الدوار والدوخة وتناول الفلفل
• أبلغ من العمر 48 سنة متزوج ولدي 3 أبناء. وعندي سؤالان: الأول أنني أعاني من الدوار في الرأس منذ 2015 إلى الآن، وراجعت عدة أطباء للقلب، والباطنية، والأنف والأذن والحنجرة، والأعصاب إضافة إلى طبيب الغدد الصماء، ولكن لا يوجد تشخيص معين للآن. وكل تحاليلي مثل السكري والضغط والكولسترول والدهون الثلاثية والأذن الوسطى سليمة. أرجو منك المساعدة. أما السؤال الثاني، فهو أنى من محبي الفلفل الأخضر والأحمر منذ سنين طويلة، ووجباتي لا تخلو من الفلفل. هل للفلفل علاقة بما أعاني منه من أعراض؟
محمد إ. - الرياض
- هذه مجموعة أسئلتك. والشعور بـ«الدوخة» أو الشعور بـ«الدوار» هما من الأسباب الشائعة لمراجعة الأطباء. وبداية من الضروري توضيح الفرق بين «الدوار» و«الدوخة»، لأن الكثير من الناس يخلطون بينهما.
الدوخة Dizzinessمصطلح يُستخدم في الوسط الطبي لوصف مجموعة من الأحاسيس تشمل: الشعور بالوهن أو الضعف أو اختلال التوازن أو قرب حصول إغماء وفقدان الوعي. بينما الدوار Vertigoهو شيء آخر ومختلف، ويصف شعور المرء بشكل زائف أن الأشياء التي تحيط به (في الغرفة أو خارجها)، تلف وتتحرك عندما يكون الشخص ساكناً وجالساً. وبالنسبة لكل من الدوخة والدوار، هناك أسباب مرضية وأسباب ذات علاقة بالاختلال الوظيفي في عدد من أعضاء الجسم. ولكن الدوخة بالذات (وليس الدوار) قد تكون ذات علاقة بتناول الطعام أو بتناول أطعمة معينة.
• الشعور بـ«الدوار» يحصل نتيجة نشوء تصور مرتبك في الدماغ عن وضعية الجسم ووضعية الأشياء التي حول الجسم. وفي الأحوال الاعتيادية يحصل الإحساس الطبيعي بالتوازن وبوضعية الأشياء من حولنا، عندما يكون الدماغ تصوراً صحيحاً عن وضعية الجسم وما حوله نتيجة معلومات ترد إليه من الأذن الداخلية (التي تضم حواس تساعد في اكتشاف الجاذبية والحركة للأمام والخلف) ومن العينين (اللتين تساعدان على تحديد مكان الجسم في الفراغ وكيفية حركته) ومن أعصاب الحواس المنتشرة في الجسم (التي تبعث برسائل إلى الدماغ عن حركات الجسم وأوضاعه). وعندما لا تتوافق تلك المعلومات الواردة من تلك المصادر المختلفة، تنشأ حالة من الارتباك لدى الدماغ ويحصل الشعور بالدوار. ولذا هناك عدة أسباب للشعور بالدوار.
• وبالمقابل، هناك أيضاً عدة أسباب للشعور بالدوخة أو بمجموعة الأحاسيس التي يصفها البعض بالدوخة. ومن تلك الأسباب ما له علاقة بالأعضاء ذات الصلة بالدوار، ومنها ما له علاقة بتدني تدفق الدم إلى الدماغ نتيجة عوامل عدة، أو اضطرابات عامة في الجسم كارتفاع حرارة الجسم أو جفاف الجسم أو هبوط ضغط الدم أو نقص الهيموغلوبين أو ضعف القلب أو ضيق في أحد صمامات القلب أو اضطرابات في إيقاع نبض القلب أو نقص سكر الغلوكوز في الدم أو الصداع أو القلق أو التوتر النفسي أو ركوب البحر أو غيرها من الأسباب. كما أن هناك عددا من الأدوية التي قد تتسبب إما بالدوار أو بالدوخة.
تناول الطعام قد يتسبب للبعض بالشعور بالدوخة في عدد من الحالات الصحية. وفي بعضها يحصل انخفاض ضغط الدم بُعيد تناول وجبة الطعام، وهذا قد يُعاني منه كبار السن أو مرضى ارتفاع ضغط الدم، وقد يُرافقه ألم في الصدر أو اضطراب في الإبصار أو غثيان. وفي أحيان أخرى قد يتسبب انخفاض نسبة السكر في الدم في ذلك الشعور بالدوخة، رغم أن تناول الطعام يجب أن يكون سبباً في ارتفاع نسبة سكر الغلوكوز لا انخفاضه.
كما أن تناول أطعمة معينة، كالفلفل الحار أو التوابل الحارة، قد يتسبب للبعض بالدوخة. ولا توجد تفسيرات طبية دقيقة لسبب شعور البعض بالدوخة جراء تناولها، ولكن هناك بعض المقترحات، منها تسبب التوابل الحارة بتوسيع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم تبعاً لذلك. ومنها إفراز الدماغ لبعض المواد التي تبعث الشعور باللذة والارتخاء الذهني بعد تناول التوابل الحارة، مثل مواد إندروفين. ولدى بعض مرضى الصداع النصفي، صداع المايغرين، قد يتسبب تناول أنواع معينة من الأطعمة بتهييج حالة صداع المايغرين، والذي يظهر على هيئة الشعور بالدوخة. مثل تناول الشوكولاته أو مشتقات الألبان أو المكسرات أو المخللات. كما قد يتسبب تناول منتجات عالية المحتوى بالكافيين، بنفس الشعور بالدوخة.
الأطعمة والإمساك المزمن
• ما أسباب الإمساك وما الأطعمة التي تزيد فيه؟
سليم محمد - جدة
- هذا ملخص أسئلتك عن الإمساك. ولاحظ أن الإمساك من الاضطرابات الصحية الشائعة، ويُصيب بالمتوسط نحو ١٥ في المائة من الناس البالغين، وترتفع النسبة تلك إلى ٣٣ في المائة فيما بين منْ تجاوزوا الستين من العمر.
أعراض الإمساك تشمل إخراج الفضلات أقل من ثلاث مرات في كامل الأسبوع، وإخراج براز في كتل صلبة، وبذل الجهد الشديد لإتمام عملية الإخراج، والشعور بأن ثمة انسدادا في المستقيم يمنع حركة إفراغ الأمعاء، والشعور بأنه من غير الممكن إفراغ المستقيم، والشعور بالحاجة إلى الضغط على البطن لتسهيل الإخراج. ووفق التعريف الطبي، تعتبر حالة الإمساك مزمنة لدى الشخص إذا كان يُعاني من اثنين أو أكثر من هذه الأعراض خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
الإمساك يحصل في الغالب عندما تتحرك فضلات الطعام ببطء شديد في الأجزاء النهائية من الأمعاء الغليظة، أو حينما لا يمكن دفع الفضلات بشكل فعال من المستقيم إلى الخارج، ما يُؤدي بالتالي إلى تجمعه وزيادة صلابته وجفافه، وبالتالي زيادة في صعوبة إخراجه.
وثمة خمسة أسباب رئيسية لحصول الإمساك المزمن، أولها وأهمها عدم تناول وجبات طعام صحية، كما سيأتي وصفها. وثانيها وجود اضطرابات في عمل أعصاب القولون والمستقيم. وثالثها اختلال عمل العضلات المشاركة في حصول الإخراج. ورابعها وجود اضطرابات بهرمونات الجسم بما في ذلك مرض السكري أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو كسل الغدة الدرقية أو اضطرابات الهرمونات أثناء الحمل. وخامسها وجود معوقات في القولون أو المستقيم، مثل الشرخ الشرجي أو انسداد الأمعاء أو سرطان القولون أو المستقيم أو تضيق القولون.
ووجبات الطعام الصحية لمنع الإصابة بالإمساك هي الغنية بالألياف مثل الفول والفاصوليا والعدس والخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ونخالة القمح، والإكثار من شرب السوائل.
وهناك أطعمة يزيد الإكثار من تناولها في تفاقم حالات الإمساك، مثل بعض مشتقات الألبان كالجبن والتي يجدر استبدالها بلبن الزبادي، وكذلك وجبات الأطعمة السريعة المحتوية على اللحوم والمقليات بأنواعها، والخبز الأبيض والمخبوزات المصنوعة من الدقيق الأبيض.