقو لندن 227 ساعة كل عام في المرور، إذ ينتقلون بسرعة يبلغ متوسطها 7 أميال في الساعة. وأظهرت الأبحاث التي أجرتها شركة (إنريكس) لبيانات السيارات، أن لندن هي المدينة الأكثر ازدحاما بالنسبة للسائقين في المملكة المتحدة وتحت المرتبة السادسة في ذلك على مستوى العالم. وقالت شركة (إنريكس) إن السائقين في لندن خسروا ما يصل إلى 1680 جنيها إسترلينيا في عام 2018 بسبب حركة المرور، حسب ما ذكرته صحيفة «التلغراف» البريطانية.
ووفقا لسجل حركة المرور العالمية لعام 2018 لدى شركة (إنريكس)، فإن السائقين في المملكة المتحدة قد فقدوا ما متوسطه 178 ساعة في السنة بسبب حركة المرور في عام 2018، وذلك بتكلفة بلغت 7.9 مليار جنيه إسترليني - بمعدل يبلغ 1317 جنيها إسترلينيا لكل سائق. وبصرف النظر عن لندن، فإن مدن برمنغهام، وغلاسكو، وبريستول تشكل فيما بينها أكبر خمس مدن مزدحمة مروريا على مستوى المملكة المتحدة.
وتصدر طريق (A406) من دوار تشيسويك إلى هانغر لين، وهو جزء من الطريق الدائري الشمالي، القائمة على اعتباره أكثر الطرق ازدحاما في المملكة حيث يقضي السائق العادي 61 ساعة سنويا في حركة المرور.
تبلغ متوسط سرعة السائقين في لندن وأدنبرة نحو 7 أميال في الساعة، مما يعني أن الأمر أسرع إن تحرك أحدنا بدراجته هناك. وعلى مستوى العالم، يتحمل السائقون في دبلن أبطأ سرعات المرور قاطبة في وسط المدينة، التي بلغت 6 أميال في الساعة في أوقات الذروة.
فحصت بيانات شركة (إنريكس) المناطق المزدحمة في أكثر من 200 مدينة حول العالم في عام 2018، وتصدرت موسكو رأس القائمة كأكثر المدن ازدحاما في العالم، بمعدل يبلغ 210 ساعات في السنة بسبب حركة المرور البطيئة، تليها في ذلك مدينة إسطنبول التركية، ثم العاصمة الكولومبية بوغوتا.
وقال تريفور ريد، محلل وسائل النقل لدى شركة (إنريكس): «يكلف الازدحام المروري الشعب البريطاني مليارات الجنيهات سنويا. ومع استمرار تجاهل المشكلة، فمن شأنها جلب المزيد من العواقب الوخيمة على الاقتصاد بمستواه القومي والمحلي، وعلى الشركات والأعمال، وعلى المواطنين خلال السنوات المقبلة».
وأضاف السيد ريد يقول: «ولأجل ألا يكون الازدحام المروري مسببا للمزيد من النزف الاقتصادي الموجع، بات من الواضح بشكل متزايد أنه يتعين على السلطات التكيف مع الأمر. وبمعاونة من حلول النقل الجديدة والذكية والمبتكرة، يمكننا البدء في التعامل مع قضايا الانتقال الملحة التي نعاني منها اليوم».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».