في أواخر خمسينات القرن الماضي، شاءت المصادفات أن يكون طالب مصري جاراً لجان بول سارتر في باريس. وبعد بضعة لقاءات، طلب مؤسس الفلسفة الوجودية من الشاب أن يحيطه علماً بأبعاد الصراع العربي - الإسرائيلي. وفيما بعد تعرف سارتر على الأديب والصحافي المصري اليساري لطفي الخولي، الذي دعاه وزوجته سيمون دي بوفوار إلى زيارة مصر كي يطلعا على وجهة النظر العربية في ما يخص الصراع العربي - الإسرائيلي.
وفعلاً تمت هذه الزيارة في 25 فبراير (شباط) 1967، وكانت حدثاً كبيراً شغل الناس. والتقى سارتر بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لمدة ثلاث ساعات، ورحبت صحيفة «الأهرام» بمقدمه على صفحتها الأولى، والتقى بمجموعة كبيرة من الأدباء والفنانين والطلبة.
وبعد أكثر من نصف قرن، يصدر عن مطبعة جامعة شيكاغو الأميركية اليوم كتاب يكشف عن أبعاد تلك الزيارة، ويلقي أضواء على دوافعها، ونتائجها، وتأثيرها على المثقفين العرب. وكان سارتر في نظر هؤلاء المثقفين «ضمير العصر»، ورمزاً للمثقف الملتزم، فقد أيد حركات التحرر الوطني في الجزائر وكوبا والكونغو وغيرها. وكان قد وقف إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956. وهو تأثير تبين في ما بعد أنه كان محدوداً، فسرعان ما أيد سارتر إسرائيل بعد حرب يونيو (حزيران) 1967، ما ترك خيبة كبيرة عند المثقفين العرب.
...المزيد
15:2 دقيقه
رحلة سارتر مع المثقفين العرب
https://aawsat.com/home/article/1552941/%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8
رحلة سارتر مع المثقفين العرب
كتاب أميركي يصدر اليوم عن زيارته التاريخية لمصر عام 1967
رحلة سارتر مع المثقفين العرب
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة