سيارات آلية خاصة لخدمات توصيل البضائع

تحمل أكياس البقالة من المتاجر إلى المنازل

سيارات آلية خاصة لخدمات توصيل البضائع
TT

سيارات آلية خاصة لخدمات توصيل البضائع

سيارات آلية خاصة لخدمات توصيل البضائع

شهدت إحدى البلدات الصحراوية في ولاية أريزونا الشهر الماضي، تجوال سيارة آلية ركنت أخيراً أمام منزل في أحد أحيائها. ولم تكن هذه المركبة التي تشبه الألعاب، بحجم لا يتجاوز حجم نصف سيارة فولكس واغن، تنقل ركّابا، كما لم يوجد لها سائق أمام المقود، بل كانت تحمل ستة أكياس لسلع البقالة من أحد المناجر.
خدمة توصيل آلية
وتبيّن أنّ هذه السيارة الآلية، التي طورتها شركة ناشئة تعرف باسم «نورو»، كانت تؤدي اختباراً تجريبياً في إطار شراكة مع متجر «فراي فود ستور» لتجربة خدمة توصيل ذاتية جديدة. وكانت الشركة قد أعلنت أنّها ستؤمن تجوال سيارتين كهربائيتين صغيرتين من هذا التصميم وحدهما في الشوارع المحلية بسرعة لا تتجاوز 25 ميلا (40 كلم) في الساعة، لتوصيل السلع المنزلية إلى المنازل القريبة.
قد يبدو هذا الأمر غريبا بعض الشيء، خاصة أن تقنية القيادة الذاتية لا تزال في مرحلة البحث عن هدف واضح لها. ففي ظلّ التقدّم البطيء الذي تحققه خدمات المواصلات الذاتية القيادة من «وايمو» و«أوبر» و«جنرال موتورز»، تعمل اليوم صناعة السيارات الآلية على البحث عن استخدامات عملية، استهلّتها في مجال توصيل السلع الغذائية.
كما تعمل شركات ناشئة أخرى اليوم على نقل تقنية القيادة الذاتية من الطرقات إلى الأرصفة لتفادي مخاطر الازدحام، فقد أعلنت شركة «بوستميتس» في سان فرانسيسكو، الأسبوع الماضي، عن خطط لتقديم خدمة تعتمد على عربة للتبضع الآلي تسير على الأرصفة، بينما تعمل شركات أخرى على تطوير شاحنات ذاتية القيادة مهمتها نقل صناديق الزجاج وغيرها من السلع، وليس الركاب.
رأى دون برونيت، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «كودياك روبوتيكس» المتخصصة في تطوير شاحنات النقل الآلية، أنّ السيارات الذاتية القيادة لا تزال على بعيدة لمدة ثلاث أو أربع سنوات عن تنفيذ رحلات منتظمة دون الحاجة إلى سائق يضمن سلامة المسير. وأكّد على أنّ خدمات المواصلات الذاتية القيادة المخصصة لنقل الركاب لا تزال تحتاج إلى سبع أو عشر سنوات لتصبح حقيقة.
تأسست شركة «نورو» عام 2016 لصاحبيها دايف فرغسون وجياجون زو، وهما مهندسان مهمان من مشروع غوغل للقيادة الذاتية، الذي تحوّل أخيراً إلى شركة «وايمو» للقيادة الذاتية.
وجمعت «نورو» ومقرها ماونت فيو في كاليفورنيا، 92 مليون دولار عن طريق التمويل، وقررت أن تركز على ابتكار سيارات صغيرة ذاتية القيادة، يصل حجمها إلى 104 بوصات (البوصة 2.5 سم) طولاً، و43 بوصة اتساعاً، و70 بوصة ارتفاعاً، ومهمتها الوحيدة تقديم خدمات التوصيل المحلية. ويبدو أن تحويل هذه الخدمات إلى حقيقة هو أقرب بكثير إلينا من استخدام العربات الذاتية القيادة لنقل الركاب، والسبب أنّ «نورو» ليست مضطرة لمراعاة شروط الراحة والسلامة في العربة. في المقابل، فإنّ تصميم سيارات توصيل آلية أصغر بكثير من السيارات التقليدية قد يساهم في زيادة هامش الأخطاء على الطرقات.


مقالات ذات صلة

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

علوم «طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

«طلاء شمسي» لشحن السيارات الكهربائية

عجينة رقيقة تؤمن السفر مجاناً آلاف الكيلومترات

ديدي كريستين تاتلووكت (واشنطن)
الاقتصاد صفقة استحواذ «ارامكو» على 10 % في «هورس باورترين» بلغت 7.4 مليار يورو (رويترز)

«أرامكو» تكمل الاستحواذ على 10 % في «هورس باورترين المحدودة» بـ7.4 مليار يورو

أعلنت «أرامكو السعودية» إكمال شراء 10 في المائة بشركة «هورس باورترين» المحدودة الرائدة في مجال حلول نقل الحركة الهجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص «بي واي دي»: نخطط للاستثمار في مبادرات تسويقية وتعليمية لزيادة الوعي بفوائد النقل الكهربائي (BYD)

خاص «بي واي دي»... قصة سيارات كهربائية بدأت ببطارية هاتف

من ابتكارات البطاريات الرائدة إلى المنصات المتطورة، تتماشى رؤية «بي واي دي» مع الأهداف العالمية للاستدامة، بما في ذلك «رؤية المملكة 2030».

نسيم رمضان (الصين)
الاقتصاد ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (عواصم )
يوميات الشرق شعار العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» (أ.ب)

حتى ماسك انتقده... إعلان ترويجي لسيارات «جاغوار» يثير غضباً

أثار مقطع فيديو ترويجي لتغيير العلامة التجارية للسيارات الفارهة «جاغوار» انتقادات واسعة بظهور فتيات دعاية يرتدين ملابس زاهية الألوان دون وجود سيارة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.