مصر تدرس فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل... والمشروع بين مؤيد ومعارض

مصر تدرس فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل... والمشروع بين مؤيد ومعارض
TT

مصر تدرس فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل... والمشروع بين مؤيد ومعارض

مصر تدرس فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل... والمشروع بين مؤيد ومعارض

جدد إعلان وزارة المالية في مصر عن إعدادها مشروعاً لقانون يتم بموجبه فرض الضرائب على إعلانات المنصات الإلكترونية المختلفة، وعلى رأسها «غوغل»، و«فيسبوك»، و«إنستغرام»، حالة الجدل في الأوساط البرلمانية والسياسية والإعلامية داخل مصر، بين مؤيد للمقترح باعتباره يحقق نوعاً من العدالة في فرض الضرائب، خاصة أن مثل هذا القانون موجود في عدد من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وبين آخر يرى صعوبة تطبيق القانون، في ظل عشوائية الإعلان على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي، وبين ثالث متخوف من أن يؤثر القانون المقترح سلباً على سوق التجارة الإلكترونية في مصر التي تسعى الدولة لتنشيطها.
قد يكون الإعلان المذكور أعلاه محاولة للسير على خطى دول أخرى. فالولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، وروسيا، وأستراليا وإندونيسيا كلها تفرض ضرائب على إعلانات «غوغل» و«فيسبوك»، وبتصفح شروط الإعلان على «فيسبوك» مثلاً، فإنه يقول إن «فرض ضرائب على إعلاناته على الموقع يتوقف على الدولة التي يمارس فيها النشاط»، ووفقاً لـ«فيسبوك» فإن «الإعلانات من خارج الاتحاد الأوروبي، وآيرلندا، والهند، وأستراليا، وروسيا، لا يتم فرض ضرائب عليها»، وبالطريقة نفسها يوضح «غوغل» شروط فرض الضرائب وفقاً للدولة التي يتم الإعلان منها أو فيها، حيث تخضع الإعلانات في الصين، وأستراليا، وأميركا الشمالية للضرائب.
حالة الجدل بدأت بعد إعلان الدكتور محمد معيط، وزير المالية المصري، في تصريحات صحافية مؤخراً، عن أن «الوزارة تعمل على إعداد مشروع قانون لفرض الضرائب على إعلانات المنصات الإلكترونية بالتعاون مع فريق متخصص من مصلحة الضرائب، تمهيدا لعرضه على مجلس النواب (البرلمان)، ليصدر خلال العام الحالي».
وفور الإعلان رحب عدد من الإعلاميين والسياسيين بالمقترح، وكتب خالد صلاح، رئيس تحرير موقع «اليوم السابع» الإلكتروني، على حسابه الشخصي على «تويتر»: «أخيرا يتحقق العدل... كل التحية لمجلس النواب... كل التقدير للحكومة ولوزارة المالية... الآن تعود الحقوق الضائعة... والآن نقطع خطوة نحو عدالة ضريبية ونحو حماية الصحافة الوطنية من المنافسة الظالمة».
لكن الدكتور أيمن ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، لا يرى أن «القانون سيحمي الصحافة الوطنية»، رغم أنه «يؤيد وضع مثل هذا القانون»، وقال ندا لـ«الشرق الأوسط»، إن «القانون المقترح سوف يخدم الدولة بالدرجة الأولى، فهو مصدر مشروع لزيادة حصيلة الدولة الضريبية، خاصة أن نسبة كبيرة من الكعكة الإعلانية تركت الإعلان عبر المنصات التقليدية سواء كانت صحفاً أو تلفزيوناً، واتجهت إلى المنصات الرقمية، ومن المتوقع أن تستحوذ المنصات الرقمية على 90 في المائة من الإعلانات بحلول عام 2020»، مضيفا أن «هذا التحول يجعل إصدار قانون لفرض ضرائب على الإعلانات على المنصات الإلكترونية ضرورة حتمية، وتطورا طبيعيا لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة».
وبدأ الحديث للمرة الأولى عن هذا الموضوع في يونيو (حزيران) الماضي عندما أقر مجلس النواب مشروع قانون تنظيم الصحافة والإعلام، الذي نص في المادة 67 منه على أنه «لا يجوز في جميع الأحوال لأي موقع إلكتروني جلب إعلانات من السوق المصرية، ما لم يكن ذلك مقيدا بالمجلس الأعلى، وخاضعا لأحكام القانون رقم 11 لسنة 1991 بشأن التهرب الضريبي».
وقال أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلانات بدأت تتجه من المنصات التقليدية إلى المنصات الإلكترونية، وصدور مثل هذا القانون أمر ضروري لمواكبة هذا التطور»، مؤكداً أن «القانون يحقق العدالة ويمنح فرصا متساوية للجميع، فلا يعقل أن يدفع المعلن ضرائب لإعلاناته على الوسائل التقليدية بينما لا يدفع ضرائب على المنصات الإلكترونية»، مشيراً إلى أن «هذا القانون ليس ابتكارا فهو موجود في مختلف دول العالم».
على الجانب الآخر، أشار البعض إلى صعوبة تنفيذ مثل هذا القانون في مصر متخوفا من تأثيره على التجارة الإلكترونية، وقال الدكتور نضال السعيد، عضو مجلس النواب المصري، رئيس لجنة الاتصالات السابق، لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من دراسة القانون بشكل جيد قبل إقراره، فليس كل ما يطبق في الغرب يصلح في مصر بالطريقة نفسها»، موضحاً أن «أي ضريبة لا بد أن يقابلها خدمة»، معربا عن قلقه من أن «يؤثر القانون على التجارة الإلكترونية التي تشكل 5 في المائة فقط من السوق المصرية».
بينما أعربت الدكتورة حنان الجندي، أستاذة الإعلام، عن تشككها في إمكانية تطبيق مثل هذا القانون في مصر، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «ما المعايير التي سوف يتم وضعها، وعلى أي نوع من الإعلانات أو المعلنين سيتم تطبيقه، هذا أمر صعب جدا خاصة مع حالة العشوائية الإلكترونية التي نعيشها». وتساءلت ندا عن «الإجراءات التي سيتم اتخاذها لو رفضت بعض المواقع الأجنبية الكبرى تنفيذ مثل هذا القانون، هل يمكن فرض عقوبات عليها أو حجبها مثلاً؟». واعترف هيكل بصعوبة تطبيق القانون، وقال: «تطبيق هذا القانون صعب جدا، ولا يمكن السيطرة على السوق بنسبة مائة في المائة، لكن هذا لا يعني ألا نحاول»، مشيرا إلى أنه «تجري دراسة فنيات وطرق تطبيق وتنفيذ مثل هذا القانون أسوة بدول العالم».


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.