الجيش اليمني: الميليشيات تستفز قواتنا والهدف «إفشال استوكهولم»

رئيس الأركان اليمني لدى لقائه قيادات عسكرية يمنية في عدن أمس (سبأ)
رئيس الأركان اليمني لدى لقائه قيادات عسكرية يمنية في عدن أمس (سبأ)
TT

الجيش اليمني: الميليشيات تستفز قواتنا والهدف «إفشال استوكهولم»

رئيس الأركان اليمني لدى لقائه قيادات عسكرية يمنية في عدن أمس (سبأ)
رئيس الأركان اليمني لدى لقائه قيادات عسكرية يمنية في عدن أمس (سبأ)

دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، المساندة للجيش الوطني اليمني، معسكراً تدريبياً لميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة ذمار، المعقل الثاني لميليشيات الحوثي الانقلابية بعد محافظة صعدة. وأفاد موقع الجيش الوطني اليمني (سبتمبر.نت) بأن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت بسلسلة غارات معسكراً تدريبياً للميليشيات في قاع الحقل بمديرية ضوران آنس، غرب المحافظة»، وأنه «سُمع دوي انفجارات كبيرة ومتتالية من المعسكر التدريبي عقب الغارات». وذكر الموقع أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، كانت قد حولت قاع الحقل إلى معسكر لتدريب عناصرها على القتال، قبل أن تزج بهم إلى الجبهات».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تقدمها في مختلف جبهات القتال المختلفة، وأشدها في صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية، وجبهات الضالع والجوف والبيضاء وحجة الحدودية مع السعودية، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وواصل الحوثيون خرق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة ومحيطها، في ظل ازدياد ممارساتها لإجبار أطفال المدارس على التجنيد، ودفعهم لميادين الصراع. وبلغ عدد الخروقات منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في الحديدة حتى أول من أمس 746 خرقاً، بحسب مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة.
وتمثلت الخروقات في إطلاق نار من أسلحة متنوعة، أسفرت عن مقتل طفلة، واستهداف منازل مواطنين وأماكن عامة، ومواقع للجيش اليمني، كما رصد مركز العمليات تجمعات لميليشيا الحوثي عند خطوط التماس بالمدينة، واستمرارها في تعزيز مواقعها الدفاعية، عن طريق زراعة الألغام وحفر الخنادق والممرات البرية.
وقتلت فتاتان برصاص قناص حوثي، الثلاثاء، جنوب الحديدة. وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة، إن «فتاة تدعى حياة علي حسين (14 عاماً) قتلت برصاص قناص من ميليشيات الحوثي، أمام بوابة منزلها في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه، جنوباً؛ حيث أصيبت بطلقة رصاص من قناص في رأسها، أودت بحياتها على الفور، إضافة إلى مقتل فتاة أخرى تدعى حنان عبد الله حسن، بالغة من العمر 18 عاماً، برصاص قناص حوثي، استهدفها بينما كانت بجوار منزلها في مدينة التحيتا، جنوباً».
ونقل المركز عن أقارب الفتاة حنان عبد الله، قولهم إنها «كانت تتحضر لعرسها وزفافها الذي كان مقرراً إقامته بعد أسبوع من اليوم، ولكن الميليشيات الحوثية قتلت الفتاة قبل إتمام فرحتها وزفافها إلى زوجها، وحولت فرحة أهالي المنطقة إلى مأتم كبير».
وذكر العميد عبده مجلي، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط»، أن الميليشيات الحوثية تواصل تنفيذ الخروقات وإطلاق القذائف العشوائية على منازل المواطنين في الحديدة، وزراعة الألغام وحفر الخنادق واعتلاء المنازل ونشر القناصين، وإعادة الخراسانات والتحصينات. وقال مجلي: «على المجتمع الدولي أن يعلم أن هذه الميليشيا لن تجنح للسلم، وأن إطالة الأمد في منحها الفرص يزيد من تمترسها وقوتها، وتجهيزها لمعركة كبرى».
وأشار إلى أن الحوثيين مستمرون في تعزيز دفاعات مدينة الحديدة، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451، وحفر الخنادق وإقامة الحواجز وحقول الألغام والمطبات الرملية الخاصة بالتمترس، بهدف استفزاز قوات الجيش الوطني، وإفشال اتفاقية استوكهولم.
ونفذت الفرق الهندسية التابعة لألوية حراس الجمهورية، من قوات الجيش الوطني المشتركة، حملة واسعة لنزع وإزالة الألغام والعبوات الناسفة والحواجز الترابية والإسمنتية التي وضعتها الميليشيات الانقلابية في الشوارع الرئيسية والفرعية، قبل اندحارها من المناطق المحررة.
وذكر موقع وكالة «2 ديسمبر»، التابع لألوية حراس الجمهورية التي يقودها العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق صالح)، أن «حملة الإزالة التي شاركت فيها وحدات من قوات المقاومة المشتركة في المناطق المحررة بمدينة الحديدة، في سياق العمليات الإنسانية التي تنفذها قوات المقاومة الوطنية، شملت الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية لمدينة الحديدة».
وأوضح أن «الحملة تمكنت من إزالة مئات من الألغام، وتفكيك شبكات متفجرات، ورفع كميات كبيرة من الأتربة، وعشرات الحاويات (الكنتيرات) التي استخدمتها الميليشيات لقطع الشوارع الرئيسية والفرعية، وتقطيع أوصال المدينة، ومحاولة إعاقة تقدم المقاومة المشتركة نحو وسط المدينة»، وأن «حملة إزالة الألغام والمتفجرات ستتواصل خلال الأيام القادمة في كافة المناطق المحررة داخل مدينة الحديدة ومحيطها، وبما يضمن تنقل المدنيين بشكل آمن وطبيعي».
إلى ذلك، أشاد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن بحري عبد الله النخعي، بما تحققه قوات الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، في مواجهة ميليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة إيرانياً.
جاء ذلك خلال لقائه، في العاصمة المؤقتة عدن، برئيس هيئة التدريب بوزارة الدفاع، اللواء الركن محمد الردفاني، ومدير كلية القيادة والأركان، العميد الركن حسين بن عتيق، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي نقلت عن النخعي تأكيده «حرص قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان، على أهمية توحيد الجهود في سبيل تأهيل الوحدات العسكرية، والرفع من جاهزيتها القتالية».
وثمَّن جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم الحكومة الشرعية، وإسناد قوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات.
وخلال اللقاء، تطرق الفريق الركن النخعي إلى أهمية التأهيل والتدريب لمنتسبي القوات المسلحة، بما يواكب التطورات العلمية الحديثة، وإمكانية نقل كلية القيادة والأركان إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتوفير المتطلبات الضرورية لها. وشدد على منع الترشيح للدورات الخارجية إلا عبر رئاسة هيئة الأركان العامة، وأن يكون الترشيح في الأطر الرسمية للوحدات العسكرية للمتقدمين للمنح، والخاضعين للمفاضلة في التحصيل العلمي والكفاءة. كما أشاد نائب رئيس الجمهورية، الفريق الركن علي محسن الأحمر، بما تحققه قوات الجيش الوطني، بدعم تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، في سبيل استكمال تحرير ما تبقى من محافظة الجوف (شمالاً) والوطن تحت سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، وذلك خلال لقائه، الثلاثاء، بمحافظ الجوف، اللواء أمين بن علي العكيمي؛ حيث اطلع الأحمر خلال اللقاء على مستجدات الأوضاع العسكرية والأمنية، والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في جبهات محافظة الجوف.
وشدد الأحمر على «ضرورة مضاعفة وتوحيد الجهود المبذولة، والسير بخطى حثيثة نحو تحقيق النصر الشامل، وإعادة الأمن والاستقرار للمحافظة، وإيقاف عبث الميليشيات وانتهاكاتها المستمرة، علاوة على العمل في مسارٍ واحد لتطوير المناطق المحررة وتلبية متطلبات المواطنين فيها».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».