قال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «إن مُجابهة (الإرهابيين) لا تكون فقط برفع السلاح؛ بل بالمواجهة الفكرية أيضاً ضد من بذروا الفتنة واستغلوا شبابنا... ولا بد أن نُسارع بإرجاع الدين إلى الحظيرة الصالحة».
وأضاف حاكم الشارقة خلال زيارته لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها التابع للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالعاصمة القاهرة أمس، أن «الدين اختطف من بين أيدينا، وتشوه بتصرفات (جَهَلَة) ليس لديهم أي خلفية دينية»، معرباً عن تقديره للمنهج الأزهري الذي يُجسد التربية الإسلامية الصحيحة كما يراها الآن في سفراء الأزهر.
واستقبل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس، حاكم الشارقة في مشيخة الأزهر بالدراسة بوسط القاهرة. وأشاد الدكتور القاسمي بالدور الرائد الذي يقوم به الأزهر لنشر صحيح الفكر الإسلامي، ومواجهة التطرف في العالم العربي والإسلامي، مشدداً على ضرورة دعم التعليم الأزهري ومنهجه الوسطي لأنه «طوق النجاة» الوحيد من دوامة العنف والإرهاب الذي يفتك بالعالم.
وأشاد الطيب بجهود حاكم الشارقة في دعم الثقافة العربية والإرث الفكري والحضاري الإسلامي، مبيناً أن «التعليم الأزهري يربي أبناءه على التعددية وقبول الاختلاف... ولذلك فإن خريجي الأزهر دائماً هم عوامل استقرار وسلام في بلدانهم».
ويشار إلى أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر التي يرأس مجلس إدارتها شيخ الأزهر تعمل على نشر الوسطية ومحاربة التطرف، ونشر العلوم الإسلامية واللغة العربية... وتطلق المنظمة الأزهرية عدداً من الفعاليات، والإصدارات التي تحارب التطرف، وتطلق عدداً من الدورات التدريبية حول العالم.
وكان حاكم الشارقة استهل كلمته بمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في جامعة الأزهر شرق القاهرة أمس، قائلاً: «أترحم على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي برز في فترة كانت الأمور فيها مضطربة، وحكمته هي السائدة». مؤكداً تقديره للجهود التي يبذلها شيخ الأزهر لإرساء تعاليم الإسلام السمحة، وترسيخ قيم الحوار وقبول الآخر، والسلام والتسامح والأخوة الإنسانية. مثمناً الدور المتعاظم الذي تبذله المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في نشر المنهج الأزهري «عقيدة، وشريعة، وأخلاقاً» بما يُسهم في ترسيخ الفهم الحقيقي للدين الحنيف، وتفكيك الفكر المتطرف. وأبدى حاكم الشارقة إعجابه بالتجربة الثرية لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، قائلاً: «من واجبنا تقديم كل الدعم لهذه الجهود الطيبة».
وأكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، حرصه على تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين جامعة الأزهر، ومختلف المؤسسات التعليمية بالإمارات، بما يضمن تكامل الجهود الرامية لنشر الفكر الوسطي الذي يُعد ترجمة صادقة أمينة لروح الإسلام. مُثمناً الدور الريادي لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الذي ساعد الطلاب «الوافدين» على كسر الحاجز اللغوي، وأسهم في تيسير تحصيل العلوم والمعارف.
مشيراً إلى أهمية زيارة حاكم الشارقة لمشيخة الأزهر، ولقاء شيخ الأزهر، وللمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ولمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، التي تعكس العلاقات التاريخية بين «مصر الأزهر» والإمارات، والتعاون البناء بينهما في نشر قيم السلام والتسامح والأخوة الإنسانية والحوار وقبول الآخر؛ بما يُرسخ تعاليم الإسلام بمنهجه المعتدل.
بينما استعرض الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، نائب مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أبرز أنشطة المنظمة العالمية في مجال مجابهة الفكر المتطرف، ونشر صحيح الدين بمنهجه المعتدل، ورعاية الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم، واحتضان أئمة العالم؛ ليكونوا دعاة خير وسلام.
يشار إلى أن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر قامت بإصدار كتاب جديد للشباب والنشء لتنمية أفكارهم وتوعيتهم من مخاطر الفكر المتطرف وتفنيده، لخلق جيل قادر على توضيح المغالطات الفكرية التي تبثها الجماعات المتطرفة... وفي كتاب بعنوان «طاقة نور» احتوى على مجموعة قصص «كوميكس» وتتناول موضوعات «الوطن»، و«الغزوات»، و«الفنون في حياتنا»، و«العفو عند المقدرة»، و«شعب واحد»، و«داعش الإرهابية»، و«جند الله»، و«المستأمنون».
حاكم الشارقة: مُجابهة «الإرهابيين» ليست بالسلاح فقط بل بالفكر
القاسمي أكد خلال لقاء قيادات الأزهر أن الإسلام تشوه بتصرفات «جَهَلَة»
حاكم الشارقة: مُجابهة «الإرهابيين» ليست بالسلاح فقط بل بالفكر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة