هواة ألعاب الفيديو الصغار يتعرضون لمخاطر القرصنة الإلكترونية

تقرير أميركي يتوقع اتساع سرقة بياناتهم في 2019

هواة ألعاب الفيديو الصغار يتعرضون لمخاطر القرصنة الإلكترونية
TT

هواة ألعاب الفيديو الصغار يتعرضون لمخاطر القرصنة الإلكترونية

هواة ألعاب الفيديو الصغار يتعرضون لمخاطر القرصنة الإلكترونية

في عالم اللعب الإلكتروني، يعدّ اللعب مع أو ضدّ الغرباء أمراً طبيعياً، ولكنّ هذا الأمر بات يمثّل تهديداً أمنياً متزايداً، مع تنامي قطاع الألعاب.

- اختراقات البيانات
وقد توقع تقرير جديد أعدته شركة «إكسبيريان» المختصة بحماية الحسابات والهوية من السرقة، أن اختراقات بيانات ألعاب الفيديو ستكون تحت الأضواء في عام 2019.
وأورد التقرير أنّ المجرمين الإلكترونيين يمكنهم «ببساطة أن يتقدّموا كلاعبين لبناء ثقة في لعبة أو دائرة ما، والتمكن من الوصول إلى معلومات خاصة مهمة». هذا الأمر قد يعني الحصول على معلومات شخصية، كالاسم الكامل وأرقام الهاتف، إلى جانب كلمات المرور والتفاصيل الخاصة بالبطاقات المصرفية. ويلفت التقرير إلى أنّ القراصنة يمكنهم أيضاً أن يسرقوا عملات مستخدمة داخل اللعبة بالإضافة إلى الأسلحة المستخدمة والتي تكون ذات قيمة عالية جداً.
في مقابلة مع موقع «ووتش ماركت»، قال مايكل برومير، نائب رئيس قسم مواجهة اختراق البيانات في «إكسبيريان»: «نحن لا نحاول القول إن جميع اللاعبين قراصنة، ولكنّهم يعيشون في محيط مجهول الهويات، ويملكون مهارات كومبيوتر عالية، وهم يجولون في قطاع تصل عائداته إلى ملايين الدولارات».
صحيح أن قرصنة ألعاب الفيديو ليست بجديدة، ولكنّها اليوم باتت أكثر جاذبية بسبب النمو الهائل الذي شهده قطاع الألعاب والتحوّل نحو الكسب المادي في اللعبة. وأفادت شركة «نيو زوو»، المختصة في تحليلات ألعاب الفيديو، بأنّ قيمة القطاع تصل اليوم إلى 138 مليار دولار حول العالم. كما وجدت شركة «جونيبر ريسرتش» المختصة بالأسواق الرقمية، أنّ التجارة في ألعاب الفيديو التي يبيع اللاعبون ويتشري عبرها سلعاً أثناء اللعب، وصلت قيمتها إلى 50 مليار دولار في 2017.
بدورها، اعتمدت معظم عائدات لعبة «فورتنايت» التي بلغت مليار دولار في يوليو (تموز) من العام الماضي، على بيع الإعلانات المعروضة خلال اللعبة.

- أمن ممارسة الألعاب
ويلفت تقرير «إكسبيريان» إلى أنّ اللاعبين اليافعين معرضون أكثر من غيرهم للخطر، خصوصا إن كانوا يفتقرون إلى الفهم الكافي للممارسات الأمنية أو يعتقدون أنّهم في محيط موثوق.
ومع النمو المتفجّر لألعاب مثل «فورتنايت»، التي يصل عدد لاعبيها إلى 80 مليونا شهرياً، غالبيتهم من الأطفال والمراهقين، يزداد عدد القاصرين الذين ينضمون إلى عالم الألعاب الإلكترونية، وجميعهم معرّضون للخطر؛ ففي بداية 2018 مثلاً، تلاعب القراصنة بأولاد يلعبون «فورتنايت» لانتزاع تفاصيل حسابات أهلهم المصرفية من خلال عملية تصيّد احتيالي.
ولكنّ سرقة البيانات ليست الخطر الملحّ الوحيد؛ فقد تحدّث تقرير «إكسبيريان» عن حادثة وقعت في يوليو (تموز) الماضي، اخترق فيها قرصان لعبة «روبلوكس» الشهيرة لمجموعة من الأطفال، وعرض مشاهد خاصة تظهر عصابة اغتصبت إحدى شخصيات اللعبة، وهي فتاة تبلغ 7 سنوات من العمر. وكتبت شركة «إكسبيريان» في مدونة أن «اللاعبات النساء لطالما تعرضن للتحرش والتهديد، وهذا الوضع سيزداد سوءاً مع دخول مزيد من الناس إلى عالم الألعاب غير المنظم».
وضعت شركة «كوتاكو» دليلاً إرشادياً يساعد المستخدمين في الدفاع عن أنفسهم أمام القراصنة. كما صممت شركات أخرى مثل «إكس بوكس» ميزات خاصة بالأهل تمكنهم من مراقبة نشاطات أولادهم أثناء اللعب.
بدورها، وافقت هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية على التحقيق فيما إذا كان الأطفال يتعرضون للإغراء للعب القمار عبر ألعاب الفيديو. وأخيراً، لفت التقرير إلى أنه، وحتى سيطرة مزيد من القوانين التنظيمية على صناعة ألعاب الفيديو، يمكن للاعبين اتخاذ تدابير أمنية إضافية كتحميل برنامج لإدارة كلمات المرور أو اعتماد مصادقة ثنائية الخطوات.

- «كوارتز» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».